الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النفط الفنزويلي··· وثورة شافيز

النفط الفنزويلي··· وثورة شافيز
22 أكتوبر 2008 02:38
قبل ستة عشر شهراً، زار الرئيس الفنزويلي ''هوجو شافيز'' نيكاراجوا لحضور مراسم وضع حجر الأساس لمشروع مصفاة نفطية جديدة بقيمة 3,9 مليار دولار، يهدف إلى انتشال نيكاراجوا من هوة الفقر، واليوم تحيط الأعشاب من كل جانب بحجر الأساس الذي وضع خارج مدينة ليون، بعد أن لفه الإهمال التام، وبسبب انخفاض أسعار النفط العالمي بنسبة 55 في المائة عما كانت عليه ذروتها في شهر يوليو الماضي، فقد بدأ يتساءل الكثير من النيكاراجويين عما إذا كان ذلك الحجر سيبقى مجرد رمز وتذكار لفكرة المشروع، أم لا؟ وبين هؤلاء قال المشرع ''النيكاراجوي فرانسيسكو أجويري'': لن تحصل دول مثل نيكاراجوا وغيرها في المنطقة، على ما قطعه لها ''هوجو شافيز'' من وعود كبيرة، بما فيها مشروع المصفاة الجديدة من الآن فصاعداً· هذا، ويتوقع أن تعلن منظمة ''أوبك'' للدول المنتجة والمصدرة للنفطة عن خفض إنتاجها خلال الأسبوع الحالي، في خطوة منها لرفع أسعار النفط، ولم تتفوق أي دولة من الدول العديدة الأعضاء في المنظمة على فنزويلا، في تسخير العائدات الكبيرة التي جنتها من ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الماضية، للأغراض السياسية، على الرغم من أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة حققت أرباحاً هائلة من تلك الأسعار، فمع وصول سعر البرميل الواحد من النفط الخام إلى 145 دولاراً خلال العام الحالي، تمكن ''شافيز'' من ضخ مليارات الدولارات لدعم البرامج الاجتماعية داخلياً، إلى جانب ضخه للأموال والمساعدات المالية الكبيرة خارجياً، من نيكاراجوا إلى نيويورك، وقد شملت مساعدات ''شافيز'' الخارجية، توفير 100 ألف برميل نفط يومياً لحليفته كوبا، مع تخفيضات في السعر تصل إلى نسبة 40 في المائة من سعر السوق العادي، وفيما بين دول القارة والمنطقة الإقليمية المجاورة له، تعهد ''شافيز'' بالاستثمار في مشروعات البنية التحتية وإنشاء المصافي النفطية، فضلاً عن المشروعات الزراعية· لكن ومع انخفاض أسعار النفط العالمي مؤخراً، ووصول سعر البرميل يوم الجمعة الماضي إلى 71,85 دولار، فربما يكون ذلك مؤشراً على بدء تراجع النفوذ الاقتصادي السياسي لـ''شافيز'' على جيرانه الإقليميين· وفي الوقت نفسه يعم القلق دول المنطقة جراء التراجع العام في أسعار الكثير من السلع، خاصة أن القارة تعتمد في اقتصادياتها على صادراتها من فول الصويا والنحاس والمنتجات الخام، بيد أن المتوقع أن يتصدر شافيز قائمة الخاسرين في أميركا الجنوبية، ذلك أن تقريراً صادراً عن البنك المركزي الألماني مؤخراً، أشار إلى حاجة فنزويلا لاستقرار أسعار النفط في معدل 95 دولاراً كي تتمكن من المحافظة على توازن ميزانيتها العامة· من رأي ''رامون إسبيناسا'' -المحلل الاقتصادي سابقاً بشركة النفط الحكومية الفنزويلية، ومستشار الطاقة حالياً لدى بنك إنتر أميركان للتنمية- أن فنزويلا هي الدولة الأكثر عرضة للضرر من انخفاض أسعار النفط، فيما يتصل بالعائدات وحجم اعتمادها الاقتصادي على النفط، ولا تقتصر المعضلة التي تواجهها فنزويلا -حسب رأيه- على انخفاض الأسعار فحسب، بل تشمل انخفاض حجم الإنتاج النفطي كذلك، الأمر الذي يفاقم مشكلة انخفاض العائدات، وهذه حقيقة مخيفة كما وصفها، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن النفط يسهم بما يزيد على نسبة 50 في المائة من إجمالي الخزانة الفيدرالية، وعلى نسبة 90 في المائة من إجمالي عائدات صادرات فنزويلا، وكان ''شافيز'' قد ضخ مليارات الدولارات من عائدات النفط خلال الفترة القريبة الماضية في ''مهماته الاجتماعية'' الهادفة إلى تحسين وتوسيع برامج الرعاية الصحية ومحو الأمية بين الفقراء· ووفقاً للإحصاءات الرسمية الحكومية، فقد ارتفع حجم الإنفاق الفيدرالي على المشروعات الاجتماعية من 8,2 في المائة من إجمالي الناتج القومي المحلي عام ،1998 إلى 13,6 في المائة عام ،2006 وفي العام نفسه ساهمت شركة النفط الحكومية بقيمة 13 مليار دولار إضافية لدعم تلك المشروعات· وعلى أية حال، فإن المرجح أن تحافظ الميزانية الفنزويلية على استقرارها في الوقت الحالي، إلا أن المؤكد أن تتراجع ''الثورة البوليفارية'' المضادة لأميركا، التي يقودها ''شافيز'' بين دول المنطقة، على حد قول ''روز آن فرانكو'' المحللة الرئيسية لدى مجموعة ''بي· إف· سي'' للطاقة بواشنطن، والسبب أن قيادة ''شافيز'' لثورته هذه، تعتمد اعتماداً رئيسياً على المساعدات المالية والاقتصادية السخية التي يقدمها لدول المنطقة، اعتماداً على عائدات النفط الهائلة التي كان يحققها من زيادة أسعار النفط العالمي· وبين المساعدات التي يقدمها شافيز لدول المنطقة المجاورة، توفير 300 ألف برميل مدعومة السعر يومياً للدول المحتاجة، مما يرفع أسعار النفط في محطات التزود بالوقود في الولايات المتحدة الأميركية، بل شملت مساعدات ''شافيز'' توفير إمدادات وقود مخفضة السعر لحافلات لندن العامة، إلى جانب ذلك صرح مؤخراً ''مانويل زلايا'' -رئيس جمهورية هندوراس، ومن الموقعين على اتفاقية ''بتروكرايب''- قائلاً: إن ''شافيز'' قد تعهد بتوفير 300 مليون دولار سنوياً لدعم المشروعات الزراعية وغيرها من المشروعات في هندوراس، غير أن من رأي المحللة ''روز آن فرانكو'' أنه ليس مرجحاً أن ترى التعهدات التي قطعها ''شافيز'' على نفسه مؤخراً بتقديم المساعدات الاقتصادية لدول مثل نيكاراجوا والإكوادور وبوليفيا، النور أو تجد طريقها إلى التنفيذ، فإذا ما اشتدت الضغوط الاقتصادية على شافيز، فإن من الطبيعي أن يوجه جهوده لمواجهة تحديات القضايا والبرامج الداخلية التي بدأها· سارة ميلر للانا- مكسيكو سيتي ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©