نيويورك (أ ف ب)
بعد 17 عاماً من انتهاء حقبة شتيفي جراف، تربعت لاعبة ألمانية على عرش تصنيف اللاعبات المحترفات، بعد تتويج أنجليك كيربر بلقب بطولة «فلاشينج ميدوز» الأميركية، آخر البطولات الأربع الكبرى للتنس، وأزاحت كيربر «28 عاماً» الأميركية المخضرمة سيرينا وليامس عن الصدارة، مدركةً أنه من الصعب عليها تكرار أدائها الحالي في عام 2107.
من ضمن رسائل التهنئة التي انهمرت عليها بعد تفوقها على التشيكية كارولينا بليسكوفا بنتيجة 6-3 و3-6 و6-4 في النهائي، جاءت واحدة من جراف التي تملك أروع السجلات في تاريخ اللعبة بـ107 ألقاب بينها 22 في البطولات الكبرى، بين عامي 1982 و1999، وبقيت متربعة على رأس التصنيف لمدة 307 أسابيع.
لجأت إليها كيربر الربيع الماضي بعد مرورها بفترة حرجة إثر إحرازها اللقب الأول الكبير في مسيرتها في ملبورن.
استقبلتها جراف في لاس فيجاس، حيث تعيش مع زوجها الأميركي أندريه أجاسي، وأعادتها إلى السكة الصحيحة بعد نقاشات متعددة، وتصر كيربر في ذلك قائلةً: «كانت قدوتي دوماً ولا تزال، قلت لها ذلك أكثر من مرة.. هي البطلة الرمز».
على غرار جراف، استهلت كيربر المولودة في بريمن في عائلة مهاجرين من بولندا، مشوارها الرياضي تحت إشراف والدها، لكنْ خلافاً لجراف التي تعتبر أفضل لاعبة في القرن العشرين، لم تصبح كيربر لاعبة خارقة واستهلت مشوارها تحت جناح والدها سلافومير اللاعب السابق في بولندا الذي تحول إلى صانع للترفيه في مجمع كيل الرياضي، حيث ضربت أنجليك الصغيرة أولى كراتها وهى في عمر الثالثة.
وفي وقت استهلت جراف مشوارها الاحترافي بعمر الثالثة عشرة تحت جناح والدها بيتر، وبلغت نصف نهائي «فلاشينج ميدوز» عام 1985 بعمر السادسة عشرة ثم أحرزت أول ألقابها العام التالي، تقدمت كيربر ببطء في المشهد العالمي.
عام 2011، صنعت اسمها ببلوغها نصف نهائي «فلاشينج ميدوز»، عندما كانت في المركز 92 عالمياً ولم تتخطَّ الدور الثالث في البطولات الكبرى، تشرح: «قابلت مطبات كثيرة في مسيرتي، وما يحصل لي الآن يأتي في الوقت المناسب، فلم أكن أبداً جاهزة في الماضي».
في نهاية 2015 عندما حققت أفضل مواسمها بعد تتويجها بأربعة ألقاب، قررت العمل على قوتها البدنية وتطبيق لعب هجومي بغية إحراز أول ألقابها الكبرى.
نتيجة لذلك، فاجأت الأميركية سيرينا وليامس في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، ثم بلغت نهائي ويمبلدون حيث خسرت أمام سيرينا، قبل التتويج الكبير في نيويورك وإنزال سيرينا عن العرش بعد 186 أسبوعاً متتالياً.
قالت كيربر مبتسمة: «أردت دوماً الفوز بلقب كبير وأصبح لديَّ اثنان الآن.. لا يمكن لأحد انتزاعهما مني»، وستعود كيربر بسرعة إلى بوتسيكوفو في بولندا حيث تعيش جدتها لتحتفل باللقب الكبير وصدارتها التصنيف العالمي.
وبذلك حققت نجمة التنس الألمانية حلم الطفولة بعد صعودها لصدارة التصنيف العالمي للسيدات عقب فوزها بثاني ألقابها في بطولات الجراند سلام الأربع، وقالت كيربر «صدارة التصنيف تعني الكثير بالنسبة لي، كطفلة حلمت دائماً بالصدارة، أنا المصنفة الأولى.. هذا أمر مذهل، كل أحلامي تتحول إلى حقائق هذا العام».
وتقدم يواخيم جاوك رئيس ألمانيا، بالتهنئة إلى كيربر، وقال في كلمة ألقاها في مكتبه الرئاسي، إن كيربر تستحق كل الإشادة بعد أن أسعدت الكثير من الناس في وطنها.
وقال جاوك: «بطريقة لعبك في أستراليا المفتوحة وويمبلدون أو في الأولمبياد، فإنك ألهمتِ مشجعي التنس، وقد تفوقتِ بفارق كبير على العديد من الأشخاص في هذه اللعبة الغنية بتقاليدها. أهنئك من كل قلبي وأتمنى لك كل التوفيق خلال المنافسات المتبقية من الموسم».
عدد اليوم
