أمل عبدالله (ليبيا)
أكد مثقفون وسياسيون ليبيون على أن قطر تأثرت تأثراً كبيراً بالمقاطعة التي فرضتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عليها، خاصة من الناحية الاقتصادية، مشيرين في هذا الصدد إلى ما حمله خطاب أمير قطر تميم بن حمد يوم الجمعة الماضي من إشارات تؤكد معاناة النظام من المقاطعة في مختلف المجالات.
وأوضح مستشار رئيس مجلس النواب السيد عيسى عبد القيوم، أن محاولات النظام القطري تعبئة الرأي العام القطري من خلال التركيز على سيادة البلاد واستقلالها، وهو أمر لا توجد له علاقة بمقاطعة الدول الأربع لقطر التي تضررت من سياسات قطر الداعمة للإرهاب، هي مغالطة خطيرة، حيث إن قرارات هذه الدول لا علاقة لها بمس السيادة أو استقلالها، مشيراً إلى أن هذه الكلمات تهدف إلى الابتعاد عن الجرم الأكبر وهو التورط في نشر الفوضى والإرهاب في العديد من الدول وفي مقدمتها ليبيا وسوريا واليمن.
ومن جانبه قال المحلل السياسي الدكتور كامل مرعاش، إن قطر تعاني بالفعل وبشكل واضح من المقاطعة المفروضة عليها من قبل الدول الأربع على خلفية تدخلات قطر في الشؤون الداخلية لهذه الدول، ودعمها للإرهاب وتمويله وإيواء عناصر إرهابية مطلوبة قضائياً في هذه البلدان، وأن هذا التأثير يظهر وبوضوح في النواحي الاقتصادية، مشيراً في هذا الصدد إلى ما جاء في خطاب تميم، الذي وصفه بالخطاب التعبوي، حيث دعا أمير قطر الشعب القطري للاستعداد لتحمل المزيد من المتاعب الاقتصادية والاجتماعية، وحاول تبرير ذلك تارة بالحديث عن مسألة السيادة، وتارة أخرى باستغلال القضية الفلسطينية، وأحداث الأقصى، في محاولة للهروب إلى الأمام فبدلا من مواجهة التهم الموجهة إلى قطر ومحاولة تفنيدها بحجج واهيه تكلمت عنها وسائل الإعلام القطرية وعلى رأسها قناة الجزيرة كثيراً، ولكنها غابت بشكل لافت عن خطاب الأمير.
وأضاف أن من الأخطاء الأخرى التي تواصل قطر اتباعها هو الاستقواء بالقوى العسكرية الأجنبية، مشيراً إلى أن تميم حرص في خطابه على توجيه الشكر لتركيا، موضحاً أن ذلك جاء بهدف توجيه رسالة إلى الداخل القطري بأن نظامه محصن بوصاية عسكرية تركية.
وفي الإطار نفسه قال فرج ياسين عضو لجنة الحوار عن مدينة طبرق ومحافظ طبرق سابقاً إن النظام القطري يحاول إخفاء ضعفه ومعاناته من المقاطعة الذي يحاول أن يصفها بأنه حصار جذباً لتدويل المشكلة بدلاً من البحث عن حلها خليجياً، مؤكداً أن قطر انكشف للعالم تورطها في دعم الإخوان والإرهاب ولن تستطيع التملص من ذلك.
أما حنفي إسماعيل المحلل السياسي فقال إن التطورات التي شهدتها الأيام الأخيرة ومن بينها ظهور تميم بن حمد، وإلقائه لخطاب وضح فيه مدى حالة الارتباك والترقب والتخوف الشديد التي يعاني منها، تؤكد أن النظام القطري نهايته اقتربت، وأنه ما زال لديه الإصرار على دعم الإرهاب في المنطقة بل العالم كله، مشدداً على ضرورة زيادة التصعيد ضده خلال الفترة المقبلة، وبشكل عالمي، ومخاطبة دول العالم في ذلك. وأشار إلى أن الحالة القطرية الراهنة هي سليلة هذا الخطاب، ولا يمكن إلا أن تنتج خطاباً كهذا.
عدد اليوم
