الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«بهاراتيا جاناتا» يحقق فوزاً كاسحاً بانتخابات الهند

«بهاراتيا جاناتا» يحقق فوزاً كاسحاً بانتخابات الهند
17 مايو 2014 01:03
احتفل الحزب القومي الهندوسي «بهاراتيا جاناتا» الذي يقوده نارندرا مودي أمس بفوزه الساحق في الانتخابات التشريعية في الهند ووعد «بعهد جديد» يرتكز على إنعاش الاقتصاد بعد عشر سنوات من حكم حزب المؤتمر الذي أعلنت رئيسته أنها تتحمل مسؤولية هزيمته النكراء. وأشارت الأرقام المؤقتة أمس إلى أن الحزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) حصل على أغلبية مطلقة في البرلمان في سابقة منذ ثلاثين عاما لهذا الحزب. وكتب مودي في تغريدة على موقع الرسائل القصيرة تويتر إن «الهند رحبت.. الأيام الجميلة بدأت». ويعيد انتصار الحزب القومي الهندوس رسم المشهد السياسي في الهند ويحول بهاراتيا جاناتا الى قوة سياسية وطنية على حساب حزب المؤتمر الذي تقوده أسرة نهرو غاندي والمعتاد على الحكم في البلاد، لكنه هزم في هذه الانتخابات. وأعلن راهول وصونيا غاندي اللذان يقودان حزب المؤتمر انهما يتحملان مسؤولية الهزيمة الساحقة التي مني بها الحزب. وقالت رئيسة الحزب صونيا غاندي إن «الفوز والهزيمة جزء لا يتجزأ من الديموقراطية.. أتحمل مسؤولية هذه الهزيمة». وعبر ابنها راهول غاندي (43 عاما) الذي قام بأولى حملاته الانتخابية «أُريد أولا أن أهنئ الحكومة الجديدة. لقد تلقوا تفويض الشعب.. نحن سجلنا نتيجة سيئة». وأضاف «بصفتي نائب رئيسة الحزب أتحمل المسؤولية». وصرح براكاش جافاديكار أحد المسؤولين في الحزب من مقره في نيودلهي «إنها بداية التغيير. إنها ثورة شعب وبداية عهد جديد». واقر حزب المؤتمر الحاكم منذ عشر سنوات وغير المعتاد على الجلوس في مقاعد المعارضة منذ استقلال البلاد، بهزيمته التي قد تكون الأسوأ في تاريخه. وقال زعيم حزب المؤتمر والمتحدث باسمه رجيف شوكلا أمام في مقر الحزب في نيودلهي «إننا نقبل بهزيمتنا ومستعدون للجلوس في مقاعد المعارضة» مضيفا أن «مودي وعد الشعب بالقمر والنجوم والناس صدقوا هذا الحلم». وتخطى حزب بهاراتيا جاناتا عتبة 272 مقعدا من أصل 543 وحصل على ما يبدو على أكثر من 300 مقعد مع حلفائه، بحسب التوقعات. واستقطب مودي وهو ابن بائع شاي في الخامسة والستين من العمر الانتباه في الحملة الانتخابية حيث ضاعف التجمعات الانتخابية وركز رسالته على الوعد بتجسيد سلطة قوية قادرة على تحريك الاقتصاد الهندي، متغاضيا عن ماضيه كزعيم قومي هندوسي مثير للجدل. ويتوقع الناخبون الكثير بعد الحملة التي سلطت الضوء على حصيلة مودي الاقتصادية في ولاية غوجارات التي يديرها منذ 2001. وتسارع الارتفاع المسجل في الأسواق المالية مع ترقب فوز كبير لمودي فبلغ 5% الجمعة بعد زيادة مماثلة في مطلع الأسبوع، في ظل تفاؤل المستثمرين في قدرته على إخراج الهند من المشكلات التي تعاني منها وفي طليعتها البنى التحتية المتهالكة والتضخم المتسارع، ولو أن البعض اعتبر هذا التفاؤل مبالغا به. ويدعم كبار صناعيي البلاد زعيم حزب بهاراتيا جاناتا بسبب ترحيب ولايته بالشركات التي تنتقل إليها. وكسب الحزب أيضا تأييد الأكثر فقرا الذين يصوتون عادة لمصلحة حزب المؤتمر وبرامجه الاجتماعية. ولا يبدو أن الهجمات التي شنها معارضوه واحدهم وصفه بـ «الشيطان» و«جزار غوجارات»، وتحذيرات الأقليات الدينية من الانقسامات التي يمكن أن يثيرها داخل السكان، كان لها أي تأثير سلبي عليه على الإطلاق. واعتبر موهان غوروزوامي من مركز «بوليسي الترناتيفز» أن «مودي أتى في الوقت المناسب بينما السكان يعانون من خيبة الأمل». ومن المتوقع أن تؤدي هذه الهزيمة إلى تغييرات داخل حزب المؤتمر كما أنها تطرح تساؤلات حول قدرة عائلة غاندي على إدارة البلاد. وقام راهول غاندي بحملة افتقدت إلى الحماس وعجزت عن منحه الدفع اللازم كما أن النتائج الأولية لم تعطه سوى تقدم طفيف في دائرته. وقالت شقيقة مودي فاسنتيبين مودي من منزلها في غوجارات «لا يمكنهم أن يصدقوا أن شخصا بسيطا مثله يمكن أن يتفوق عليهم». وسيشكل وصول مودي إلى السلطة تغييرا جذريا بالنسبة إلى الغربيين الذين قاطعوه طيلة عشر سنوات بعد أعمال العنف الدامية في غوجارات في 2002. وأسفرت تلك الاضطرابات عن سقوط ألف قتيل معظمهم من المسلمين وقد اتُهم مودي بأنه شجع أعمال العنف. وامتنع خلال حملته عن الإشارة إلى المطالب القومية الأكثر تطرفا في برنامج حزبه. واعتبر كريستوف جافريلو الباحث في معهد العلوم السياسية في باريس وفي ومعهد «كينغز كوليدج» في لندن أن مودي «سيُحكم عليه في مجال الاقتصاد. وماذا لو فشل في إعادة اطلاق الاقتصاد؟ الخطة البديلة قد تكون البرنامج القومي الهندوسي». (نيودلهي - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©