الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تعزيز السلوكيات الإيجابية» للحد من مشاكل الطلاب في الحافلة المدرسية

«تعزيز السلوكيات الإيجابية» للحد من مشاكل الطلاب في الحافلة المدرسية
17 مايو 2014 20:05
الأمن والسلامة، علم يهتم بأمن وسلامة وصحة الإنسان من خلال تنفيذ مجموعة من الإجراءات والقواعد والمتطلبات التي تكون بمثابة وقاية، وتستند إلى توفير بيئة آمنة للإنسان قدر الإمكان، وخالية من مصادر الخطر، وأسباب وقوع الإصابة أو الحوادث، وتحافظ بشكل كبير على أمن وسلامة وصحة الإنسان في حال تطبيقه الإرشادات واتباع التعليمات والتقيد بها. من جانب آخر، هناك علاقة وثيقة بين المدرسة وبين الأمن والسلامة، حيث إن وجود إطار يمنح المدرسة مستوى معينا ومناسبا من الأمن والسلامة بمفهومها الخاص بما يوفر الحماية المطلوبة للطلاب، وتجنيبهم مسببات إصابتهم أو تعرضهم للخطر، والحد من المشاكل التي يمكن أن تقع سواء من الحوادث أو السلوكيات. من ثم يناط بالمدرسة وضع آلية عمل توضح متطلبات وإرشادات وتعليمات الأمن والسلامة لطلابها ويتم تطبيقها واتباعها من قبل الطلاب. خورشيد حرفوش (أبوظبي) ما من شك أن تطبيق مفهوم الأمن والسلامة المدرسية يحتاج إلى كثير من المبادرات والإجراءات، والقيام بعملية تثقيف للطلبة والطالبات عن مفهوم الأمن والسلامة المدرسية، والتعريف بها، وأهميتها، وطرق الوقاية والإجراءات والمتطلبات اللازمة، والقيام بتوجيه الآباء لنشر ثقافة الأمن والسلامة المدرسية بالتواصل مع المدرسة ومناقشتها مع أبنائهم، وحثهم على الالتزام بها. مبادرة من منطلق هذه الأهمية، والقناعة التامة بالمسؤولية المشتركة بين الإدارة المدرسية والهيئة التعليمية والأسرة، وتحقيق التواصل بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي لنشر ثقافة التوعية بالأمن والسلامة للطلاب، برزت واحدة من الفعاليات المتميزة في هذا الاتجاه، بما نظمته لجنة الأمن والسلامة بمدرسة المشرف الابتدائية «المدرسة الصينية» بمبادرة إيجابية وإشراف «هدى ربيع »، اختصاصية التربية الخاصة بالمدرسة، وتنظيم ورشة عمل لمشرفات الحافلات المدرسية حول معايير الانضباط والأمن والسلامة للطلاب، في إطار من نشر الوعي والحفاظ على سلامة الطلاب، ولاسيما أثناء ركوبهم الحافلة المدرسية. وتوضح «هدى ربيع» أبعاد تلك المبادرة، أنه من خلال تقديم بعض الأفكار البناءة لتحفيز الطلاب على الالتزام بقوانين ضبط السلوك في الحافلة من اللحظة الأولى لخروج الطلاب من البيت وحتى العودة مرة أخرى، وعرضت في خلال اللقاء ومضات لقراءة متعمقة لكتاب «الاضطرابات والمشكلات لدى الأطفال»، وهو أحد الكتب التي وفرها مركز مصادر التعلم بالمدرسة للاستفادة منه في تعزيز السلوكيات الإيجابية للطلاب. قيم تناولت هدى ربيع خلال اللقاء عرض ومناقشة خمس قيم، هي: النظام، وكيفية التقيد به داخل الحافلة المدرسية، من خلال لائحة التحفيز السلوكية، من خلال فكرة قدمتها بوضع لائحة لكل طالب تتناول أنواع السلوكيات المختلفة الواجبة الاتباع داخل الحافلة، ويدون نقطة لكل سلوك جيد يصدر عن الطالب، وفي نهاية الأسبوع تجمع نقاط الطالب الحاصل على أكبر عدد من النقاط، ويعين القائد الصغير لبقية طلاب الحافلة، ويسجل على مقعده القائد الأفضل. أما بالنسبة للسلوكيات السلبية، فيتم معالجتها من خلال التحدث بهدوء مع الطالب، وتوجيهه نحو الالتزام، وانتقاء بعض الأشياء التي يحبها، مثال عدم السماح له بالجلوس في المقعد الذي يرغب فيه، ويمكن لمشرفة الحافلة أيضا أن تحرص على جلوس الطلاب الأكثر حركة في المقاعد القريبة منها حتى يكونوا دائماً أمام عينيها، ويسهل مراقبة سلوكياتهم. وتشير ربيع إلى أن التعزيز الإيجابي من خلال الحوافز والمكافآت المعنوية لا المادية يكون له مردود طيب وأثر إيجابي في تعديل سلوكيات الطلاب. فالدراسات المتخصصة كافة تشير إلى أن العقاب الإيجابي «كحرمان الطالب من الأشياء المحببة لديه» تثير حماسته أكثر للتخلص من مثل هذه السلوكيات غير المحببة والبحث عن سلوكيات أكثر قبولاً من المحيطين بهم. من جانب آخر، اختتمت فعاليات ورشة العمل بتوزيع نماذج من جداول الانضباط السلوكي التي أعدت لهذا الغرض. تأثير «التعزيز الإيجابي» توضح هدى ربيع أن السلوك الإنساني بشكل عام عبارة عن مجموعة من الممارسات والعادات التي يتعلمها الفرد، ويتكسبها أثناء مراحل نموه المختلفة، وهو سلوك مكتسب وقابل للتعديل والتغيير بأساليب عديدة، منها أساليب التعزيز، أو التدعيم التي تعد من أهم مبادئ تعديل السلوك لأنه يعمل على تقوية النتائج المرغوبة، وزيادة احتمالات تكراره في المستقبل، وذلك بإضافة مثيرات إيجابية، أو إزالة مثيرات سلبية بعد حدوثه. كما لا تقتصر وظيفة التعزيز على زيادة احتمالات تكرار السلوك في المستقبل فقط، فهو ذو أثر إيجابي من الناحية النفسية أيضاً، وهناك أنواع للتعزيز، أو التدعيم منها «التعزيز الإيجابي»، ويحقق نجاحات ملموسة عند الصغار في المجتمع المدرسي، من خلال الشكر والثناء على الطالب، والإثابة، والمنحة والمكافأة. أما «التعزيز السلبي» فهو العمل على إزالة أي مثير بغيض، أو مؤلم ،أو غير مريح بعد حدوث السلوك المرغوب فيه مباشرة، كما يوجد التعزيز التفاضلي للسلوكيات الأخرى، مثل تجاهل الفرد عندما يصدر السلوك غير المرغوب فيه المراد كبحه، كما يتضمن في الوقت ذاته تعزيزه عند قيامه بأي سلوك آخر مقبول، أي تعزيز الفرد في حالة امتناعه عن القيام بسلوك غير مرغوب فيه، وتعزيز أيضاً عند انخفاض معدل حدوث سلوكه غير المرغوب به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©