تنفيذ مشروع تصميم الشوارع الحضري على كورنيش أبوظبي

طبق مجلس التخطيط العمراني دليل تصميم الشوارع الحضري في المنطقة المحاذية لكورنيش أبوظبي في حوض غرب 12 بين تقاطع A60 و B60. وتم تنفيذ المشروع الذي يمتد على مساحة تقدر بـ 12 ألف متر مربع وبطول نصف كيلو وبتكلفة إجمالية بلغت 8,2 مليون درهم، بالتعاون مع بلدية مدينة أبوظبي في الفترة من 12 يناير إلى 10 مايو الماضيين. وقال المهندس أحمد محفوظ رئيس قسم صيانة الطرق في بلدية أبوظبي انه تمت زيادة مساحة المواقف إلى طاقة استيعابية لأكثر من 410 مواقف بعدما كانت في السابق تستوعب 228 موقفا، وذلك من دون زيادة مساحات عن السابق. ذوو الإعاقات وحرص دليل تصميم الشوارع على تطوير ممرات ومعابر المشاة لمزيد من الأمان والراحة لتلائم ذوي الإعاقات للتنقل، وقامت البلدية بتركيب بلاط جديد على الأرصفة، بالإضافة إلى معابر أرصفة مرتفعة، وذلك لتخفيف سرعات المركبات العابرة في الموقف لمنح الأمان للمشاة والسيارات بحد ذاتها. كما تم تركيب بلاط اللمس على حافة منحنيات الرصيف لتنبه المعاقين بصرياً، وتم تثبيت الأعمال التجميلية الخضراء وتجهيزات الشوارع لتزيين الطريق. وأضاف المهندس محفوظ أنه تم إبقاء معظم الأشجار الكبيرة للحفاظ على المساحات الخضراء والطرق المظللة بالنسبة للمشاة وبعض طرق السيارات. تغيير سلوكيات من جانبه، قال المهندس إبراهيم الحمودي مدير مساعد أول لتخطيط النقل في مجلس التخطيط العمراني أن الشارع الجديد الذي تم تطبيق دليل تصميم الشوارع الحضرية عليه أثبت كفاءة في محاولة تغير بعض السلوكات والممارسات الخاطئة في صف السيارات وعدم الالتزام بالسرعات المقررة لذلك الطريق. وأكد أن الدليل تم مطابقته بأكثر من 40 دليلا لتصميم الشوارع الحضرية في المدن العـالميـة ليستطــيع الجــمع بين متـطلبات المجتمع والشوارع الحضرية التي يستخدمونها في حركتهم. وأشار إلى أن الـ 500 متر التي جرى عليها تصميم الوارد في الدليل والواقعة على كورنيش أبوظبي يعد الشارع الأول الذي طبق شروط ومواصفات الدليل. وقام مجلس التخطيط العمراني وبالتعاون مع الشركاء برصد الفرق بين الشارع الجديد والشوارع السابقة من حيث حركة السيارات وعدد المتاح للمشاة وسلاسة الحركة وعرقلة السير وكثافة عدد المستخدمين، حيث تبين أن الشارع الجديد الأكثر سهولة في الحركة والمستوعب لعدد أكبر من السيارات ويراعي ظروف الحياة في مدينة أبوظبي. ويحرص الدليل في التصميم على إيجاد حارة واحدة فقط في ممرات المواقف، وعدد من المطبات المرتفعة بعرض 2 متر كحد أدنى لإتاحة الفرصة للمشاة للعبور دون الحاجة إلى قطع الطريق. وأوضح أن الطريق الجديد يحرص على مراعاة ظروف ذوي الإعاقات، حيث أصبح المعاقون حركيا والمستخدمون لكراسي متحركة يستطيعون التحرك من مساكنهم إلى الشاطئ دون الحاجة إلى المساعدة. الطاقة الاستيعابية وأشار مدير مساعد أول التخطيط للنقل إلى أن الطاقة الاستيعابية للشوارع زادت بنسبة تصل إلى الضعف، حيث كانت تستوعب المواقف كحد أعلى 228 سيارة فقط بشكل غير ملتزم بقواعد السير والمرور وغير منتظم، بينما في الشارع الجديد تستوعب أكثر من 410 سيارات بشكل قانوني ومنتظم لجميع السيارات. وأشار الحمودي إلى أن عرض الحارة يصل إلى نحو 3 أمتار، بينما في السابق تصل إلى 3.65 متر للحارة، مما يتيح للبعض التوقف في وسط الطريق وإعاقة حركة السير على المركبات والمشاة. وأوضح الحمودي أنه تم استخدام بلاط على حافة الطرقات عند عبور المشاة تتيح للمعاقين بصريا معرفة الوقوف الإجباري للتأكد من خلو الشارع من السيارات، وذلك باستخدام حاسة اللمس في الإقدام