السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدولار والين ينتعشان بسبب مخاوف الركود العالمي

الدولار والين ينتعشان بسبب مخاوف الركود العالمي
23 أكتوبر 2008 00:07
انتعش الدولار الأميركي والين الياباني أمس مع تنامي مخاوف ركود الاقتصاد العالمي، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى العملات الأكثر أمناً· وتراجع سعر اليورو أمس الأول الى 1,30 دولار للمرة الاولى منذ التاسع من مارس ،2007 بسبب نمو المخاوف من قدرة الاقتصاد الأوروبي على مقاومة الازمة المالية· وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات 1,5 بالمئة الى 85,658 نقطة، بعد أن صعد في وقت سابق الى 85,921 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى منذ نوفمبر ·2006 واستأنفت الدول المتقدمة أمس جهودها على كل الصعد لمواجهة انكماش اقتصادي محتمل ولطمأنة الاسواق المالية المتقلبة بعد أسبوعين من أكبر تراجع لأسواق المال منذ ·1987 واستأنفت اليابان ضخ السيولة في الأسواق، وبينما كانت واشنطن تركز على خطة انعاش جديدة، بدأت دول الاتحاد الاوروبي في إعلان تدابير خجولة لدعم اقتصاداتها التي هزتها الازمة، فيما بدأت تظهر علامات على ركود الاقتصادات الأوروبية· وأعلن البنك المركزي الياباني أمس أنه ضخ 50,168 مليار دولار أميركي في النظام المصرفي الياباني أمس الأول، لمساعدة المؤسسات المالية على مواجهة حاجاتها من السيولة على خلفية الازمة العالمية· وكما كان متوقعاً، لبى البنك المركزي الياباني كل طلبات المصارف خلال هذا الاستدراج الثالث للعروض بالدولار، وأوضح على موقعه في شبكة الانترنت أن نسبة الفائدة على هذه القروض التي تستحق في 20 نوفمبر قد تحددت بـ 2,11%· وترجع قوة الدولار جزئياً إلى توقع طلاق خطة انعاش اقتصادي في الولايات المتحدة من شأنها ان تدعم الاستهلاك وهو عامل اساسي في النمو الاميركي· واعلن البيت الابيض أمس الأول انفتاحه على اقرار مثل هذه الخطة بعد خطة الانعاش الاقتصادي التي اقرت الربيع الماضي بكلفة 168 مليار دولار· وقال رئيس الاحتياطي الفدرالي الاميركي بن برنانكي يوم الاثنين الماضي: إن الولايات المتحدة ستواجه تباطؤاً اقتصادياً طويلاً، معتبراً ''انه من المناسب التفكير'' في خطة إنعاش اقتصادي جديدة، ويدعم الديموقراطيون في الكونجرس وضع مثل هذه الخطة بتكلفة 150 مليون دولار· واعتبر المصرف المركزي الكندي أن هناك سباقاً مع الوقت، لأن ''الانكماش بدأ في الاقتصاد الاميركي''، وأعلن خفض معدل الفائدة الرئيسية ليصل الى 2,25% من أجل تحفيز النمو الاقتصادي الذي بدأ يعطي مؤشرات سلبية· وقفز الدولار الى أعلى مستوى في عامين أمام سلة من العملات أمس، بينما يراهن المستثمرون على أن أسعار الفائدة خارج الولايات المتحدة ستنخفض بشدة في محاولة لتحفيز النمو العالمي· وقال متعاملون: إن المخاوف من احتمال حدوث تباطؤ حاد في الاقتصاد العالمي دفعت المستثمرين الى تصفية مزيد من مراكز المراهنات ضد الدولار التي كونوها في السنوات الأخيرة، والتي أدت في وقت ما هذا العام الى ارتفاع اليورو الى مستوى قياسي فوق 1,60 دولار· كما صعد الين الى أعلى مستوى في اربعة أعوام امام اليورو مع مواصلة المستثمرين تفكيك مراكز كونوها باقتراض عملات ذات عائد منخفض في اطار هوجة عالمية منذ اوائل القرن الواحد والعشرين· وقال متعاملون: إن المستثمرين من شركات التأمين على الحياة اليابانية الى صناديق التحوط يقبلون بشدة على بيع الأصول التي تنطوي على مخاطر أعلى، مما عزز عملات الملاذ الآمن مثل الدولار الاميركي والين، وقال البعض: إن الهبوط الأخير لليورو أمام الدولار والين يعكس ايضا على الارجح اقبال المستثمرين الاميركيين