الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحف عالمية: لا مهرب لـ«الإمارة المعزولة» من الاستجابة للمطالب

25 يوليو 2017 02:58
دينا محمود (لندن) «لا مؤشرات تُذكر على تحقيق الوساطة الأميركية والإقليمية أي تقدم على طريق تجاوز المأزق»، تحليل متشائم خلصت إليه صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في افتتاحيتها أمس التي استعرضت فيها تطورات الأزمة التي تعصف بالخليج، بفعل رفض قطر الكف عن انتهاج سياساتٍ تخريبية وداعمة للإرهاب. وفي إشارة إلى أنه لا مهرب لـ«الإمارة المعزولة» من الاستجابة للمطالب المطروحة عليها من الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، قالت الصحيفة البريطانية المرموقة إنه ليس بوسع قطر «وهي دولة مدينة تقع عند خاصرة المملكة العربية السعودية الأكبر منها بكثير، أن تغير موقعها الجغرافي». وساقت افتتاحية «فاينانشيال تايمز» مثالاً تاريخياً يبدو أنه يؤكد أن النهج الطائش الذي تتبناه الحكومة القطرية حالياً بالمخالفة لكل الأعراف والتقاليد المستقرة في الخليج ليس بالجديد، بل إن له جذوراً تعود إلى الوقت الذي وصل فيه الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني إلى سدة الحكم في الدوحة إثر إطاحته بأبيه في الانقلاب الذي وقع عام 1995، إذ تشير الصحيفة البريطانية إلى أن أمير قطر السابق تجنب في ذلك الوقت ضخ الغاز الطبيعي الموجود في أراضي بلاده عبر خطوط الأنابيب التي تمر في دول الخليج، وفضَّل «بدلاً من ذلك أن يُصدّر الجانب الأكبر (منه) بشكلٍ مُسال عبر البحر». وفي ضوء ذلك كان طبيعياً أن تواصل القيادة القطرية الحالية التغريد خارج السرب، ليصل الأمر إلى دعم جماعة «الإخوان» الإرهابية والتدخل في الصراعات الإقليمية، وفي هذا السياق لفتت «فاينانشيال تايمز» الانتباه في افتتاحيتها إلى تناقضٍ صارخٍ تقع فيها السلطات في الدوحة، ألا وهو بذلها «جهوداً لكي تبدو منفتحة ومتسامحة في الخارج، بينما لا تتسامح سوى مع قدر ضئيلٍ من المعارضة في الداخل». وتقول الصحيفة إن سياسات مثل هذه جعلت قطر في أعين الدول الأخرى في المنطقة «عضواً مخادعاً ومنافقاً ومنفلتاً في النادي»، وذلك في إشارة إلى المنظومة التي تجمع دول الخليج العربي. وتتطرق افتتاحية «فاينانشيال تايمز» إلى فشل الوساطات المختلفة التي سعت على مدى الأسابيع الماضية إلى إنهاء الأزمة أو احتوائها على الأقل. وتشير بشكل خاص في هذا الصدد إلى الإخفاق الذي باءت به جهود وزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون. وتُلمح الصحيفة البريطانية إلى أن فشل تليرسون يعود إلى أنه لم يحظ بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرة إلى أن دعماً مثل هذا مهمٌّ في مجتمع يحترم التراتبية والنظام الهرمي مثل المجتمع الخليجي. ولذا تستبعد «فاينانشيال تايمز» أن يحقق وزير الخارجية الأميركي «تقدماً كبيراً» على طريق التوسط لحل الأزمة ما لم يدعمه ترامب. على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، أبرزت وكالة «بلومبرج» الأميركية للأنباء موقف «الرباعي العربي الداعم لمكافحة الإرهاب» الرافض لأي مفاوضات مع قطر قبل تغييرها سياساتها الحالية المثيرة للقلاقل والأزمات في محيطها الخليجي والعربي. وأشارت الوكالة في هذا الشأن إلى تغريدة معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية والتي رد فيها على الكلمة التي ألقاها أمير قطر تميم بن حمد قبل أيام وحفلت بالتناقضات والمغالطات، وهي التغريدة التي قال فيها معاليه إن «المواقف باتت معروفة وتكرارها يعمّق الأزمة، الحوار ضروري ومطلوب، ولكن عموده المراجعة». واعتبرت «بلومبرج» أن تغريدة الوزير قرقاش قللت من إمكانية إجراء أي محادثات في المستقبل القريب بين الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب وقطر، وذلك في ظل الجمود الذي يخيم على الأزمة في الوقت الراهن. وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن هذه الأزمة اندلعت في وقت تشهد فيه منطقة الخليج بأسرها مشكلاتٍ اقتصادية، ولكنها لا تغفل إبراز الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها قطر تحديداً جراء العزلة المفروضة عليها حالياً بفعل سياساتها المتعنتة، وموقفها المتصلب الرافض للاستجابة للمطالب المطروحة عليها. وتشير «بلومبرج» إلى أن الإجراءات المُتخذة ضد الدوحة أدت إلى التأثير سلباً على سوق الأسهم في قطر كما قادت إلى تفاقم معدلات التضخم الاستهلاكي في هذا البلد. أما مجلة «تايم» الأميركية فقد أولت اهتماماً أكبر لجولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الخليج في سياق محاولته الاضطلاع بدورٍ وساطة. وأشارت المجلة إلى أن أردوغان هو المسؤول الأجنبي الخامس رفيع المستوى الذي يزور بعض الدول المعنية بالأزمة في محاولة لإيجاد تسويةٍ لها. ولكن «تايم» أشارت إلى أن الرئيس التركي يواجه في هذا الشأن تحدياً أصعب من ذاك الذي واجهه من حاولوا قبله التوسط في الأزمة الخليجية، وذلك بالنظر إلى العلاقات المتنامية (بين الدوحة وأنقرة)، والتي تشمل نشر قوات عسكرية (تركية) في الأراضي القطرية. وقالت المجلة الأميركية إن التقارب التركي القطري دفع الدول الرافضة لسياسات قطر إلى التشكك بشأن دوافع أردوغان في محاولة الاضطلاع بالوساطة بدوره في الأزمة، غير أنها عادت لتشير إلى أن تعدد الوساطات من جانب أطراف دولية وإقليمية عدة يبرز «عمق المخاوف التي تثيرها الأزمة الخليجية» في ما يتجاوز منطقة الخليج نفسها. وأكدت «تايم» في الوقت نفسه صلابة موقف «الرباعي العربي الداعم لمكافحة الإرهاب»، وقالت إنه ما من بادرة تُذكر على تراجع الدول الأربع عن موقفها حيال ضرورة امتثال قطر لما هو مطلوبٌ منها. وضربت مثالاً في هذا السياق بتأكيد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدته التي رد فيها على كلمة أمير قطر الأخيرة، على أن تكرار المواقف السابقة - كما حدث خلال الكلمة - يعمق الأزمة ليس أكثر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©