السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة العالمية تلقي ظلالها على صغار التجار الأفارقة

23 أكتوبر 2008 00:26
كان هذا العام قاسياً بالنسبة لبيتر كينيوا التاجر في أسواق ماساي التي يرتادها الكثير من السائحين في مدينة نيروبي· وقد تأثر العمل كثيرا بابتعاد السائحين عن كينيا في أعقاب الفوضى التي أعقبت الانتخابات الكينية مطلع هذا العام كما أن الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء والوقود قد أدى إلى زيادة الضغوط على ميزانيته المتضائلة· ومع ذلك فإنه يبدو أن الشقاء سيستمر بالنسبة لبيتر، 45 عاماً، وغيره من التجار حيث بدأت آثار الأزمة الاقتصادية العالمية في الوصول إلى أفريقيا· وظل اقتصاد أفريقيا حتى الآن سالماً بشكل نسبي من الانهيار المالي العالمي وذلك نتيجة ضعف ارتباطه بالأسواق العالمية· إلا أن اقتصادات أفريقيا ليست محصنة ولكنها معزولة فحسب، ويقول كينيوا: إنه بدأ بالفعل يشعر بضغط الأزمة الاقتصادية، وقال وهو يقف أمام الكشك الخاص به الممتلئ بلوحات ملونة لحيوانات مثل الزراف والأسود والحمير الوحشية: ''الأزمة تؤثر علينا الآن·· البيض يشترون (لوحات) أقل وقد انخفض حجم المبيعات في الأسابيع القليلة الماضية''· وأضاف: أن ''السائحين وحتى بعض المغتربين- إما لديهم أموال أقل أو يشعرون بالقلق إزاء المشكلات'' التي يمرون بها· ويبدو أن إلقاء نظرة على السوق وخاصة من ساحة انتظار السيارات بأحد المراكز التجارية في أحد الأحياء السكنية الغنية، يؤكد قصة بيتر· ويوجد القليل من الزبائن الذين يسيرون في الحارات الضيفة بين بطاطين محشوة بحلي صغيرة وهناك منافسة حامية من البائعين على جذب انتباه هؤلاء الزبائن، وبعد العام الذي مر به، فإن آخر ما يحتاج إليه بيتر هو مزيد من الانكماش في حجم عمله· وقد انخفضت المبيعات بنسبة 75 بالمئة هذا العام نتيجة انخفاض عدد السائحين في أعقاب أعمال العنف العرقية التي وقعت بعد الانتخابات والتي أسفرت عن مقتل أكثر 1100 شخص· ومن ثم ظهرت أزمة الغذاء التي تمثلت في الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء والوقود نتيجة لعوامل عالمية ومحلية· ووصل معدل التضخم في كينيا إلى 2ر28 خلال شهر سبتمبر الماضي، وظل متوسط التضخم أعلى قليلا من نسبة 22 بالمئة خلال العام كله وحتى الوقت الحالي· وبالنسبة لبيتر، الذي يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة في شقة صغيرة بالقرب من أحياء نيروبي الفقيرة، فقد تسبب هذا الوضع في حدوث انخفاض خطير في دخل الأسرة· وقال: ''نحن نكافح لنتمكن من الحياة بدخلنا·· لا نأكل جيدا كما اعتدنا ونجتهد لكي نسدد مصروفات المدارس· ويكمن قلق بيتر الأساسي الآن في أن السائحين الذين يمثلون الدخل الرئيسي له وأحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الكيني، لن يعودوا لزيارة البلاد في المدى المنظور· وقبيل الأزمة الاقتصادية العالمية، كانت التوقعات تشير إلى أن صناعة السياحة في كينيا ستعود إلى طبيعتها مع بداية العام المقبل· إلا أن خبراء الاقتصاد يحذرون الآن من أن تأثير الأزمة في الدول المتقدمة سينعكس على قطاعات مثل السياحة في الدول النامية حيث يسعى الناس إلى خفض الإنفاق على وسائل الترف مثل السفر· ولكن بيتر يقول إنه مهما حدث فإنه سيتمكن هو وعائلته من الاستمرار في حياتهم· وأضاف: ''في هذا العمل، لا تحتاج إلى رأسمال كبير ويمكنك أن تشد الحزام·· نحن نتمتع بالمرونة'
المصدر: نيروبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©