الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي·· حكاية إبداع مدينة

مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي·· حكاية إبداع مدينة
23 أكتوبر 2008 00:36
شهد قصر الإمارات في أبوظبي في الفترة من العاشر حتى التاسع عشر من أكتوبر الجاري أكبر تظاهرة سينمائية في المنطقة وذلك باحتفالية عروض مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثانية والذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث برئاسة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث رئيس المهرجان· واستضاف المهرجان عدداً كبيراً من نجوم العرب والعالم السينمائيين ونقاد الفن السابع، إذ توافد النجوم على أبوظبي فتألقوا في تقديم عروضهم· في هذا الصدد قال محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث نائب رئيس المهرجان: إن أبوظبي تسير اليوم بوتيرة متسارعة نحو تحقيق طموحها بأن تصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً لإنتاج وصناعة الفيلم وتحفيز كبار المنتجين العالميين لجذب نشاطهم للمنطقة، وأن اهتمام أبوظبي بالفن السابع ينطلق من الاعتراف بواقع السينما وأهميتها ودورها في أي مشروع ثقافي حضاري، إذ هي تسعى لادماج المعرفة السينمائية التي تراكمت لما يزيد على قرن من الزمان في هذه الصناعة المذهلة بمشروع جديد ينطلق انطلاقة جديدة بأبعاد أوسع· حضر المهرجان نخبة من أعلام السينما ومنهم النجم العالمي ادريان برودي بطل الفيلم الذي افتتحت به فعاليات المهرجان وهو ''الاخوان بلوم'' والنجم انطونيو بانداريس وميلاني جريفيث وميج رايان والفنانة المصرية يسرا وخالد النبوي وإلهام شاهين وفتحي عبدالوهاب وسولاف فواخرجي وسميرة أحمد وحسين فهمي ولطيفة ولبلبة وصفية العمري وأحمد الجسمي وبلال عبدالله وهيفاء حسين وسعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وداود حسين وجمال سليمان وسلوم حداد وشريف منير· توالت العروض السينمائية والمحاضرات والندوات النقدية في المهرجان وشارك في هذه الدورة 152 فيلماً استمتع بها الجمهور على مدى 186 عرضاً في 5 مواقع في أبوظبي، فيما بلغ عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان التي بلغت جوائزها مليون دولار أميركي 76 فيلماً طويلاً و34 فيلماً قصيراً تمثل أكثر من 32 دولة· وفي إطار تكريم جهود العاملين في السينما العربية فقد تم تكريم السينما الفلسطينية والسينما المغربية والمخرج العربي الراحل يوسف شاهين والمخرج التونسي ناصر الخمير تعبيراً عن تقدير المهرجان للجهود المتميزة التي رسختها السينما الفلسطينية المناضلة وأهمية السينما المغربية في نقل واقع البنية الاجتماعية والثقافية للمغرب ولجهود الصانع الماهر يوسف شاهين في تعميق روح التجديد مما جعله يترك بصمته المتميزة والواضحة على إنجازات السينما العربية بخاصة والسينما العالمية عامة، في الوقت الذي استطاع فيه ناصر الخمير من خلال ما قدم طوال مسيرته الطويلة في الإخراج السينمائي ان يقدم رؤية شعرية ممزوجة بواقعية واستلهام حقيقي للتاريخ والثقافة العربية في أفلامه حيث عرض له فيلمه المتميز ''طوق الحمامة المفقود'' الذي أثار إعجاب نقاد السينما في المهرجان والجمهور العاشق لهذا الفن· وكانت من مفاجآت المهرجان المهمة إقامة معرض للصور الفوتوغرافية التي تؤرخ لحياة يوسف شاهين وسيرته الشخصية والاجتماعية والفنية والذي اعتبره البعض من أهم ما قدم عن مسيرة شاهين الوثائقية، حيث احتوى المعرض على 108 صور توزعت على 54 حاملاً امتدت في رواق طويل وبصفين متوازيين من الحاملات، يعرض كل حامل صورتين تؤرخان لحياة يوسف شاهين الحافلة بالإنجازات، إذ أبدى الكثيرون إعجابهم بما شاهدوه من صور نادرة لم يسبق أن عرضت من قبل وهي في مجملها ملك لعائلته التي حضرت نيابة عنهم برفقة المعرض ماريان خوري ابنة أخت المخرج السينمائي المعروف· كما بدت مفاجأة عرض الفيلم السينمائي الإماراتي ''حنة'' للمخرج صالح كرامة ضمن الأفلام الطويلة المتنافسة على جائزة اللؤلؤة السوداء من مرتقبات المهرجان، حيث احتشدت قاعة مسرح قصر الإمارات ترقباً لأول فيلم إماراتي طويل متنافساً مع أفلام من صناعة