والعصا التي تستخدم من قبلهم. كما ساهم تصميم الشوارع الحضري بتقليل المساحة في المنحنيات من 15 مترا إلى 7 أمتار، وذلك لإجبار السائقين القيادة بتأنٍ، ومنح المشاة فرصة أكبر للحركة، كما أن معظم الأرصفة المخصصة للمشاة لا تقل عن مترين، بحيث تستوعب أعداد أكبر من المشاة بطرق مظللة بالأشجار، بينما كانت في السابق لا تتجاوز الـ متر، حيث كانت أقل أماناً للسائقين والمشاة. وأشار المهندس إبراهيم الحمودي إلى أن الدليل يراعي نوع النشاط في الشارع، حيث تم تطبيقه على النشاط التجاري، كما تم حاليا عند مقر بنك الهلال، وتم تطبيقه بالنسبة للمناطق السكنية التي يتم فيها مراعاة المشاة بشكل أكبر. كما روعي عنصر الاستدامة في تصميم الشارع من خلال المساحات المزروعة التي تم استغلالها بشكل أكثر ملاءمة بدلاً من زراعة الأنواع التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، كما روعي استخدام الإنارة التي تتبع معايير وشروط الاستدامة. ويعتمد دليل تصميم الشوارع الحضرية على مبادئ التصميم الرئيسية، بما فيها تعزيز السلامة لكافة مستخدمي الشوارع، والتأكد من أن التصمــيم المـثالي للشوارع يبدأ بتلبيــة مـتطــلبـات المشــاة بـجانب النقل ويتكفــل بإرسـاء نقاط وصول شاملة ومتكاملة، ويعمـل على متطـلبـات الاستــدامة البيئية المتضمنـة في مبادرة (استدامة) التي أطـلقها مجلس التخطـيــط العمـراني في الفتــرة السابقة. ويشكل الدليل عنصراً مكملاً لعناصر البنية التحتية للنقل والمواصلات في أبوظبي، والتي تتميز بتعدد الخيارات والوسائل وفق خطة العاصمة 2030 التي ترمي إلى إرساء منهج يدعم المقومات جودة العيش في أبوظبي. ويحـرص الدليل على جعل إمارة أبوظبي نموذجا يحتذى به في انسيابية حركة الناس والمـركــبات وتنقلهم من خلال تعدد الخيارات المتاحة، والمرونة للوصول إلى الوجهة المقصودة، مع اختصار المدة الزمنية التي تستغرقها الحركة والتنقل داخــل المدينة، مما يعزز مدينة أبوظبي كمـدينة أكثر ملاءمة للعيش الكريم. الشوارع الحضرية ويهدف دليل تصميم الشوارع الحضرية إلى تقليل اعتماد الأفراد على المركبات الخاصة في التنقل، من خلال تصميم شبكة مواصلات العامة مثل القطارات والحافلات وخطوط الترام، مما يجعل كل ذلك مدينة أبوظبي أكثر ملاءمة للمشاة ومستخدمي الدراجات الهوائية، وجعل الشوارع في أبوظبي تتميز بتعدد خيارات الحركة والتنقل. ويولي دليل التصميم الحضري للشوارع أهمية خاصة لمخطط الشوارع من خلال منح المصممين الأدوات الكفيلة بإدراج كافة مكونات المنطقة الكائنة بين الأرصفة وواجهات المباني في موقعها الملائم وفق حجمها الصحيح، وتزويد ممرات المشاة بالإضاءة وإشارات المرور وصناديق الخدمات ومقاعد الجلوس والأشجار التي تساهم في إيجاد الطرقات المظللة. مبادئ أساسية في التصميم تستند المعايير والإرشادات في دليل تصميم الشوارع لمدينة أبوظبي على خطة النقل المثلى والاستخدام الأمثل للأراضي، وأن التصميم الجيد يبدأ بالمشاة كأولوية في المساحات. كما يتم الأخذ في الاعتبار أن شبكة الشوارع تراعي توفر الأمان لجميع أنواع النقل والمواصلات، وأن ترابط تلك الشوارع يعمل على تحسين القدرة الاستيعابية وتتيح تدفقا سلساً لحركة المرور. احتياجات المشاة للمشاة في أبوظبي احتياجات وخصائص فريدة يتعين مراعاتها كجزء من مشروع التصميم لكل شارع على حدة، وهي المظلات ومرافق الحماية والراحة لمواجهة درجات الحرارة ومنع التعرض للشمس، خاصة خلال شهور الصيف التي تسودها رطوبة مرتفعة، ويراعي التصميم الاحتياجات الثقافية مثل الخصوصية للنساء وإمكانية وصول الرجال إلى المساجد في الأماكن العامة.