لكبيرة التونسي (أبوظبي) - «عطايا» معرض خيري إنساني، ينطلق غدا في أبوظبي، ويستهدف هذا العام دعم المصابين باضطراب التوحد، من خلال دورة يتم التركيز فيها بشكل كبير على الإبداعات الإماراتية التي خُصص لها حيز مهم في المعرض، بهدف تشجيعها وفتح أبواب التواصل مع جمهور المعرض، هذا ما أكدته عضو اللجنة العليا المنظمة للمشروع نجيبة النومان، موضحة أن فكرة مشروع معرض «عطايا» جاءت بمبادرة من حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ورئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان مساعد رئيس الهيئة للشؤون النسائية، وذلك لدعم أهداف هيئة الهلال الأحمر الإماراتية والارتقاء بخدماتها، حيث تسعى الهيئة ومنذ إنشائها في عام 1983 إلى ترسيخ قيم العطاء والتراحم محلياً وإلى التعاون البناء مع الجهات الخيرية محلياً وعالمياً.
وفكرة المشروع، كما تقول النومان، تتلخص في إقامة معرض خيري رفيع المستوى سنويا يضم نخبة من العارضين الذين تم اختيارهم بدقة، ويعتبر المعرض هو الأول من نوعه في الإمارات، حيث يجمع تحت سقفه نخبة من العارضين الذين تجمعوا لهدف نبيل وهو تخصيص ريع المعرض لجهة خيرية أو لمشروع خيري داخل أو خارج الدولة، وتقوم اللجنة العليا سنوياً بتحديد الجهة المستفيدة من ريع معرض «عطايا» بعد دراسة الجهات المرشحة لذلك، وفق معايير وضوابط الاختيار، ولفتت عضو اللجنة العليا المنظمة للمشروع إلى أن «عطايا» يهدف في نسخته الثانية إلى توعية مجتمع الإمارات حول اضطراب التوحد، ورفع مستوى العاملين في مراكز التوحد عن طريق البرامج التدريبية، وتوعية أطباء الأطفال ومراكز طب الأسرة للاكتشاف المبكر للتوحد وكيفية التعامل مع الحالات، مع توعية أهالي أطفال التوحد بأهمية التدخل المبكر واكتشاف الحالات بالإضافة إلى التغذية ودورها، إضافة إلى فتح باب أمل للمصابين بالتوحد وتوعية المجتمع بإمكانية دمج هذه الحالات في أماكن العمل، وكذلك جمع التبرعات للمساهمة في تجهيز بعض المراكز بالأجهزة وتوفير أجهزة الآيباد للطلاب، ونشر وسائل جديدة مثل القصص المتخصصة، لتحسين تواصل طلاب التوحد.
والمعرض هذا العام، حسبما قالت النومان، يشجع المصممات الإماراتيات والمبدعات على العرض، وأن الهدف من المعرض بالإضافة لجانبه الإنساني، يتمثل في فتح قناة تواصل بين المصممات وجمهور المعرض، والذي يشمل المنتجات الغذائية والمنسوجات والمطرزات والأثاث المنزلي وأدوات المطبخ، لافتة إلى أن المعرض يتجاوز طرح الأفكار والإبداعات إلى خلق جسر للتواصل بين أجيال الأمس واليوم، وفتح نافذة على إبداعات فئات مختلفة من المجتمع، بحيث يجمع المنتجات التقليدية والعصرية ذات الجودة العالية من خلال محلات مصممة بشكل جيد ومرتبة حسب المنتج، ومنتجات مختلفة تحمل تواقيع أصحابها، نسجت بعناية كبيرة لتشكل قطعاً متميزة، تبقى بعيدة عما يروج في بعض الأسواق التجارية من بضائع استهلاكية آنية تخدم لحظتها، معتبرة أن «عطايا» يشكل إضافة كبيرة إلى العارض نظراً لما يمثله من مكانة كبيرة في نفوس الجميع، وباعتباره مبادرة إنسانية لها الأثر الكبير في تنمية العمل الخيري، كما أن المعرض يعتبر تجمعاً لأكبر وأشهر المهتمين في مجال التراث والثقافة والفنون من الخليج والعالم العربي ودول المنطقة بشكل عام، حيث يجتمعون لاستعراض ما لديهم من منتجات وإبداعات وخدمات، ما يسهم في تجسيد القيم والمبادئ التي تسعى هيئة الهلال الأحمر لترسيخها بين قطاعات المجتمع، من خلال تفعيل العمل الخيري والإنساني، ودعم المشاريع والبرامج في منطقة الشرق الأوسط.
عدد اليوم