واليابانيين على تحويل أموالهم الى بلادهم· وقال كيميهيكو توميتا رئيس الصرف الاجنبي في ستيت ستريت جلوبال ماركتس في طوكيو ''النمط السائد بين المستثمرين هو تفادي المخاطر؛ إعادة الأموال الى الوطن هو المحرك الرئيسي للسوق الآن''· وكان بيع الدولار والين لتمويل استثمارات باليورو وعملات وأصول أخرى ذات عائد مرتفع هو الأكثر فائدة للمستثمرين عندما كان الاقتصاد العالمي يحقق نموا مطردا والأسواق الناشئة تشهد طفرة قوية، لكن المتعاملين يقولون إن هذا كله تغير الآن· ويقول ساتوشي اوكاجاوا رئيس المعاملات الآجلة في الصرف الاجنبي في مؤسسة سوميتومو ميتسوي المصرفية ''الناس يتحولون الآن من القروض الكبيرة الى القروض الصغيرة والى السيولة المالية ومن المتوقع ان يستمر هذا التحول''، ورأى المحلل في مؤسسة ''كابيتال ايكونوميكس'' في لندن بول دايلز ''حتى لو بدا ان الاسواق تستقر، فان تباطؤ الاقتصاد بالكاد بدأ''· ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجدداً أمس الأول أمام البرلمان الاوروبي في ستراسبورج، إلى اعتماد خطة بالتنسيق بين الدول الاوروبية للنهوض الاقتصادي، وهي فكرة استبعدها القادة الاوروبيون خلال قمتهم الاسبوع الماضي· وقال ساركوزي ''هذا لا يعني أننا سنفرغ الصناديق أو أننا سنحدث إنعاشا عبر صرف مال لا نملكه، إنما ألا يستحق الأمر أن نتحدث في ذلك في ما بيننا من أجل التنسيق في الرد الواجب اعتماده؟''· واقترح ساركوزي الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي أمس الأول عقد اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي من اجل التحضير للقمة الاولى المقررة في نوفمبر في نيويورك حول اعادة تأسيس النظام المالي· وفي هذا الاطار، طالب رئيس الحكومة الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ان تشارك اسبانيا في القمم العالمية حتى لو أنها ليست عضوا في مجموعة الثماني للدول الغنية· وأكد ثاباتيرو ضرورة مشاركة جميع الأطراف الدولية الفاعلة في هذه القمة ذات الطابع الدولي وعلى رأسها الدول العربية بالإضافة للاقتصاديات الصاعدة· وتأتي هذه التحركات وسط تزايد المؤشرات على اقتراب اقتصادات أوروبا من منطقة الخطر، فقد قال مرفين كينج حاكم بنك بريطانيا أمس الأول ''إن بريطانيا تدخل على الارجح مرحلة الركود''، موضحا ان الخطة الحكومية لمساعدة المصارف تشكل نقطة الانطلاق لمرحلة تعاف طويلة للعودة الى وضع طبيعي· وحملت الازمة المالية المصارف البريطانية على خفض قيمة الاعتمادات التي تمنحها للافراد والمؤسسات، فتقلصت القدرة الشرائية لدى الاشخاص، التي سبق أن تأثرت بارتفاع أسعار مواد الطاقة والمواد الغذائية· واضاف حاكم المركزي البريطاني أن ''تقلص العائدات مضافاً إليه أزمة الارصدة أسفر عن خطر حصول تباطؤ قوي ودائم على صعيد الطلب الداخلي''· وكرد فعل على تصريحات كينج هبط الاسترليني في أواخر معاملات آسيا أمس 2,5 بالمئة الى 1,6255 دولار بعد أن انخفض في وقت سابق الى 1,6201 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ سبتمبر ·2003 وفي السياق ذاته أشارت توقعات للمعهد الوطني للابحاث الاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا أمس إلى أن الاقتصاد البريطاني سينكمش بنسبة 0,9 في المئة في 2009 ليسجل أول ركود في عام كامل منذ ·1991 وقال المعهد ''الاقتصاد البريطاني سيعاني في العام القادم مع مواجهته أسوأ انتكاسة بين دول مجموعة السبع''، وتوقع المعهد أن يهبط كل من انفاق المستهلكين بنسبة 3,4 في المئة واستثمارات الشركات بنسبة 3,8 في المئة واستثمارات القطاع الخاص في المساكن بنسبة 17,1 في المئة
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©