الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواجهة أسلحة الرعب·· بالمفاوضات

مواجهة أسلحة الرعب·· بالمفاوضات
23 أكتوبر 2008 00:37
دخل مصطلح ''أسلحة الدّمار الشّامل'' من بوابة القرن الماضي، ليلج بوّابة هذا القرن، على شاكلة الفزّاعة الّتي تقضّ مضاجع بلدان العالم الثّالث، وتلوح بالضّرب أو العقاب أو الحروب، ضدّ أيّ بلد مشتبه به في اقتناء السّلاح النّووي بأنواعه كافّة· وفي هذا السّياق أصدر ''مركز دراسات الوحدة العربيّة'' في بيروت كتاباً متخصّصاً عنوانه ''أسلحة الرّعب/ إخلاء العالم من الأسلحة النّووية والبيولوجيّة والكيميائيّة''· وهو كناية عن دراسة وضعتها اللّجنة المعنيّة بأسلحة الدّمار الشّامل (WMDC) برئاسة هانز بليكس الذي مهّد لهذا الكتاب بالقول: ''في أيلول سبتمبر من العام ،2003 اغتيلت وزيرة خارجيّة السّويد آنّا ليند، بوحشيّة وكانت مفعمة بالإلهام والشّباب وروح المبادرة، وكانت ستساهم بالكثير جدّاً في جعل العالم مكاناً أفضل· وخلال الأشهر الأولى من ذلك العام، كانت آنّا تتّصل بي هاتفيّاً من وقت لآخر، كي تحصل على معلومات عن أعمال التّفتيش التي تقوم بها الأمم المتّحدة في العراق، التي كنت مسؤولاً عنها· وكانت تشعر هي والكثير من زملائها بالتّعاسة الشّديدة للانجراف نحو القيام بعمل عسكري ضدّ العراق، وكانت ترى ضرورة إعطاء المزيد من الوقت للمفتّشين كي يقوموا بالبحث عن أسلحة الدّمار الشّامل''· الحل الأفضل ولكن ما هو أفضل حل لمشكلة انتشار أسلحة الدّمار الشّامل؟ حول هذا التّساؤل، يوافق الباحث بليكس على أن الأفضل هو ألاّ تشعر البلدان بأنها تحتاج إلى هذه الأسلحة· وينبغي تشجيع من ارتكبوا انتهاكاً على التّراجع والانضمام من جديد إلى المجتمع الدولي· خصوصاً بعد أن كانت الوزيرة السّويدية الرّاحلة قد توصّلت مع زملائها في الاتّحاد الأوروبيّ إلى الإعلان عن سياسات مشتركة جديدة تكفل مسألة عدم انتشار أسلحة الدّمار· وقد أكّدت هذه السّياسات ضرورة اتّخاذ نهج تعاونيّ إزاء الأمن الجماعيّ ونظام دوليّ قائم على القانون· ولكن عندما أصبح احتلال العراق حقيقة واقعة - يقول بليكس - اتّصلت آنّا ليند بي مرّة أخرى، وأعربت عن اعتقادها بأنّ الوقت لم يحن فقط لاتّباع السّياسات الأوروبيّة الجديدة، وإنّما أيضاً لفكرة طرحها جيانثا دانابالا الذي كان وكيلاً للأمين العام للأمم المتّحدة لشؤون نزع السلاح آنذاك· وهي إنشاء لجنة دوليّة مستقلّة لدراسة الكيفيّة التي يمكن أن يعالج بها العالم مشكلة أسلحة الدّمار الشّامل، وتساءلت عمّا إذا كنت أودّ أن أتولّى رئاسة لجنة من هذا القبيل، وقد أجبت بأنّني مستعدٌ لذلك''· انطلاقاً من ذلك كله، تصدّت اللّجنة المعنيّة بأسلحة الدّمار الشّامل (WMDC) التي يرأسها بليكس لهذا التّحدي العالمي وهي لا تزال تتصدّى له، وخصوصاً أنّ ''الأسلحة النوويّة والبيولوجيّة والكيميائيّة، هي أشدّ الأسلحة وحشيّة، وهي تسمى بحقّ أسلحة الرّعب، فبوسعها أن تسبّب دماراً على نطاق واسع يفوق كثيراً ما يمكن أن تحدثه الأسلحة التّقليدية، وهي تملك القدرة