أعداء النجاح

يتحقق النجاح بالانتصار على الذات ويتطلب صعود سلم النجاح، تخطي آلاف الأميال من العقبات والنكبات، الغريب ليس في الجهد المبذول للتغلب على العقبات والنكبات وربما الانكسارات التي قد تعترض طريق النجاح ،إنما الغريب هم ''أعداء النجاح '' الذين يتنافسون في إلقاء الأشواك في طريق الناجحين ، وترويج الشائعات اللاذعة، والبحث عن العيوب، وبث أقاويل تهوي من أثرها النفوس المطمئنة، فما أكثر المتصيدين للأخطاء والباحثين عن المتاعب والصيادين في المياه العكرة؟ وما أكثر المنتظرين على بوابة الفشل أو السقوط ليبدأ موشّح التشمّت وإفشاء الغليل، وكأن هذا النجاح وقف حائلاً أمام نجاحاتهم· بل على العكس تجد أعداء النجاح من المتقاعسين الذين لا يبذلون جهدا يذكر ، لينالوا شرف المحاولة · لِمَ أصبحت النفس البشرية أمارة بالسوء أكثر مما تأمر بالخير؟ لِمَ أصبح صديق الأمس عدو اليوم، فيسخر من نجاح أخيه وصديقه بانتظار سقوطه ليدوس عليه بدلا من رفعه وضمّه ومواساته؟· هناك مثل شائع يقول:( لا تُرمى إلا الشجرة المثمرة)، وإذا ما تمعّن الساخرون هذا المثل أدركوا عن قرب أن سخريتهم ما هي تأكيد لهذا النجاح الذي يسخرون منه، ولا يزيد الناجحون إلا قوة وصلابة· ولدينا مثل شعبي دارج يقول:( الشمس ما يغطيها المنخل)، بمعنى مهما تم حجب الشمس فإنها ساطعة تغزل أشعتها في نفوس أصحاب النجاح والأمل، لأنهم لا يلتفتون للوراء أبداً ولا ينظرون إلى '' حزب أعداء النجاح'' وأقاويلهم ومحاولاتهم اليائسة للنيل من الناجحين، بل يزيدهم ذلك تمسكاً وإصراراً على مواصلة المسير والمضي قُدُماً نحو نجاح يتلوه آخر، ليثبتوا أنهم الأكثر أثراً في مجتمعهم ، ولتكثر الأقاويل وليكثر الساخرون، ففي النهاية فإن النار إن لم تجد ما تأكله أكلت نفسها، وهكذا هم· نوال سالم- الإمارات