الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روح الفريق تتجلى في مبادرات نوعية «خارج نطاق المألوف»

روح الفريق تتجلى في مبادرات نوعية «خارج نطاق المألوف»
4 مايو 2013 21:00
على مدى شهر كامل، تبنت حملة «أبوظبي تقرأ» التي اختتمت فعالياتها مجموعة من البرامج والأنشطة التي من شأنها أن تعزز مهارات القراءة والكتابة لدى الأبناء الطلاب وكافة شرائح وفئات المجتمع، وتنوعت تلك الفعاليات وانطوت على مبادرات إبداعية من الطلاب والهيئة التعليمية في اتجاه خلق وتنمية حب القراءة والكتابة المتنوعة في عمر مبكر، والعمل على رفع مستوى هاتين المهارتين هدف تربوي وتعليمي رئيسي، ونشر ثقافة القراءة وحب المطالعة بين طلاب المدارس والمجتمع المحلي بشكل عام. وهو ما حفلت به فعاليات الأبناء الصغار في كثير من المدارس. خورشيد حرفوش (أبوظبي)- اختتمت مدرسة خليفة للتعليم الأساسي للطالبات» الحلقة الأولى»، حملة «أبوظبي تقرأ» بمهرجان احتفالي كبير، وبعد سلسلة من الأنشطة والفعاليات على مدى شهر أبريل بالكامل، حيث شهدت الحملة تفاعلاً وتجاوباً كبيرين بين الطالبات والهيئة التعليمية وأولياء أمور الطالبات ومجلس الأمهات، حيث تنافست معلمات الصفوف والمواد الدراسية والطالبات على تقديم أفكار إبداعية مشوقة، من شأنها أن تحبب على الصغيرات المطالعة والقراءة الهادفة الترفيهية والتعليمية، وهو ما يصب في النهاية في نشر ثقافة القراءة بين الطالبات. العمل كفريق واحد،كانت الظاهرة الإيجابية اللافتة خلال أيام الحملة، حيث انصهرت الأفكار الإبداعية بين إدارة المدرسة والهيئة التعليمية وأمهات الطالبات، والطالبات أنفسهن، ومن ثم اختتمت الحملة أيامها بنجاح وتأثير ملموس، وهو ما يسهل قراءته من خلال انعكاس تلك الفعاليات على آراء واتجاهات الطالبات بعد المهرجان، وأعربت كثيرات منهن عن أمانيهن في استمرار الحملة لأيام أخرى، في إشارة للاستفادة الكبيرة، والمتعة الحقيقية من وراء المطالعة والقراءة اللاصفية. لا.. للمألوف فاطمة عبداللطيف الحمادي، مسؤولة معلمات اللغة العربية، والمنسقة العامة لفعاليات حملة «أبوظبي تقرأ» بالمدرسة، تشير إلى روح الفريق الواحد التي سادت العمل، وكان ذلك بمثابة ضمان نجاح للحملة نحو تحقيق أهدافها، وقالت: «لقد اجتهدنا في صياغة أفكار جديدة لفعاليات المهرجان بعيداً عن الأطر المألوفة حتى لا تصاب الصغيرات بالملل، أو يقعن في شرك التكرار والعزوف عن أهداف الحملة الموضوعة، وقد راعينا فيها التنوع والتعدد والتجديد والابتكار والتشويق بما يتفق وأعمار الصغيرات، وكان جل همنا أن ننفذ فعاليات تقبل عليها الطالبات بحب وشغف، ونصل في النهاية إلى أن يكون لديهن ميل وشغف للقراءة والمطالعة، وهو ما لمسناه بعد انتهاء الحملة». وتضيف الحمادي: «تضافرت جهود الإدارة، والاختصاصية الاجتماعية، والأمهات ومعلمات الصفوف والمواد في نفس الاتجاه، ونجحنا في تنفيذ فعاليات جديدة مبتكرة، منها على سبيل المثال فعاليات يوم «البيجامة»، حيث أتى الجميع إلى المدرسة ـ من هيئة تعليمية وطالبات وبعض الأمهات ـ وهن يرتدين «البيجامة»، حتى يمارسن القراءة وقد غلب عليهن الإحساس بالراحة والاسترخاء، وكأنهن في بيوتهن، حتى أن بعضهن اصطحبن معهن «بطانية» أو «لحافا، في محاكاة حقيقية لتعويد الطالبات على أن يقرأن وكأنهن في بيوتهن، وكيف يستفدن من كامل الوقت، وخاصة قبيل النوم في المطالعة الهادفة. كما خصص يوم كامل أطلق عليه «يوم الشخصيات»، تقمصت كل طالبة فيه شخصية تحبها، وقد تكون هذه الشخصية طيراً أو حيواناً، أو حشرة، أو غيرها، وقد تمثلت بثيابها وألوانها في «ماكياج» مطابق لهيئتها، مع إعداد مسرح وخلفيات تعكس البيئة الحقيقية لهذه الشخصيات، كالنحلة، أو الفراشة، أو الأرنب، أو الأسد أو الفيل أو ما شابه ذلك، ومن ثم تترجم الطالبة ما قرأته عن هذا الكائن أو تلك الشخصية على المسرح بلغتها وطريقتها الإبداعية. كما أن كل معلمة تقمصت أيضاً شخصية مختلفة، وحاكت طالباتها بنفس الطريقة». إبداعات وتكمل كريستين..»