الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع عالمي غير مسبوق يرسخ مكانة العاصمة على خريطة الثقافة العالمية

مشروع عالمي غير مسبوق يرسخ مكانة العاصمة على خريطة الثقافة العالمية
23 أكتوبر 2008 00:50
''الموسيقى فن يشعل النار في قلب الرجل ويجلب الدمع في عين المرأة''·· هذا ما قاله ''بيتهوفن'' أحد عباقرة الموسيقى الكلاسيكية عن فن الموسيقى· وهو قول إن صدق فإن عشاق الموسيقى في العالم ينتظرهم حدث عظيم يخاطب مشاعرهم ويفجر أحاسيسهم· فبعد أيام ترتدي أبوظبي أبهى حللها الثقافية وتتزين بأثمن جواهرها الفنية لتحتفي ببرنامج حضاري غير مسبوق محوره الموسيقى الكلاسيكية· حيث ينطلق في الرابع والعشرين من أكتوبر الجاري مشروع ''موسيقى أبوظبي الكلاسيكية'' الذي يستمر حتى السابع من مايو عام 2009 والذي يسعى إلى مواصلة التحاور مع الثقافات والتفاعل مع الإبداعات· وهو مشروع أطلقته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ويسهر على رعايته كوكبة من رجال الثقافة والتراث في أبوظبي· غادة سليم المايسترو الذي يضبط إيقاع الفعالية فهو ''تيل جانكزوكوفيتش'' المدير الفني والتنفيذي لمشروع موسيقى أبوظبي الكلاسيكية والرجل الذي قاده إيمانه بمكانة أبوظبي الثقافية إلى السعي حثيثا لأن يكون له نصيب فاعل في مشروعها الحضاري الكبير· وفي ذلك يقول ''جانكزوكوفيتش'': عندما رأيت ما تشهده أبوظبي من نهضة حضارية قدمت من برلين إلى أبوظبي وكلي عزم أن أكون في قلب الحدث· فحملت أفكاري ونقلتها إلى سمو الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والتي أولاها كل رعاية واهتمام· وسرني ما رأيته من عزم على الارتقاء بالمستوى الفني''· ويضيف: ''كل إنسان لديه رؤى لكنها غالبا ما تذبل وتنطفئ دونما شريك يكملها ويعينه على تذليل الصعاب أمام تنفيذها، فإذا بأبوظبي تحيل الأفكار إلى حقائق والأحلام إلى فعاليات''· ويرى ''جانكزوكوفيتش'' أن هذا الحدث الهام هو خطوة واسعة في مسيرة أبوظبي لتعزيز مكانتها على خريطة الثقافة العالمية، وبأنه شهادة اعتراف رسمية بأن هذه المدينة الغنية بتراثها وحضارتها قادرة على أن تكون منارة ثقافية تضيء مسرى الحضارات الإنسانية· سحر المكان واللحن ويهدف المشروع الذي ستقام عروضه الفنية بين قصر الإمارات وقلعة الجاهلي في أبوظبي والعين إلى بناء جسور بين الفنانيين والمجتمع المحلي والارتقاء بأذواق الشعوب وهو ما يؤكد ''جانكزوكوفيتش'' أنها غاية نبيلة وهدف سامي· ويقول: ''لا يمكنك أن تجبر شخصا على التوجه لحضور حفل موسيقى كلاسيكية· لكن يمكنك أن تقدم له الموسيقى الكلاسيكية في قالب ممتع وشيق تجعله يتذوقها ويستمتع بها· فالتجربة العالمية تعكس مدى أثر الموسيقى على سعادة الإنسان في حياته اليومية· وغايتنا هي خلق اهتمامات لدى الأجيال الجديدة وفتح أعينهم على آفاق واسعة من الفنون الراقية· والإمارات جاهزة لذلك فهناك مبادرات ناجحة سبقت هذه المبادرة وقدمت الموسيقى الكلاسيكية لعشاقها في المنطقة''· وعن ''موسيقى أبوظبي الكلاسيكية'' يقول ''جانكزوكوفيتش'': ''إن البرنامج يستقطب أهم الموسيقيين العالميين الذين لم يحرصوا فقط على المشاركة في هذا الحدث الفني بل تباروا من أجل تقديم إبداعاتهم الفنية أمام جمهور أبوظبي· من بينهم ''روبي لاكاتوس'' ملك الكمان الغجري من هنجاريا، و'' تيل برونر'' أحد ألمع عازفي الترامبيت في العالم و''أركادي