السينما العربية التي تحفل بتاريخ امتد لمئة سنة ماضية وهي ''خلطة فوزية'' للمخرج مجدي أحمد علي و''زي النهارده'' للمخرج الشاب عمرو سلام ومتنافساً أيضاً مع السينما الأميركية في فيلمين كبيرين قدما في الافتتاح والختام وهما ''الاخوان بلوم'' للمخرج رايان جونسون و''كتلة من الأكاذيب'' للمخرج العالمي ريدلي سكوت بحضور بطل الفيلم مايكل جاستون الذي رافقه في حفل الختام الممثل البريطاني جوزيف فينيز والممثلة الفرنسية ايفا غرين· حقق المهرجان حضور نجمات عالميات من أوروبا وأميركا إذ كان وجود كاترين دينوف في فيلمها ''أريد أن أرى'' صوتاً استطاع أن يتحدث عن المآسي التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف عام ،2006 كذلك سوزان ساواندون التي تبنت قضايا المرأة وطرحت أهم مشاكلها في لقاءات ''سينما الحقيقة'' في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي· ولم تغب النجمة الفرنسية كارول بوكيه التي نشطت في عدد من الجمعيات التي تدافع عن قضية ''مجاعة الأطفال'' أن تسهم في هذه الاحتفالية، ناهيك عن ''يسرا'' التي تناهض الاغتصاب ونظرة المجتمع للمرأة المغتصبة· وتعد مشاركة المخرجة الهندية كوم كوم يهافاني متميزة إذ تألقت هذه المبهرة بمواقفها ضد الفقر والمجاعة· أفلام من الإمارات وتبدو مشاركة واندماج فعالية مهرجان مسابقة ''أفلام من الإمارات'' في دورتها الثامنة مع مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثانية قد طرحت الكثير من المواقف والاتجاهات بين ما هو مؤيد لهذا الاندماج وما هو متحفظ، ويرى من أيد الاندماج استفادة الشباب السينمائي الإماراتي والخليجي ولكونهم قد وضعوا أقدامهم على أول الطريق من مخالطة السينما العربية والعالمية العريقة متنافسين مع هذه الإنجازات ومستفيدين من روح تجربة الآخر عبر توصيل آرائهم والاستماع إلى الآخر، ويرى من هو متحفظ أن هذه السينما الوليدة لابد لها من زمن حتى يشتد عودها كي تنافس الكبار، ومع كل ذلك طرحت السينما الإماراتية والخليجية نفسها بكل جرأة وقدمت أعمالها فكانت أفلاماً من مثل ''رأس حربة'' و''اخوي'' و''المريد'' لكل من فاضل المهيري وعلي جمال ونجوم الغانم وتواجد كتّاب السيناريو والمبدعون المخرجون ومنهم محمد حسن أحمد وأحمد العرشي وعبدالله حسن أحمد وصالح كرامة تأسيساً لسينما واعدة· مستقبلية، أقيمت لكي تثبت قدرة ابن الإمارات على ان ينجز ما يريد مواكبة للحضارة وسعياً لتأسيسها إذ فاز ''جنة مريم'' لمحمد الحمادي و''رسائل الى السماء'' لياسر النيادي و''البعو'' لأحمد الزين و''دعاء'' لعمر ابراهيم و''خليفة الطنيجي'' في ''رأس حربة'' و''المريد'' لنجوم الغانم و''دردميس'' لأحمد راشد ثاني و''الخريجة'' لعلي جمال اخراجاً مع الكاتب محمد حسن أحمد و''القدر الجائر'' للكاتب والمخرج أحمد عريش بما يستحقون عما أنجزوا· لفت الوجود السوري انتباه الجمهور حيث تفاعلت وبنجاح كبير حركة جمال سليمان مع الصحافة وبدا أكثر انشداداً إليها كذلك رشيد عساف وسلوم حداد وعابد فهد، إذ لم يغادروا قاعة استراحة الصحفيين وحسناً فعلوا كونهم يعيشون روح قلق الإبداع وفرحة انتشارهم عربياً بما جعل هؤلاء الأربعة أكثر قوة وأشد إصراراً على منافسة الكبار ولم يدخر جمال سليمان سراً حين أعلن عن مشروع فيلمه الجديد ''التلميذ'' الذي سيمثل فيه شخصية عالم عربي يحارب الشيطان وهذا مما أفرح الصحافة كونها التقطت خبراً مخبوءاً· ولابد من أن يصرح الفنانون بآرائهم حول ما شاهدوه من إنجاز حققته مدينة أبوظبي، إذ يقول خالد صالح الممثل المصري المعروف: إنني فخور بالنافذة الفنية الجديدة التي تفتح في أبوظبي، كذلك عابد فهد الذي وصف المهرجان بقوله: كأنه حفل في أوروبا ببهائه وضخامته· ولم تنس أبوظبي ومهرجانها وبمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية أن تهدي وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا جائزة اللؤلؤة السوداء التذكارية كتهنئة من المهرجان اليها، حيث قدم محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث هذه الجائزة الى وزير الثقافة السوري بحضور حشد من المسؤولين والمثقفين والإعلاميين والممثلين، وكانت للمشاركة