على قتل آلاف وآلاف من البشر في هجوم واحد· وقد تستمرّ آثارها في البيئة وفي أجسامنا إلى أجل غير محدّد في بعض الحالات''· غيرة الدول وفي السّياق ذاته يمكن القول أنّ امتلاك أيّ دولة لمثل هذه الأسلحة النوويّة والكيميائيّة، يشجّع دولاً أخرى على محاولة حيازتها· ''وما دام أي من مثل هذه الأسلحة باقياً في ترسانة أيّ دولة، يلبث خطر أنها ستستخدم يوماً ما، بصورة متعمّدة، أو بصورة عرضيّة، وسيكون أيّ استخدام من هذا القبيل كارثيّاً''· تتألّف الدّراسة من ثمانية فصول، هي: ''إحياء نزع السّلاح - أسلحة الرّعب: التّهديدات والرّدود، الأسلحة النوويّة، الأسلحة البيولوجيّة والسّامة، الاسلحة الكيميائيّة، وسائل الاتّصال، والدّفاعات الصّاروخيّة، وأسلحة الفضاء، ضوابط الصّادرات، والمساعدات الدّولية، والجهات الفاعلة غير الحكوميّة، الاقتتال والتّحقق، ودور الأمم المتّحدة''· وتتضمّن هذه الدّراسة أيضاً ستّين توصية قدّمتها الّلجنة بشأن ما يستطيع المجتمع الدولي - الحكومات الوطنيّة، والمجتمعات المدنيّة - أن يفعله، وما ينبغي أن يفعله· ومن هذه التّوصيات نذكر: ؟ يتعيّن على جميع الأطراف في معاهدة حظر الانتشار النّووي، الرّجوع إلى الالتزامات الأساسيّة والمتوازنة بشأن عدم الإنتشار ونزع السّلاح، والتي تعهّدت بها في إطار المعاهدة، وجرى التّأكيد عليها في العام 1995 عند تمديد المعاهدة إلى أجل غير مسمى· ؟ على جميع الأطراف في معاهدة حظر الانتشار النّووي، تنفيذ البند المتعلّق بمبادئ وأهداف عدم الانتشار ونزع السّلاح· والبند المتعلّق بتعزيز عمليّة مراجعة هذه المعاهدة، والقرار المتعلّق بالشّرق الأوسط بوصفه منطقة خالية من الاسلحة النوويّة· ؟ ينبغي أن تهدف المفاوضات مع كوريا الشّمالية إلى إبرام اتّفاق قابل للتّحقق كعنصر أساسي، وإظهار كوريا الشّمالية التزامها بمعاهدة حظر الانتشار، وقبولها البروتوكول الإضافي للعام ،1997 إلى جانب تجديد الالتزامات التي قطعت في الإعلان المشترك للعام ،1992 بجعل شبه الجزيرة الكوريّة منطقة لا نوويّة، وتأكيد تلك الالتزامات قانونيّاً وخاصّة ألاّ تمتلك كوريا الشماليّة، ولاكوريا الجنوبيّة أسلحة نوويّة، أو مرافق إعادة معالجة المواد النوويّة وإثراء اليورانيوم· وينبغي تأمين خدمات دورة خدمات الوقود عن طريق ترتيبات دوليّة· وينبغي أن يغطي الاتّفاق أيضاً،الأسلحة البيولوجيّة والكيميائيّة، فضلاً عن معاهدة الحظرالشّامل للتّجارب النوويّة، مما يجعل شبه الجزيرة الكوريّة منطقة خالية من أسلحة الدّمار الشّامل· ؟ يجب مواصلة المفاوضات لحمل إيران على تعليق أيّ أنشطة حسّاسة متّصلة بدورة الوقود، وعلى التّصديق على البروتوكول الإضافي للعام ،1997 واستئناف التّعاون الكامل مع الوكالة الدّولية للطّاقة الذّرية· *الكتاب: أسلحة الرّعب/ إخلاء العالم من الأسلحة النّووية والبيولوجيّة والكيميائيّة ؟ المؤلف: تقرير للجنة المعنيّة بأسلحة الدّمار الشّامل (WMDC) برئاسة هانز بليكس ؟ الناشر: مركز دراسات الوحدة العربيّة - بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©