الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فرنسا تسعى إلى ضم الصين والهند لمشروع إصلاح النظام المالي العالمي

فرنسا تسعى إلى ضم الصين والهند لمشروع إصلاح النظام المالي العالمي
23 أكتوبر 2008 00:21
يحاول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قمة بكين الأوروآسيوية غداً وبعد غد تعبئة مجمل الدول الآسيوية وعلى رأسها الصين، لحملته من أجل ''إعادة تأسيس'' الرأسمالية، وذلك بعدما حصل على دعم الولايات المتحدة لعقد قمة دولية حول الأزمة المالية· وبعد محطتي كيبيك الكندية وكامب ديفيد الأميركية الأسبوع الماضي، ينتقل ساركوزي الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي ومعه رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو الى العاصمة الصينية بكين حيث تعقد قمة أوروبية آسيوية غداً وبعد غد· ويريد ساركوزي المؤيد المتحمس لتوسيع مجموعة الثماني لتضم 13 أو 14 بلداً من الدول الناشئة، انتهاز فرصة اجتماع هذا ''النادي'' لضم عملاقي القارة الاسيوية الى مشروع ''اتفاقات بريتون وودز جديدة''· وقال الرئيس الفرنسي أمس الأول أمام البرلمان الاوروبي: ''يجب ضم الصين والهند لهذا النقاش الاساسي وسيكون هذا موضوع (··) الزيارة التي نقوم بها للصين''، وقال: ''من يمكنه أن يعتقد أنه بالإمكان دعوة الصين والهند اللتين تضمان 2,3 مليار نسمة بدون منحهما حق التكلم؟ هل الصين والهند في موقع ثانوي؟ أعتقد انه يجب دعوتهما كشريكين اساسيين لا غنى عنهما للقمة الدولية''· ولدعم فكرته ذكر ساركوزي أن الصين تتقدم على صعيد الصناديق السيادية التي يمكن ان تستثمر في العالم بأسره أما الهند فستصبح قريباً ''أكبر قوة سكانية في العالم''، مؤكداً أنه ''من الطبيعي أن يتم إشراكهما في إعادة تأسيس النظام'' المالي العالمي· ووافق رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج على مشاركة بلاده في ''سلسلة'' اجتماعات مجموعة الثماني المقررة بداية من الشهر المقبل، وينتظر ان تقوم الصين رسميا بالخطوة ذاتها خلال القمة الأوروبية الآسيوية· واشارت الرئاسة الفرنسية الى ان الصين والهند قاطرتي الاقتصاد الآسيوي، كانتا تأملان في تجنب الأزمة لكنهما تأثرتا بالأزمة المالية العالمية التي نشأت في الولايات المتحدة· وأعلنت الصين المرتبطة الى كبير بصادراتها يوم الاثنين الماضي أن إجمالي ناتجها المحلي ارتفع 9% ''فقط'' في الفصل الثالث من 2008 وهو أدنى مستوى تسجله منذ الفصل الثاني لعام ،2003 كما أقر رئيس الحكومة الهندية علنا بانه يستعد ''لتباطؤ مؤقت'' لاقتصاد بلاده· وقال مصدر مقرب من ساركوزي: إن ''هذين البلدين يشهدان حاليا آثار الأزمة المالية''، وأضاف ''إنهما بذلك معنيان مباشرة بما يقال لهما عن سبل مواجهة الأزمة''· وستتيح القمة الأوروبية الآسيوية للمرة الاولى منذ اندلاع الازمة المالية، للاتحاد الاوروبي بدء حوار مع آسيا حول تشخيص الأزمة وكيفية التصدي لها· وقال مستشار للرئيس الفرنسي: ''لا نعرف كيف سيكون موقف الصين من هذا الحوار''، وأضاف: ''ليس من المؤكد ان يوقع الرئيس الصيني هو جينتاو نصا بشأن إعادة تأسيس الراسمالية''· غير أنه ومن خلال دعوتها للمشاركة في الحوار حول العبر المستخلصة من الازمة المالية فإن فرنسا تأمل على الاقل ان تقوم القارة الاسيوية بدور في اعادة اطلاق الاقتصاد العالمي، وقالت الرئاسة الفرنسية: ''يجب ان يدفع المحرك الآسيوي النمو العالمي''· وسيخصص نيكولا ساركوزي معظم وقت زيارته للصين للأزمة المالية، وستكون لديه فرصة لإجراء مباحثات بشأنها خصوصاً مع نظيره الصيني هو جينتاو والرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودهويونو ورئيس الوزراء الياباني الجديد تارو آسو· إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام حكومية أمس أن الرئيس الصيني هو جينتاو أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي جورج بوش أعرب خلاله عن أمله بأن تساعد الجهود الأميركية في كبح جماح الأزمة المالية العالمية· كما ناقش الرئيسان خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى أمس الاستعدادات لقمة مالية عالمية مقررة وسبل تعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق الاستقرار في الأسواق المالية· وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن هو جينتاو أعرب عن أمله بأن تظهر نتائج التدابير الأميركية للحد من الأزمة المالية ''في أقرب وقت ممكن وأن تعيد ثقة المستثمر وتحول دون حدوث توسيع آخر للأزمة''· ونقلت شينخوا عن الرئيس الصيني القول: إن ''التدابير قادرة على الوصول إلى استقرار الاقتصاد العالمي والأسواق المالية''· كما أبلغ الرئيس الصيني نظيره الأميركي بأن الحكومة الصينية اتخذت سلسلة تدابير مهمة للتعامل مع الأزمة المالية والحفاظ على استقرار أسواق المال بجانب ضمان تحقيق نمو اقتصادي مطرد· وأشارت شينخوا إلى أن بوش رد بأن الولايات المتحدة تأمل في تضافر الجهود مع المجتمع الدولي سعيا للتوصل إلى تدابير من شأنها التغلب على الأزمة المالية والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، وتأتي المباحثات بين الطرفين قبل أيام قليلة من انعقاد قمة كبرى لزعماء من آسيا والاتحاد الأوروبي في بكين· وتسعى قمة آسيا واوروبا التي اطلقت في مارس 1996 بمبادرة من فرنسا وسنغافورة، لأن تكون منتدى حوار بين قارتين تمثلان نحو 60 بالمئة من اجمالي الإنتاج العالمي، ويتمثل الشكل الأبرز لهذا المنتدى غير الرسمي في عقد قمة كل سنتين للقادة ورؤساء الحكومات· وكانت القمة الاولى ضمت الدول الاعضاء الـ15 حينها في الاتحاد الاوروبي والمفوضية الاوروبية وعشر دول آسيوية (سبع دول اعضاء في مجموعة امم جنوب شرق آسيا اضافة الى الصين واليابان وكوريا الجنوبية)· وارتفع عدد المشاركين في قمة آسيا واوروبا مع زيادة عدد الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ومجموعة امم جنوب شرق آسيا، وقبل عامين دعيت خمس دول من آسيا واوروبا (الهند وباكستان ومنغوليا وبلغاريا ورومانيا) للانضمام الى المنتدى اضافة الى امانة مجموعة امم جنوب شرق آسيا (اسيان)· وفي مواجهة المشككين في فعالية المنتدى، دافعت الصين التي تستضيف هذه القمة السابعة مع نسبة مشاركة قياسية، عن جدوى المنتدى في مجالات تتراوح من الاقتصاد الى التغير المناخي، وقال نائب وزير الخارجية الصيني ليو جيوي: ''منذ اطلاق المنتدى في 1996 ما فتأ الحوار بين آسيا واوروبا يتعمق والتعاون يتوطد''· واضاف: أنه ''من بين مئة مبادرة أطلقها المنتدى تم تنفيذ البعض والبقية بصدد الإنجاز· ان النهوض بالحوار والتعاون بين آسيا وأوروبا هو لمصلحة القارتين والعالم باسره''
المصدر: باريس، بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©