تشيلسي في مواجهة ثأرية أمام «الشياطين الحمر» الليلة

سيكون عشاق الكرة العالمية والدوري الإنجليزي على موعد اليوم مع واحدة من المباريات التي من المتوقع ألا تقل إثارة عن “رباعيات الكلاسيكو الإسباني”، حيث يتعين على مانشستر يونايتد وتشيلسي في مواجهتهما المصيرية التي تقام في ختام مباريات الأسبوع الـ 36 لـ”البريميرليج” الدفاع عن سمعة الدوري الإنجليزي الذي توارى نسبياً خلال الفترة الماضية في ظل الصراع الملتهب بين الريال والبارسا سواء على مستوى الليجا أو دوري الأبطال أو كأس الملك. ومبعث الإثارة في مواجهة “الشياطين الحمر” و”البلوز” لا يتمثل فقط في إنها حاسمة على لقب الدوري في ظل تصدر يونايتد للقمة بفارق 3 نقاط عن مطارده المباشر تشيلسي قبل 3 مراحل على نهاية البطولة، بل هي مواجهة حاسمة على ومصيرية على كافة المستويات. ويرتبط مصير الإيطالي كارلو أنشيلوتي بنتيجة مباراة اليوم، ففي حال تلقى الهزيمة وتأكد ابتعاد تشيلسي عن المنافسة على اللقب فقد تتم إقالته دون الانتظار إلى نهاية الموسم التي باتت وشيكة، وفي حال نجح “كارليتو” في قيادة فريقه للفوز وتجديد آمال البلوز في اقتناص أغلى ألقاب الكرة الإنجليزية فإنه على الأرجح سيحصل على فرصة شبه مؤكدة للاستمرار مع الفريق. وعلى الرغم من كثرة التقارير التي تؤكد بحث الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك تشيلسي عن مدرب جديد في أعقاب خروج الفريق من سباق المنافسة على اللقب الأوروبي، إلا أن فوز الفريق على المان يونايتد واستعادة الأمل في لقب البريميرليج سيعزز كثيراً من حظوظ “كارليتو” في البقاء مع الفريق. والمواجهة ثأرية لنجوم “البلوز”، وجهازهم الفني بعد أن تجرعوا مرارة الهزيمة ذهاباً وإياباً على يد اليونايتد على المسرح الأوروبي، وجاء خروج الفريق اللندني من المنافسة على اللقب الأوروبي، ليدفع مالك النادي في إعادة حساباته بشأن المستقبل، حيث لايزال حلم معانقة دوري الأبطال هو المحرك الأول لقرارات وسياسيات إبراموفيتش داخل النادي اللندني، فقد سبق له إقالة مورينيو الذي صنع ربيع بطولات الفريق، ولكن فشله في الفوز بدوري الأبطال لم يشفع له. كما أن مواجهة اليوم ستكون مصيرية في مسيرة عدد من أبرز نجوم الحرس القديم في صفوف البلوز، وعلى رأس هؤلاء النجوم دروجبا، وأنيلكا، وإيسيان وغيرهم من اللاعبين، فسواء شارك هؤلاء النجوم في المباراة أم لا، فإن نتيجتها سوف تحدد مستقبل علاقتهم بالنادي. وتشير التقارير إلى أن مالك النادي يرغب في إبرام المزيد من التعاقدات، بعد أن نجح خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية في الحصول على خدمات دافيد لويز، والمهاجم الإسباني فرناندو توريس، والأخير يرغب بقوة في صنع الفارق وإثبات أحقيته في انتزاع لقب الصفقة الأغلى في تاريخ الدوري الإنجليزي. على الجانب الآخر، يحلم أليكس فيرجسون بقيادة الشياطين الحمر إلى اللقب الـ 19 لبطولة الدوري الإنجليزي، لكي ينفرد بالرقم القياسي لأكثر الأندية الانجليزية تتويجاً باللقب، ويتمكن من فض الاشتباك الحالي مع ليفربول، كما يعول الملايين من عشاق الفريق الأحمر على نجوم الفريق في مباراة اليوم لتحقيق الفوز وحسم المنافسة على لقب الدوري من أجل التفرغ بمعنويات عالية لأهم مباريات الموسم، بل هي واحدة من أهم المواجهات في تاريخ الفريق الإنجليزي، والتي تجمعه مع برشلونة في نهائي دوري الأبطال في 28 مايو الجاري بملعب ويمبلي الشهير. من جانبه، قال كارلو أنشيلوتي قبل ساعات من المواجهة المصيرية، إنه لن يكون الجنون أن تفكر إدارة تشيلسي في إقالته، لأن تغيير الجهاز الفني في أي وقت يظل حقاً أصيلاً لإدارة أي ناد، وفي تصريحاته التي نقلتها صحيفة “الصن” قال المدرب الإيطالي: “ليس من الجنون أن يفكر النادي في التغيير، قلت مراراً وتكراراً لا توجد لدي مشكلة، فقد قدمت أفضل ما لدي، والقرار في نهاية المطاف بيد النادي، ولهم الحق في الحكم على عملي، ومن ناحيتي أرغب في البقاء لأطول فترة ممكنة مع تشيلسي، ولكن كما قلت القرار ليس بيدي، ولكنني على أي حال أشعر بهدوء تام وليس لدي قلق جراء هذا الأمر. قال أليكس فيرجسون إنه يثق في قدرة مان يونايتد على مواصلة التألق على ملعبه، حيث يملك الفريق على حد تعبيره السجل الأفضل على المستوى الأوروبي بالنظر إلى النتائج التي حققها على ملعبه بأولد ترافورد، كما شدد على أن الفوز في مواجهة اليوم يحسم المنافسة لصالحه ويمنحه اللقب التاسع عشر للدوري الإنجليزي، وأضاف فيرجسون: “سجلنا على ملعبنا ربما يكون هو الأفضل على المستوى الأوروبي خلال الموسم الحالي، فقد حققنا الفوز في غالبية كاسحة من المباريات التي خضناها على ملعبنا، بل وقدمنا مستويات مبهرة بين جماهيرنا في مختلف البطولات، والفوز على تشيلسي يحسم المنافسة على لقب الدوري، فلا مجال لخسارة المزيد من النقاط”. وأكمل فيرجسون: “تسببت الهزيمة على يد أرسنال في جعل مباراتنا أمام تشيلسي مصيرية، ونظراً لأهمية المباراة قررت عدم الدفع ببعض اللاعبين خلال مباراتنا مع شالكه في دوري الأبطال من أجل الحصول على قسط وافر من الراحة، وأنا على ثقة من عودتهم بصورة مؤثرة في مباراتنا أمام تشيلسي”. يذكر أن فيرجسون بات على أعتاب الفوز باللقب الثاني عشر لبطولة الدوري مع يونايتد، وسبق له الفوز مع “الشياطين الحمر” بـ 35 بطولة متنوعة قارياً، ومحلياً منذ جلوسه على مقعد الإدارة الفنية للفريق 1986، وفي حال نجح في الفوز بالثنائية التاريخية للموسم الحالي “الدوري ودوري الأبطال” فسوف يصل بعدد بطولاته إلى 37 بطولة.