السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوكليزو: المتوَّج الفرنسيّ الرابع عشر···

لوكليزو: المتوَّج الفرنسيّ الرابع عشر···
23 أكتوبر 2008 00:43
أجل، إنّ جان - ماري ؟وستاف لُكْليزيو المولود بمدينة نيس الفرنسيّة، من أبٍ بريطانيّ وأمّ فرنسيّة، هو الأديب الفرنسيُّ الرابعَ عشرَ المتوَّجُ بجائزة نوبل للآداب لسنة ،2008 وهي الجائزة التي افتُتِحتْ بمنْحها لأوّل كاتب فرنسيّ سنة 1901 من حيث لم ينل الأدب العربيّ إلاّ تتويجاً واحداً، وما كاد، كان مجسَّداً في نجيب محفوظ سنة ،1988 وهو الذي أنقذ شرَف الأدب العربيّ فأصبح مصنَّفاً في الآداب الإنسانيّة على الرغم من أنّ كثيراً من الأعمال الأدبيّة العربيّة هي ضمن الأدب الإنسانيّ الخالد، وترجمت إلى لغات أجنبيّة كثيرة··· فهل الأدب العربيّ المعاصر أدب متخلّف حقّاً عن الأدب الفرنسيّ، مثلاً، إذْ لم يستحقّ إلاّ جائزة واحدة، أو قل: وحيدة، طَوال قرنٍ وثمانية أعوام؟ أو أنّ القائمين على منْح هذه الجائزةِ في الأكاديميّة السويديّة لا يُقِرّون لأدبنا بالتفوّق والشموخ نحو المستوى الإبداعيّ الإنسانيّ الخالد، فيلتمسُوا كلّ المبرّرات والتَّعلاّت لإبعاد الأدباء العرب من نيْل هذه الجائزة، والتركيز على الأوربيّين والأميركيّين أساساً؟ وقبل أن أقدّم، هذا الأديب الفرنسيّ المتوّج بنوبل لهذا الموسم، أدعو، بحُرقة وإلحاح، إلى مراجعة أنفسنا، وإلى ضرورة إعادة النظر في مناهجنا التعليميّة العقيمة التي هي المجال الأوّل لرسْم العبقريّات الإبداعيّة والتبشير بها، وإلى وجوب الْتماس الحريّة الكافية للكاتب العربيّ، بحيث لا نضع أمامه الخطوط الحمراءَ، بل نتركه هو الذي يحدّد تلك الخطوط بمحض إرادته، وبحسّه الالتزاميّ، إذ لا يمكن الْتماسُ الإبداع العظيم في مجتمعات تنعدم فيها حريّة التفكير والإبداع··· هذا، وجان - ماري ؟وستاف لُكْليزْيُو مولود بنيس سنة ،1940 وظهرت له أوّل رواية في سنّ الثالثة والعشرين بعنوان: ''الْمَحضر'' (Le Procès Verbal)، ثمّ تعاقبت أعماله الروائيّة عبر السنين إلى أن بلغت قريباً من خمسين روايةً (ونلاحظ أنّ الروائيّين العرب مُقِلّون، بحيث إنّ أكثرهم نتاجاً وهو نجيب محفوظ لم يكد يجاوز ثلاثين نصّاً روائيّاً، في حين أنّ معظمهم لا يجاوز كتابةَ عشرِ روايات: في المشرق والمغرب)· وقد توزّعتْ موضوعات الكتابات الروائيّة لدى لكليزيو على قضايا اجتماعيّة وتاريخيّة ووجوديّة مختلفة، ومن أشهرها وأهمّها: ''الحمّى''، و''المغامرةُ هي أن تحيا''، و''الباحث عن الذهب''··· في حين أن روايتَيْهِ: ''الحرب''، و''العماليق'' تعالجان الثورةَ على المجتمع التكنوقراطيّ، وأنّ روايتيْه الأخرييْن ''حيّ'' (Haï)، و''نبوّات شِلاَم بَالاَم'' تبشّران بما يضادّ الحضارة الغربيّة، وتسْخَران من قِيَمِها· وفي ضوء ملامح شخصيّته الأولى اليائسةِ الكينونةِ، فإنّ شخصيّاته الروائيّة الأخرى مسكونةٌ بالوسواس المفضي إلى الخوف من الموت، وهو الوسواس الذي يحملها على التشرّد والتسكّع في معظم أطوار مثولها· وتتميّز الأعمال الروائيّة لدى جان-ماري ؟وستاف لُكْليزْيُو، حسب الكتابات النقديّة الفرنسيّة، بالطّابَع الشخصيّ المتفرّد جدّاً، أي بدقّة التفاصيل الوصفيّة والتحوّلات الرُّؤْيَويّة من وجهة، وبالإيغال والغموض من وجهة أخرى
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©