الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متون

متون
23 أكتوبر 2008 00:35
أنا لست بشعة وزوجي تشرشل الثاني اعترافات شيري بلير في حديث مع الذات : عدنان عضيمة قلما يمكن للمرء أن يقع على مذكرات لإمرأة شهيرة وهي تنطوي على دقة الطرح وعذوبة الأسلوب وتساوق الأفكار التي حرصت شيري بلير على إدراجها في كتابها الجديد ''حديث مع الذات'' Speaking to Myself· وانتهجت شيري في سرد مذكراتها أسلوب عرض الوقائع بطريقة سرد الحكايات والوقوف عند بعض أحداثها المهمة وقفة الصراحة والبوح بالمشاعر الصادقة الصريحة· ويبدو بوضوح أن هذه المنهجية أدت بها إلى اختراق الخطوط الحمراء في مواضع كثيرة من كتابها مثلما حدث عندما تطرقت لقصة اقترانها بطوني بلير الذي أصبح فيما بعد واحداً من أكثر نزلاء (10 دوانينج ستريت) إثارة للجدل· وآثرت رواية حقائق من العيار عندما قالت إنها في الوقت الذي وافقت فيه على الزواج من طوني في شهر ديسمبر من عام 1975 كانت على علاقة بشابين آخرين· وبدا لها فيما بعد أنه كان يطرب لسماع أحاديثها عن علاقاتها الغرامية مما يؤكد شخصيته الليبرالية وميله الشديد للتمسك بمفاهيم الحرية الشخصية المطلقة· وبالرغم من أنها أفردت جزءاً كبيراً من كتابها للحديث عن فضائل ومزايا زوجها، إلا أنها اعترفت باختلافها معه في الكثير من القضايا، وأكدت أيضاً على أن (صنع القرار السياسي) لم يكن في أي يوم من الأيام موضعاً للخلاف· وهي ترى أنه عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات ذات الأهمية الاستراتيجة، فإن طوني يكون دائماً هو الرجل المناسب· وعند الحديث عن (الموهبة السياسية) لزوجها، لم تتردد عن وصفه بأنه أكثر رؤساء الوزارات في بريطانيا شبهاً بونستون تشرشل· وعندما سيمثل في محكمة التاريخ فإنها من دون شك ستضعه في مرتبة تشرشل الذي حقق النصر المؤزّر لبريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية· وأشارت إلى أنها واثقة من أن التاريخ سوف ينصف طوني بالرغم من قراره المثير للجدل بشأن المشاركة في الحرب على العراق· وأكثرت شيري من إضافة رشّات متفرقة من الصراحة في مواضع كثيرة من كتابها لغرض إبراز الجانب المعتدل في شخصيتها والإيحاء بمصداقية الطرح· ومن ذلك مثلاً اعترافها بالقصور الكبير الذي ميّز نشاطاتها الاجتماعية والسياسية في فترة حكم زوجها وقالت إنه كان في وسعها أن تفعل أكثر بكثير مما فعلت عندما كانت تلعب دور السيدة البريطانية الأولى· وبدا بوضوح أنها مقتنعة بشكل ضمني بفشل الحرب على العراق وعلى الإرهاب بشكل عام عندما قالت: (يكفي أن ننظر إلى ما تقوله الصحف حول هذا الموضوع حتى نكتشف أن ما حدث حتى الآن لا يمثل نصراً أبداً)· وخصصت شيري جزءاً من كتابها لشجب واستنكار الأوصاف التي تطلقها عليها الصحافة والأوساط الاجتماعية من أنها (غير جميلة ولا جذّابة)، و(مهلهلة المظهر) لأنها تختار لنفسها الملابس التي لا تنمّ عن حسّ مرهف أو ذوق سليم· ولكنها اعترفت بأنها تختلف عن معظم النساء في عدم اهتمامها بالأناقة حيث قالت: (لم تكن الملابس في أي يوم من الأيام تشغل بالي أو تشكل جزءاً مهماً من تطلعاتي· وطالما أنني لست عارضة أزياء، فإن هناك حدوداً لجاذبية المظهر الذي أبدو عليه· وبالتأكيد أنا لست إمرأة بشعة، ولكنني لا أعتقد أيضاً أنني المرأة التي يمكن لأحد أن يختارها كعارضة أزياء· وأشعر في قرارة نفسي أنني إمرأة عملية، وقد أصلح لأن أكون نموذجاً لأولئك الذين يحلمون بأن يصبحوا محامين)· وكتب لبعض المواضيع التي تناولتها شيري في كتابها أن تثير ضجّة في الشارع البريطاني· وتسابقت الصحف الشهيرة ووسائل الإعلام إليها لاستيضاح بعض النقاط والقضايا الحساسة التي أدرجتها في كتابها· ففي حديث مع صحيفة (ديلي ميرور)، أوضحت موقفها من منع الحمل الذي تحدثت عنه في الكتاب فقالت: ''يبدو من الطبيعي أن يتجنب الناس في مذكراتهم السياسية الحديث عن منع الحمل، إلا أنني لا أعتبر كتابي هذا سياسياً بل هو مجرّد كتاب يحكي قصة حياة إمرأة· إنه رواية صريحة لرحلتي في هذه الحياة وكيف يمكنها أن تمثل صورة صادقة لحياة الكثير من النساء· ولماذا لا يكون الحمل والخصوبة عند المرأة جزءاً من هذه القصة؟''· وكان لشيري موقف محدد من علاقتها بزوجها عندما أصبح صاحب القرار السياسي وفيما يتخذه من قرارات وخاصة منها قراره بالسير في ركاب السياسة الأميركية فيما يتعلق بالحرب على العراق· وقالت في هذا الصدد: ''لم أكن في ذلك الوقت أمتلك كل المعلومات اللازمة لاتخاذ موقف شخصي مدروس، إلا أنني كنت أكتفي بوضع ثقتي في طوني وبقدرته على اتخاذ القرار الصائب· ويبقى من المهم أن أسأل نفسي الآن: هل أتفق مع طوني في كل شيء؟، والجواب هو بالتأكيد: كلا· ثم يتوجب علي أن أطرح السؤال المكمل الآخر: وهل أثق بأن في وسع طوني أن يتخذ القرارات المصيرية استناداً إلى ما يحتكم إليه من الحكمة وعمق البيرة؟، والجواب هو بالتأكيد: نعم''· الكتاب: Speaking to Myself المؤلف: شيري بلير
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©