الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل السعادة الحقيقية في فترة الخطوبة أم بعد الزواج؟

هل السعادة الحقيقية في فترة الخطوبة أم بعد الزواج؟
18 مايو 2014 20:00
ليس هناك أجمل من استحضار الماضي، ونبش الذاكرة للحديث عن أجمل اللحظات التي عاشها البعض في فترة الخطوبة، أو بعد الزواج على اعتبار أن هاتين المرحلتين تشكلان جزءاً رئيسياً في حياة الناس، وتضعهم أمام خلاصة التجربة مع رحلة السعادة ومدى تحققها سواء في اللحظات التي بدأ فيها الرجل أو المرأة بالتعرف على شريك الحياة أو حين تقام الحياة الزوجية وتتوالى المسؤوليات والأعباء، فأي المرحلتين كان أسعد، وأيهما أحب إلى النفس وأقرب إلى البوح واسترجاع تلك المواقف الحميمية التي رسمت البسمة على الشفاه، وحركت بواعث الأمل في النفس، لتظل تحمل زمنها داخل جدران القلوب مهما جرت الأيام والسنون. أشرف جمعة (أبوظبي) لكل منا رؤيته للسعادة الحقيقية سواء قبل الزواج حيث فترة الخطوبة بكل ما تشهده من زخم، ومحاولة للتعرف على الآخر بشفافية وود، أو بعده، فهناك من يرى فترة الخطوبة هي أنضر ما في الوجود، وأحلى ما تحتفظ به الذاكرة من مواقف وقصص طريفة، وهناك من يؤكد أنه وجد السعادة بكل معانيها حين عبر إلى بوابة الحياة الأسرية حيث الزوجة الرفيقة والأنيسة التي وهبته الأطفال وشاركته معركة الحياة بكل ما فيها من فرح وألم وعقبات، ولحظات جميلة، وعلى الرغم من تفاوت الآراء إلا أن الحديث عن السعادة ومواطن وجودها ذو شجون، يستدعي من الذاكرة أجمل اللحظات وأعزها على القلب. انطباعات جيدة حول أي المرحلتين أسعد في حياة الناس، يقول استشاري ورئيس قسم الطب النفسي بمستشفى مدينة خليفة الطبية الدكتور أحمد الألمعي: تتحكم الجوانب النفسية والاجتماعية والأسرية والاقتصادية للفرد في تحديد مستوى السعادة التي من الممكن أن يصل إليها، وفي مرحلة الخطوبة يشعر كل طرف بسعادة بالغة، لأنه تعرف على شخص يأمل بأن يودعه خلاصة آماله وحياته، ومن ثم يشاركه في كل شيء لذا فإن هذه المرحلة تترك دائما انطباعات جيدة لدى الفرد حتى بعد الزواج ويظل يتذكرها بين الحين والآخر أملاً في أن يدخل على نفسه البهجة، لكن عندما تذهب حلاوة هذه الرحلة القصيرة التي عرفت كلاً من طرفي هذه العلاقة على بعضهما بعضاً وتبدأ مرحلة الزواج، يتوهم بعض الناس أنهم افتقدوا لذة الحياة وجمالها، بخاصة حين يواجهون المتاعب الجمة، والصعاب التي تحتاج إلى صبر وقوة وتحمل. ويتابع الألمعي: بعض الناس تتوهم أن مرحلة الخطبة الأفضل من جميع الجوانب والأكثر سعادة وهذا يحدث نتيجة لشعور الكثير من المقبلين على هذه المرحلة بأنهم يؤدون واجباً حياتياً وأنهم يحاولون أن يكملوا نصف دينهم المشروع بغض النظر عن التفكير في أهمية الزواج وما يتبعه من استقرار نفسي وصحي وإنساني يرفع من قيمة الفرد، ويرتقي بنفسه، ويجعله يكمل سنة كونية تتمثل في الإنجاب والمرور بتجربة فريدة تتمحور في أن يكون للفرد أسرة كاملة، يكون مسؤولاً عنها، ويقدم لها أوجه الرعاية كافة، وهذا في حد ذاته كفيل بأن يحقق نوعاً من السعادة الظاهرة والخفية. حالة مختلفة يعود طلال المنصوري بالذاكرة إلى الوراء قرابة عشرين عاماً حيث بداية تعرفه إلى زوجته وأم أولاده الأربعة، ويورد أنه في هذه المرحلة كان في حالة مختلفة تماماً عن التي يعيشها في الوقت الحالي مع زوجته إذ إنه أراد أن يتقرب إليها ويتعرف على شخصيتها مما جعل حياته آنذاك لها مذاق آخر فتسربت السعادة إلى كل خلاياه على حد قوله. ويلفت إلى أنه كان يتحدث إليها في الهاتف طويلاً في كل يوم وكلما سنحت له الفرصة بزيارتها في بيت أبيها أو خرج معها بقصد التنزه شعر بأنه في حالة مفرطة