الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القراءة الإبداعية للطفل تسهم في توسعة أفقه وتطوير مهاراته الفكرية

القراءة الإبداعية للطفل تسهم في توسعة أفقه وتطوير مهاراته الفكرية
4 مايو 2013 21:01
أصبحت القراءة ركيزة أساسية ودعامة جوهرية يقاس بها تطور الأمم والشعوب، ويعد ميدان تعليم القراءة ميداناً تربوياً مهماً، لفت إليه أنظار المختصين في الوقت الراهن. ولأن القراءة اقترنت بقدرات الطفل المتنوعة بما فيها قدرات الإبداع، ظهر ما يعرف بالقراءة الإبداعية. هذا النوع من القراءة، وكما يؤكد الكثير من العلماء، له أثر بالغ في توسيع مدارك الطفل وأفقه، وإثراء خبراته، وجعله عنصراً فاعلاً في مجتمعه، قادراً على التكيف مع الحاضر، ومساهماً في استشراف المستقبل هذا ما أكدته مساعد العميد لشؤون الطلبة ودعم الخريجين بكلية التربية، بجامعة الإمارات، الدكتورة نجوى محمد الحوسني، خلال تقديمها لورشات عمل حول القراءة الإبداعية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 23. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - تفاعل وحراك إبداعي، وتحريض مهارات قرائية، وتقديم خطوات استراتيجية لصقل مهارات الطفل في هذا الاتجاه في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، إلى جانب عرض الكتب الورقية والإلكترونية، والذي أقام عدة ورش تعليمية على شكل خطوات ساهمت فيها الدكتورة نجوى محمد الحوسني من كلية التربية بجامعة الإمارات، ضمن ورشة خطوة إبداع، تحت عنوان «في بيتنا مبدع»، وذلك بتاريخ 25 أبريل في ركن الإبداع، وحضر الورشة جمع من المعلمين والمعلمات من مختلف إمارات الدولة بلغ عددهم ما يقارب الأربعين، حيث بدأت الحوسني الورشة بعمل أنشطة ذهنية تمثلت في طرح أسئلة حول الإبداع والتفكير الإبداعي، وتفاعل الحضور معها بشكل متميز، وتميزت بتفاعل الجمهور من خلال المشاركة إما بالتعليق على المحاور أو طرح أسئلة تخص تنمية القراءة عند الأطفال والمراهقين أيضاً، وكيف يستطيع الآباء أن يجذبوا ويحببوا أطفالهم في القراءة. نظرية الذكاءات وفي ورشة أخرى، قدمتها خلال معرض الكتاب، قامت فيها الحوسني بعمل أنشطة ذهنية تمثلت في طرح أسئلة حول الإبداع وطرق اكتشاف الإبداع عند الأطفال، مستلهمة حديثها من نظرية الذكاءات المتعددة للعالم الكبير هاورد جاردنر (Howard Gardner)، والتي تقول إن الفرد يتمتع بأنواع كثيرة من الذكاءات مثل الذكاء اللغوي والذكاء المكاني والذكاء الحسابي والذكاء الاجتماعي والوجداني والطبيعي.. ونصحت بضرورة اهتمام الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات بالقراءة والإبداع، وأن لا ينحصر التفكير في التحصيل الدراسي للطفل فحسب، موضحة أن التحصيل الدراسي مجرد مؤشر بسيط على قدرة الطفل الذهنية. ولفتت الحوسني إلى أن الجمهور تفاعل معها بشكل جيد، إما بالتعليق على المحاور أو طرح أسئلة تتعلق بوسائل وطرق اكتشاف وتنمية ورعاية الطاقات الإبداعية عند الطفل، وكيفية تجنب الأسباب التي من شأنها أن تحطم الإبداع عند هذه الفئة. أهمية القراءة الجهرية وأكدت الحوسني، أهمية بعض الأساليب التي يجب اتباعها لتحفيز الطفل على القراءة، مع ضرورة ربط علاقة بين الطفل والقراءة، موضحة أنه يجب البدء مع الطفل في سن مبكرة، وأجابت الحوسني على الأسئلة الجوهرية التي تعتبر ضرورية وعادة ما تطرح من طرف الآباء والأمهات، ومنها: متى يجب أن نبدأ في القراءة لأطفالنا؟ وفي أي سن؟ وماذا نقرأ لأطفالنا وكيف نقرأ لأطفالنا؟ وأين نقرأ لأطفالنا؟، معتبرة أن القراءة للطفل مبكراً تعتبر ضرورة وليست ترفا نظرا لما تحققه من مردود كبير، لافتة إلى أن السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل تعتبر من أهم السنوات التي يجب أن يتم التركيز عليها في مجال القراء، والتي تتطور من خلالها الكثير من المهارات، وأضافت أن وزن مخ الطفل يصل إلى 90% من وزنه في مرحلة البلوغ في السنوات الثلاث الأولى، وفي هذا الصدد فإن الكثير من أطباء الأطفال يعتبرون أن الطفل الذي لم يحمل كتاباً أو لم يستمع إلى قصة أبداً لا يعد طفلاً يتمتع بالصحة الكاملة، وأشارت الحوسني إلى أهمية القراءة الجهرية للأطفال واعتبرتها بالغة الأهمية. وأضافت «من أجل ذلك فإن الجمعية الأميركية لطب الأطفال أوصت بأن يوصي الأطباء الوالدين بالقراءة لأطفالهم، بالإضافة لوصفة النصائح الطبية الأخرى عند الكشف الطبي المعتاد. «مخزون المفردات» القراءة للطفل في سن مبكرة من