السورية بفيلم ''حسيبة'' للمخرج ريمون بطرس أثرها ووقعها المهم والفاعل مما دفع روح المهرجان عربياً· كان تكريم جين فوندا في المهرجان انتصاراً للمرأة وعنواناً لقوتها وروحها الشفيفة حيث تقول هذه الممثلة البارعة للنساء في كل بقعة في العالم: إن هناك قوة في الذات الانثوية يجب اخراجها وبخاصة عندما تتعرض المرأة للاضطهاد والعسف، ولذا حلّت جين فوندا ضيفة على أبوظبي وكرمت أجمل تكريم في احتفالية كبرى· لم يغب ايضاً الفيلم اللبناني عن ساحة المهرجان ومثلما حقق ''سكر بنات'' لنادين لبكي في دورة المهرجان الأولى إنجازاً وتساؤلات مهمة وإعجاباً أهم، جاء سمير حبشي في فيلمه ''دخان بلا نار'' ليطرح قضية شائكة فكانت التساؤلات والاختلافات والإعجاب والتوجس هي ما آثاره هذا الفيلم الجريء، بين ما هو متوقع وما هو حاصل فعلاً في السينما العربية التي أخذت تخطو نحو آفاق من التصريح لا التلميح والوضوح لا الغموض فكان سمير حبشي جريئاً في الدخول الى مناطق مسكوت عنها، فأعلن صوته ضد كل من يقف في وجه الإنسان العربي· حضر الفيلم الروسي بكل قوة بين الأفلام الطويلة والقصيرة والطلبة وعرض له فيلمان مهمان وهما ''الحقل البري'' من اخراج ميخائيل كالاتوز يشيفلي وفيلم ''تيرانوفا'' للمخرج اليكساندر ميلنيك حيث اثارا الكثير من التساؤلات أيضاً والنقاشات والآراء· الختام والجوائز ومثلما ابتدأ المهرجان بحفل رائع بالافتتاح اختتم ايضاً بتقديم بانوراما رائعة بالختام الذي أعلنت فيه نتائج الفوز باللؤلؤة السوداء لعام 2008 في دورة المهرجان الثانية حيث فاز فيلم ''خزي'' للمخرج ستيف جاكوبز لأفضل فيلم روائي طويل وهو من إنتاج انا ماريا مونتسيسيلي وايميلي شيرمان وستيف جاكوبز كما فازت ''الهام شاهين'' كأفضل ممثلة عن شخصية فوزية في فيلم ''خلطة فوزية'' فحصلت على اللؤلؤة السوداء، كذلك حصل فيلم ''دم ثائر'' على اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثل فذهبت الى الممثل لوكا زينجاريتي، أما فيلم ''عيد ميلاد ليلى'' فقد فاز فيه كاتب السيناريو رشيد مشهراوي باللؤلؤة السوداء لأفضل مساهمة فنية ونال فيلم ''محظوظون'' اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي ذهبت للمخرج غونزالو اريخون والمنتج مارك سيلفيرا· وذهبت اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي قصير لفيلم ''صانعو الخبز'' للمخرجة ياسمين فضة والمنتجين جيم هيكلي وروبن ميتشل كما ذهبت اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي قصير لفيلم ''المشهد'' للمخرجين حازم البيطار ورفقي عساف من إنتاج تعاونية عمان للأفلام، كما ذهبت اللؤلؤة السوداء لاختيار الجمهور لفيلم ''انقاذ لونا'' للمخرجين سوزان تشيشلوم ومايكل بارفيت والمنتجة سوزان تشيشلوم، أما جائزة اللؤلؤة السوداء الخاصة بلجنة التحكيم فذهبت لفيلم ''يوسوندور - اجلب ما أحب'' للمخرج المنتج اليزابيث تشاي فاسارهيلي· وحاز فيلم ''جاسينتا'' للمخرجة كارلا كاستيفيدا والمنتجة لويز تيلينر على اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم تحريك ''اينيشين'' قصير كما حاز فيلم ''ضد العبودية'' للمخرج ايريك لين والمنتج بارتيزان فيلمز عن اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم من فئة الإعلانات الثقافية· أما فئة الإعلانات التجارية وجائزتها اللؤلؤة السوداء فذهبت إلى فيلم ''المعركة'' للمخرج تراكتور والمنتج بارتيزان فيلمز وكذلك أفضل مساهمة فنية حصل على اللؤلؤة السوداء فيها فيلم ''المقلد العظيم'' للمخرج باتريك بيرغ وفاز بأفضل فيلم روائي فئة الطلبة وحصل على اللؤلؤة السوداء فيلم ''وهم'' للمخرج برهان قرباني والمنتج فابيان جاسميا· كان لأفضل موهبة سينمائية صاعدة من فئة أفلام طلبة هو فيلم ''لولابي'' الذي حصلت على جائزة اللؤلؤة السوداء فيه المخرجة سيرينا أبي عاد واخيراً فاز باللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم تحريك فئة أفلام طلبة عن فيلم ''ادهيرينت'' للمخرج جوليان نازاريو فارغاس والمنتج روبي باغيرود، جوائز ولآلئ حصل عليها المبدعون في مهرجان أضاءت به سماء أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©