من السعادة، ويؤكد أنه في كثير من الأحيان يذكرها بتلك الأيام الخوالي التي تحمل دائما إليهما الدهشة وتجعلهما يرقدان في آخر الليل على أمل أن يلتقى كلاً منهما الآخر في صباح اليوم التالي، ويشير المنصوري إلى أنه لم يفقد السعادة بعد الزواج لكنه يدرك تماماً أن فترة الخطوبة هي الأجمل في حياته والأحلى على الإطلاق. لون الفرح ولا يخفي ماجد الرشيد، أنه لم تكن لديه تجارب سابقة حين تعرف إلى شريكة حياته منذ عشر سنوات، فارتبط بها في مرحلة الخطوبة، وأحبها في تلك الفترة. ويبين أنه شعر بالسعادة الحقيقية بعد الزواج، حين وجد من يقف إلى جانبه في المواقف الصعبة، ومن يشد من أزره كلما تعرض للإحباط، ومن يواسيه في الملمات، ويرى أن العلاقة الزوجية الرشيدة تجعل الرجل والمرأة في حالة من السعادة بكل ما تحمل من معاني، حيث يكون كل طرف قد أذاب في الآخر وقرأ صفحاته الخبيئة والظاهرة بكل دقة، ويؤكد أن الزواج الناجح يقابله استقرار نفسي مما يمنح الحياة شكلاً آخر، ويجعل الوجود له نكهته المتغيرة، فهو يؤمن بأنه لم يكن يجد السعادة بمعناها الواسع إلا بعد أن استقر به المقام مع زوجته في بيت الزوجية الذي لون حياته بالفرح. ذكريات سعيدة ولا تنكر هناء الرميثي أنها لم تعرف طعم السعادة إلا في مرحلة الخطوبة، حيث الكلام المعسول الذي كان يملأ به خطيبها أذنيها منذ خمس سنوات، وتذكر أن فترة الخطوبة استمرت ثلاث سنوات، وهو ما مهد إلى إقامة علاقة ودودة في أغلبها، وعلى الرغم من ذلك لم تكن تخلو من المشكلات لكن حتى تلك المتاعب التي كانت تحدث نتيجة لبعض المشاحنات تعدها من الذكريات السعيدة، وتلفت إلى طول فترة الخطوبة كان له آثار نفسية إيجابية على حياتها حيث انتظرها خطيبها في ذاك الوقت حتى انتهت من دراستها الجامعية، وفور حصولها على الشهادة العليا تم الزواج وبدأت حياة جديدة لم تكن تتخيلها، وتشير إلى أن الحياة الزوجية بكل متاعبها وأدوارها المختلفة أفقدتها السعادة، وأدخلتها في دائرة المهام الصعبة، حيث دورة العمل التي لا تنتهي ومن ثم العودة إلى البيت لتطهو الطعام، وتقدمه لأسرتها الصغيرة، فضلاً عن رعايتها لطفلتين وهو ما جعلها تشعر بأنها تسير في دائرة مغلقة كلما حاولت الخروج وجدت من يدفعها دفعاً إليها مرة أخرى. الخيط الأول يعد صلاح العناوي مرحلة الزواج هي الأهم، لكنه لا ينكر أن فترة الخطوبة لها سحرها الخاص، وذكرياتها التي لا تخبو مع الأيام والسنين، ويلفت إلى أنه قبل الزواج لم تكن لديه خبرة بالحياة، ومجرياتها ولم تكن لديه أدنى مسؤولية تجاه غيره، إذ إنه كان كافل نفسه، ويحاول أن يعيش اللحظة فقط، ويشير إلى أنه بعد الزواج وجد السعادة تتمثل في أنه يذهب ليمارس عمله في الصباح، ثم يعود في المساء ليشارك زوجته في كل شيء، فأصبح يهتم بإنسان آخر يحاول تلبية احتياجاته، ومن ثم إدخال البهجة إلى نفسه قدر استطاعته، ويضيف: رغم قناعتي بأن السعادة بمعناها الحقيقي وجدتها بعد الزواج إلا أنني لا أنكر أن لمرحلة الخطوبة مميزات، حيث كانت هي الخيط الأول للسعادة، ومن ثم امتد إلى أن وصل إلى مداه حين تكونت معالم الأسرة وشعرت بالاستقرار من جميع الوجوه. ذرات الحب يقول رئيس شعبة الطب النفسي الاستشاري الدكتور أحمد الألمعي: في تقديري أن لكل مرحلة طعما خاصا، وأن السعادة الكاملة غير موجودة في الحياة لكونها نسبية، لكنها تتحقق بشكلها المتقارب بعد الزواج أكثر، لأنه من الطبيعي أن تنمو المشاعر الإيجابية وتتوالد في النفوس ذرات الحب التي تنعش الحياة وتمنحها بريقاً آخر، خاصة في حال التكافؤ بين الطرفين ومن ثم العيش في رحاب تجربة جديدة ومختلفة تماماً عما سبق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©