«التعليم العالي» تُنظّم لقاءً إرشادياً للطلبة المبتعثين للدراسة في أستراليا

نظَّمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أمس لقاءً إرشادياً للطلبة المبتعثين للدراسة في أستراليا وعددهم 150 طالباً وطالبة ممن اجتازوا معايير القبول في البعثات الدراسية التي توفدها الوزارة إلى الجامعات ومراكز البحوث الأسترالية المعتمدة. وتضمن اللقاء عدداً من المحاور الأكاديمية والثقافية والاجتماعية التي تستهدف تأكيد دور طلبة البعثات في فتح آفاق جديدة في العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وأستراليا، وتعزيز هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. شهد اللقاء الدكتور سعيد حمد الحساني مدير عام الوزارة، وعدد من المرشدين الأكاديميين في الملحقية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة في أستراليا، وكذلك الطلبة وأولياء أمورهم. وأكد د. الحساني لـ”الاتحاد” أنّ البعثات الدراسية تعتبر إحدى الركائز القوية التي تقوم عليها فلسفة التواصل الحضاري بين الإمارات العربية المتحدة ومختلف شعوب العالم، إذ يعتبر طالب البعثة “سفيراً” لقيم وتقاليد مجتمع الإمارات، وهو معني بتمثيل هذه القيم بصورة متميزة تدعو الآخرين لاحترام مجتمعنا، وفي الوقت نفسه ترسم صورة صادقة حول مجتمع الإمارات الذي عُرف عنه التسامح والتنوع من خلال ما يضمه من جنسيات مختلفة تعمل على أرضه وتعيش كلها في انسجام وتناغم وفقاً لدور كل منهم في التنمية. وأشار إلى أن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي يوجه العاملين بالوزارة دائماً بضرورة حُسن إعداد وتأهيل طلبة البعثات الخارجية، بحيث يقدم كل منهم نموذجاً أصيلاً حول التطور الحضاري الذي تشهده الدولة في مختلف المجالات، ومن هنا جاءت المعايير التي تحدد آلية اختيار طلبة البعثات. ويأتي في مقدمة هذه المعايير التميز الأكاديمي والخلقي للطالب، وألا يقل معدل النجاح للطالب في “الثانوية” عن 90 في المئة، وأن يكون حاصلاً على درجة لا تقل 150 في امتحان “سيبا” اللغة الإنجليزية والرياضيات. وهُناك تخصصات محددة يتم ابتعاث الطلبة إليها في مقدمتها العلوم الطبية، الوراثة وعلم الجينات، العلوم الهندسية، وعلوم البيئة والفلك، والعلوم بصورة عامة، بالإضافة إلى تخصصات نوعية أخرى في أمن شبكات الكمبيوتر، وقواعد البيانات، والبرمجة، وإدارة المستشفيات، والمطارات، والفنادق، والمشاريع السياحية، والعلوم الجنائية والأمنية، وحل المنازعات وغيرها من الدراسات الدولية والدبلوماسية. اهتمام بالمبتعثين وحول دور ومهام الملحقيات والمكاتب الثقافية التابعة للوزارة خارج الدولة، أكد الحساني وجود اهتمام كبير بالمبتعثين، حيث تتولى الملحقيات عدداًَ من هذه المهام أبرزها: محاولة توفير قبول لدراسة اللغة أو لاستكمال الدراسة الجامعية والعليا للمبتعث في إحدى المؤسسات التعليمية المتميزة والمعتمدة لدينا إذا طلب منها ذلك وبالتنسيق مع المبتعث باستثناء القبول الأكاديمي لطلبة الدراسات العليا. وتشترط معظم المؤسسات التعليمية بالخارج أن يتولى المبتعث بنفسه التواصل معهم شخصياً للحصول على القبول المطلوب، وترتيب استقبال المبتعثين الجدد والحجز الفندقي لهم في بلد الدراسة إذا طلب منهم ذلك، واستكمال ملف المبتعث ليتضمن جميع بياناته الشخصية والأكاديمية والمالية، وصرف مخصصات بدل الاستعدادات للسفر واللوازم الدراسية في بداية كل عام دراسي، بالإضافة إلى صرف الرواتب الشهرية لمن يستحقون ذلك بعد تزويدهم بأرقام الحسابات البنكية من قبل المبتعث. كما يتم إصدار بطاقة الضمان الصحي، والتواصل المباشر مع المؤسسات التعليمية الملتحق بها المبتعثون لتسديد الرسوم الدراسية المطلوبة والمتابعة الأكاديمية عليهم وتسلم وإرسال التقارير الدراسية الخاصة بهم إلى الوزارة، وذلك بعد حصولهم على تخويل خطي من المبتعث يمكنهم من تنفيذ ما سبق، ومواجهة المشكلات التي تواجه المبتعث والعمل على وضع الحلول المناسبة لها بالتنسيق مع إدارة البعثات والعلاقات الثقافية الخارجية، ومساعدة الخريجين في التصديق على شهادات التخرج قبل عودتهم إلى الدولة. جامعات معتمدة وقال عادل إبراهيم المرشد الأكاديمي بالملحقية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة في أستراليا، تتميز أستراليا بنظام تعليمي متطور تعتبر معدلات الالتحاق به من أعلى المعدلات في العالم. وتستقبل أستراليا سنوياً أعداداً كبيرة من الطلبة لدراسة اللغة الإنجليزية وللانتظام في الكليات والجامعات، وهناك 700 طالب وطالبة ابتعثتهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للدراسة الجامعية، وتم تحديد 8 لإلحاقهم بها. وأوضح أن قطاع التعليم العالي في أستراليا يأتي في المرتبة الثانية بعد قطاع تصدير الخدمات، وتبلغ مساهمته في الاقتصاد الأسترالي نحو 11.7 مليار دولار، وفقاً لإحصاءات عامي 2006 - 2007، وتعتبر أستراليا حائزة المرتبة الثالثة عالمياً من حيث إقبال الطلبة على دراسة اللغة الإنجليزية بها. وفي عام 1997، بلغ عدد الطلاب الملتحقين بالمؤسسات التعليمية الأسترالية حوالي 455 ألف طالب وطالبة يمثلون أكثر من 190 دولة بينهم 5 آلاف طالب وطالبة يدرسون وفقاً لنظام المنح الدراسية المقدم من الحكومة الأسترالية. كما تطرق المشاركون في اللقاء إلى الأبعاد الثقافية الذي تميز المجتمع الأسترالي، والذي يشتهر بتنوعه العرقي ولغاته وخلفياته الدينية المختلفة، مؤكدين ضرورة احترام حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، واحترام الفروقات الفردية، وكذلك الاعتراف بالتنوع الثقافي والتعامل معه دون تمييز، بالإضافة إلى تعريف الطلبة المستجدين بالبعثات الدراسية بعدد من القيم والعادات والتقاليد في أستراليا باعتبارها مجتمعاً ديمقراطياً متعدد الثقافات ويتميز بوجود قوى عاملة على مستوى عال من المهارة واقتصاد قوي ذي قدرة تنافسية.