رئيسة قسم اللغة الإنجليزية»: «كان من الأهمية أن نستثمر الفعاليات المسرحية لتنمية قدرات الطالبات الأبداعية وربطها بأهداف القراءة، حيث قام كل صف بعرض قصة من القصص وتمثيلها على المسرح في ديكور يحاكي الواقع، كما نظمت مسابقة «الباب» لاختيار أفضل ديكور قصصي، وفعالية «أوراق» لتسجيل عدد الكتب والقصص التي قرأتها كل طالبة، في إشارة إلى أكثر القصص والكتب قراءة، وفعالية «دودة القراءة»، حيث سجلت علامات الطالبات لكل مرحلة تنجزها في القراءة، فضلاً عن قيام طالبات الصفوف المتقدمة بالقراءة للصفوف الدنيا، ولقسم رياض الأطفال، وممارستهن دور المعلمة، حيث يكون الحوار والنقاش بينهن. أهداف ونتائج موزة المنصوري، الاختصاصية الاجتماعية في المدرسة، توضح أهداف الحملة وما تحقق من نتائج على أرض الواقع، وتقول: «حاولنا كفريق عمل أن نترجم الأهداف التربوية والتعليمية المتوخاة التي رفعها مجلس أبوظبي للتعليم لإعداد جيل يمتلك أدوات المعرفة، وفي إطار السعي المستمر لتعزيز دور الفرد في الدولة بأن يكون جزءاً من منظومة التغير والتأثير، والحث على القراءة والمطالعة بداية هذا الطريق، من خلال تفعيل التعاون المشترك مع الهيئة التعليمية والأسرة والطالبات، وإثارة اهتمامهن للمشاركة في مختلف أنشطة القراءة، لبناء ثروة معرفية لديهن، وتحقيق التوعية المجتمعية بأهمية الدور الذي تلعبه القراءة في صياغة شخصية الفرد. وقد اشتمل البرنامج على تخصيص وقت محدد يوميا للطالبات لممارسة أنشطة القراءة والكتابة المتنوعة، والعمل على رفع مستوى هاتين المهارتين، وتحديد مصادر القراءة المطبوعة والشفوية التي تعزز هذه مهارات فضلاً عن اكتشاف مواهب الطالبات المبدعات بدءاً بمرحلة رياض الأطفال، ولقد لمسنا المردود الإيجابي من كل الفعاليات المقدمة، وخاصة «مسابقة سرد»، وفعاليات «قصة في الحديقة»، ومبادرة «قراءة قصة»، الهادفة إلى غرس قيمة القراءة لدى الطفل، حيث تم استثمار الحدائق لأغراض ثقافية وتعليمية واتخاذها بيئة محفزة للاقتراب من الكتاب من منطلق إخراج الطفل من الجو التقليدي للقراءة في البيت والمدرسة، لينطلق إلى جو مختلف يحمل المتعة والفائدة في الحدائق والمتنزهات والمرافق الأخرى، وأن يحمل كتابا أو يقرأ قصة فينمي ثقافته القرائية ويزيد مخزونه اللغوي والمعرفي». الطفل.. الحاضر والمستقبل تانجيلا جونسون، «مديرة المدرسة»، فخورة بما تم تحقيقه من أهداف خلال حملة «أبوظبي تقرأ» في المدرسة، وتقول: «نحن نؤمن بأن القراءة أساس التعليم ووسيلته الأولى، والفرد القارئ فرد نامٍ وقادر على استمرار النمو والتطور، فالقراءة تجعل العقل يستجيب استجابة دقيقة وواعية للكلام المطبوع، وهي السبيل للاتصال بعالم الآخرين، وتجعله قادراً على العيش بفكر ناضج رحب. فلقد حاولنا أن نحقق درجة طموح من تحقيق وتطابق الرؤى والأهداف العامة للحملة، فالطفل هو الحاضر والمستقبل، وهو الأمل في الغد المشرق، ومن ثم نعول عليه في امتلاك الوعي والمعرفة والعلم والثقافة في شتى المجالات، فالدراسة الأكاديمية وحدها لا تبني المعرفة، وإنما يمكن أن نكملها بتنمية حب الاطلاع والقراءة منذ الصغر. فلا يغيب عنا أن القراءة تسهم في توسيع مدارك الصغار وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتساعد على الرقي بفكرهم، وتعزز المهارات اللغوية، والمفردات البيئية لديهم، وتغرس لدى الطفل السلوك البيئي السليم، وقد ركزنا في فعالياتنا على الأطر غير التقليدية التي تتفق وميول وسيكولوجية الصغار. فالقراءة ليست هدفا في حد ذاتها، وإنما هي الوسيلة الأولى للتعلم والمعرفة والتفاعل الإيجابي، خاصة إذا ما اعتمد الأهل والمدرسة صيغة دائمة للتفاعل الإيجابي مع الطفل من خلال القراءة بالمناقشة والتحليل وتبادل الرأي والتعليق على ما يقرأه الطفل. وقد تكون هذه الإيجابية والتفاعلية هدفا في حد ذاتها، حيث أصبحت صفة معبرة عن قدرة الفرد على التعايش والنمو، وهذه المعرفة والتفاعل لن يكونا بغير قراءة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©