فولودوس'' عازف البيانو الروسي الشهير، و''عبد الله إبراهيم'' أسطورة الجاز الجنوب أفريقي، و''ماكسيم شوستاكوفيتش'' قائد أوركسترا فيلهارمونيكا اللندنية، و''بافل غليوف'' عازف البيانو الروسي المعروف، إضافة إلى الفنان الاستثنائي والمغني الأوبرالي ''بوبي ماكفيرن''، وأسطورة الأوركسترا الفينيسية ''تياترو لا فينيس''، وعازفة البيانو الصينية ''لانج لانج''، و''زوبين ميهاتا'' أحد أشهر قائدي الفرق الموسيقية في عصرنا الحالي والحائز على قائمة استثنائية من الجوائز والأوسمة من فلورنسا وفيينا· ويشير '' جانكزوكوفيتش'' إلى أن هؤلاء الفنانين يجدون في العزف والغناء أمام جمهور جديد متعة كبيرة ومغامرة مثيرة· خاصة وأن معظم هذه الفرق نادرا ما تقيم حفلات خارج حدود بلادها· فليس من المعتاد أن يقوم أوركسرا مهرجان ''بايروث'' بتقديم فعالياته خارج ''بايروث'' لكونه أهم حدث أوبرالي في العالم· وكذلك أكاديمية أوركسترا سبيلوس في هلسنكي وأوركسترا فيلهارمونيكي بفيينا ونظيرتها اللندنية· ويقول ''جانكزوكوفيتش'' أن كل هذه الأسماء هي قامات عالية في عالم الموسيقى الكلاسيكية سعت للمشاركة في هذا الحدث إيمانا منها بأنه سيجذب جمهور راق يتذوق الفن ويستعذب الثقافة من مختلف أنحاء المنطقة، وسيجعل أبوظبي قبلة يفد إليها آلاف السياح لقضاء أوقات ساحرة مع الموسيقى العالمية وبأن هذا المشروع الثقافي سيصبح حدثا ثقافيا ضخما وغاية قصوى لكبار الموسيقيين العالميين· من المدرسة للجامعة ويؤكد ''جانكزوكوفيتش'' على أن مشروع ''موسيقى أبوظبي الكلاسيكية'' لن يقتصر على إقامة الحفلات الموسيقية فحسب بل يضم برنامجا ثريا يمتد على مدى سبعة أشهر ستقام خلاله محاضرات أكاديمية وتعليمية تقدم في مدارس أبوظبي وورش عمل تقام في المعاهد والجامعات· إذ كان مزج الجانب التربوي والتعليمي بالجانب الترفيهي الثقافي أحد أهم أولويات هيئة الثقافة والتراث بأبوظبي· فيحرص البرنامج على تدريب الطلاب على الأعمال السمفونية في أكاديمية أبوظبي للموسيقى إضافة إلى تقديم فعاليات يكون أبطالها طلبة مدارس أبوظبي الذين سيشكلون نواة لأوركسترا موسيقية· كما أن أحد أهم جوانب المشروع إنشاء مسارح مدرسية لتدريب الطلاب على الموسيقى السمفونية وإنشاء أكاديمية أبوظبي للموسيقى من الطلبة الموهوبين عشاق الموسيقى· ويضيف ''جانكزوكوفيتش'' أنه من أجل جذب الصغار حرصنا على أن تكون الموسيقى الكلاسيكية المألوفة حاضرة في الفعاليات· فستقدم الفرق العالمية موسيقى والت ديزني في حفل خاص للأطفال على المسرح الوطني· إضافة إلى أمسية عائلية ستعرض فيها سيمفونية ثلاثية ''سيد الخواتم'' بحضور مؤلفها ''هاوارد شور'' الحائز على جائزة الأوسكار عن أفضل عمل موسيقي لا ينسى· ويرى ''تيل جانكزوكوفيتش'' أن رحلة الموسيقى العالمية ستدشن مرحلة جديدة في مدارس أبوظبي وستخلق جيلا ذواقا لكل ما هو مبدع وساحر· أما أبلغ ما يقوله ''تيل جانكزوكوفيتش'' حول مشروع ''موسيقى أبوظبي الكلاسيكية'' فهو ذلك الصمت الذي يلوذ به عندما يسأل عن حجم التكلفة المادية لاستقطاب هذا الحشد الهائل من الفرق الموسيقية العالمية، وهذا العدد الكبير من الفنانين والموسيقيين المميزين· وعندما يخرج من صمته يستعين بعالم الحروف على عالم الأرقام فيؤكد أن ما تفعله الموسيقى من تأثير ساحر على البشر هو شيء لا يقدر بثمن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©