شأنها أن تغني رصيده اللغوي والمعرفي، هذا ما أشارت إليه الحوسني، موضحة أن من يسمع جيداً يمتلك رصيداً لغوياً كبيراً رغم صغر سنه، وبذلك يمكن أن يصبح طلبة الحضانة ذوو الرصيد الكبير من الكلمات قارئين متميزين، من هذا الباب يجب أن ينمي الوالدان اللذان يتحدثان ويقرآن لأطفالهما مخزون المفردات لديهم بشكل كبير، حيث إن كم الكلمات أو «مخزون المفردات» الموجود في كتاب أطفال متوسط الحجم أكثر مما يرد في البرامج التلفزيونية، مؤكدة أن 4 من بين كل 10 طلبة حضانة لا يقرأ لهم بشكل معتاد. وفي سياق آخر، طرحت الحوسني قضية استهلاك الأطفال لجل أوقاتهم أمام التلفزيون، موضحة أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات يقضون ما معدله 13 ساعة ونصف الساعة أسبوعياً في مشاهدة التلفزيون. وأضافت: «عندما يتعلق الطفل بالتلفزيون بدلاً من قراءة الكتب، فلن تتطور مهارات اللغة الأساسية لديه، والتي ستهيئه لدخول المدرسة وتساعده على التعلم لاحقاً، وأهم مؤشر لتعلم اللغة لدى الأطفال هو مستوى اللغة لدى الأم، فكلما زاد المستوى اللغوي عند الأم، كان احتمال القراءة لدى طفلها أكبر، مؤكدة أن الوالدين هما أول وأهم معلم في حياة الطفل». وتوضح: «لا ينبغي للوالدين ترك مسؤولية تطوير المهارات اللغوية للطفل على المدرسة فقط، وتجاوزت الحوسني سن القراءة للطفل المثالي وهو ثلاث سنوات فيما قبل إلى ضرورة القراءة للطفل منذ سن الرضاع لمدة 30 دقيقة يومياً، موضحة أن ذلك يساعده على التعلم، وأضافت أن الطفل البالغ من العمر 5 سنوات، والذي لا يقرأ له يومياً سيدخل إلى الروضة بمعدل أقل في «التغذية اللغوية» «literacy nurture»، مقارنة بطفل كان يقرأ له في نفس المرحلة، لافتة إلى أن المعلم مهما بلغ من الحرص فلن يعوض تلك الساعات الضائعة. الإنتاج الفكري والحسي وقالت الحوسني في سياق حديثها، عن اكتساب مهارات القراءة إن الأولاد يرثونها من الآباء الذين شكلوا قدوة لأبنائهم، وأضافت: «يحرص الوالدان اللذان يعرفان قيمة القراءة على التردد على المكتبة وإهداء الكتب لأولادهما، حيث أثبتت الدراسات أن الطلبة المتميزين في القراءة كانت في بيوتهم مصادر متنوعة من القراءة مثل الموسوعات والمجلات والصحف والكتب، مؤكدة ضرورة إهداء الكتب للطفل، وأشارت الحوسني إلى أن القراءة يجب أن تخرج من نطاقها العادي إلى نشاط إبداعي لإحداث تغيير ما، مثل: تغيير يطرأ عليك بدخولك إلى عالم الكتاب الذي تقرأ فتصبح جزءاً منه، القراءة تحدث التغيير في الطفل أيضاً بحيث يتمكن من النظر إلى العالم بشكل مختلف، تغيير رأيه في شيء أو شخص ما، كما تساعد القراءة على تغيير منظور الشخص لحياته الشخصية، مشددة على أن القراءة الإبداعية تدفع بالقارئ إلى الإنتاج الفكري والحسي، أما القراءة الأقل إبداعاً فقد عرفتها بعدم وصول الشخص لمتعة القراءة نتيجة عدم التعمق في الكتاب.. وعندما لا يتعمق القارئ بما يقرأ، فإنه لا يقرأ بإبداع، مثل القراءة السريعة أو القراءة التي تؤدي للنوم، كذلك القراءة المفروضة على الطفل والتي لم يختر الطفل قراءتها بنفسه لا تعد أيضاً قراءة إبداعية. طرق تنمية القراءة الإبداعية تقول الدكتورة نجوى محمد الحوسني، إن عدة نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار لتنمية القراءة لدى الطفل، منها توفير مكان جاذب للقراءة والمناقشة، مما يؤدي إلى توليد أفكار جديدة، والتوصل إلى استنتاجات مختلفة، ما يساعد على عرض حلول متنوعة للمشاكل، وتطبيق الحلول في الواقع، مع البحث عن المعلومات والحقائق المذكورة في القصة أو الكتاب، وربط المقروء بالواقع، والتعبير عن المقروء بالرسم أو التمثيل، ومقابلة الكتاب والأدباء ومناقشتهم ومحاورتهم فيما كتبوا، معتبرة الحوسني، أن الأسرة تشكل الدعامة الرئيسية في بناء شخصية الطفل المبدعة، محملة الوالدين مسؤولية زرع بذور القراءة في الأطفال.. موضحة: «يقع الحمل الأكبر على الوالدين في توفير بيئة تتميز بوفرة الفرص والمواقف التي من شأنها أن تطور مهارات الطفل الفكرية والاجتماعية والنفسية، ولكن الكثير من الآباء والأمهات يجهلون في الحقيقة طرائق اكتشاف الأبناء المبدعين، أو كيفية تشجيع المبدعين منهم، ما يساهم في تحطيم الإبداع لديهم، مركزة على عدة محاور منها، «الإنسان والإبداع.. كيف نكتشف الإبداع عند أطفالنا؟، وكيف تغرس بذور الإبداع في طفلك؟، مع الاهتمام بالنصائح التي تنمي الإبداع عند الأطفال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©