بدأت إدارة ريال مدريد بقيادة رئيس النادي فلورنتينو بيريز مسلسل التغيير الشامل استعداداً للموسم المقبل، وشرعت الإدارة الملكية في التحرك بجدية للتخلص من عدد ليس بالقليل من عناصر القائمة الحالية، للحصول على ما يكفي من التمويل من أجل الدخول بقوة في سوق الانتقالات الصيفية، خاصة أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سوف يبدأ في تطبيق سياسة الإنفاق المالي النظيف عام 2014، وذلك بمنع الدعم المالي المباشر من الجهات المالكة للأندية، أو من أي جهات أخرى، مع إجبار الأندية على الاعتماد بصورة شبه مطلقة على دخلها الحقيقي، سواء من حقوق البث التلفزيوني، أو أموال الرعاة، أو بموجب حصيلة بيع وشراء اللاعبين وتذاكر حضور المباريات، وغيرها من مصادر الدخل المباشر للنادي.
ويملك الريال ثروة كبيرة من اللاعبين الذين يمكن تسويقهم بأفضل مقابل مالي ممكن، فقد أشارت صحيفة “ماركا” المدريدية المقربة من الريال أن هناك 8 وجوه في طريقها لمغادرة قلعة الملكي، وهم المدافع البرتغالي كارفاليو، والغاني إيسيان “المعار من تشيلسي” بحكم انتهاء عقديهما وعدم الرغبة في الإبقاء على أي منهما، وبالإضافة إلى ذلك رغبة الإدارة المدريدية في تسويق الحارس آدان، والمدافعين البرتغاليين بيبي وكوينتراو، وكذلك دي ماريا، وهيجواين، والبرازيلي كاكا الذي لم يتمكن طوال رحلته مع الريال من استعادة بريقه الذي ظهر به في صفوف الميلان.
قرر بيريز التخلص من البرتغاليين، حيث يرغب في عدم تذكر هذه الحقبة التي شهدت صراعات وانقسامات هائلة في غرف تبديل الملابس بسبب التكتل البرتغالي بقيادة المدير الفني جوزيه مورينيو، والثلاثي البرتغالي كارفاليو، وبيبي، وكوينتراو، فيما اتخذ كريستيانو رونالدو لنفسه مساراً آخر أكثر احترافية، وابتعد عن هذا التكتل الذي كان يستهدف الدخول في مناوشات مع نجوم الفريق من الاسبان، خاصة إيكر كاسياس، وسيرخيو راموس، ومن أجل التأكيد على أنه بعيد عن دائرة الصراع، أكد رونالدو في آخر تصريحاته عقب الخروج من دوري الأبطال رداً على سؤال حول مستقبل مورينيو مع النادي :”لا يهمني هذا الأمر، كل ما أفكر فيه هو الريال وأنا”.
وكانت الصحف المدريدية قد بدأت في شن حملة ضارية للأخذ بثأرها من مورينيو، حيث أكدت أنه مشغول بنفسه وبمستقبله على حساب الريال، في الوقت الذي يستعد الفريق لاستحقاق مهم، وهو نهائي الكأس الذي يمثل الأمل الأخير للخروج بلقب في موسم الإخفاقات، كما أشارت صحيفة “آس” إلى أن مورينيو فشل على مدار 3 مواسم في تجاوز قبل النهائي في دوري الأبطال، فيما نجح فيثينتي ديل بوسكي في قيادة الريال إلى اللقب القاري في مناسبتين، من بين 4 مرات تأهل خلالها للنهائي، وهو ما يؤكد أن الفريق الملكي يحتاج إلى مدرب يتمتع بالهدوء، مثل ديل بوسكي، فيما أثبتت تجربة مورينيو “الصاخبة” عدم نجاحها.
إمعاناً منها في إظهار حربها على مورينيو، قالت صحيفة “ماركا” إن مايكل إيسيان الذي تنتهي إعارته بنهاية الموسم الجاري، سوف يعود إلى تشيلسي بصحبة الأب الروحي له مورينيو، والذي جعله يأتي إلى الريال من أجل التعافي من إصابته، والتأكد من تجهيزه بصورة تامة، والآن يمكنه أن يصطحبه معه عائداً إلى لندن، حيث مقر تشيلسي.
كما يغادر الحارس الاحتياطي آدان، الذي عاش في ظل كاسياس لمدة 5 سنوات، ومع قدوم العملاق دييجو لوبيز لن يكون الريال في حاجة إلى آدان، والذي سيرحل صوب خيتافي أو ليفانتي، وربما إلى بروسيا مونشنجلادباخ الألماني، ومن المنتظر أن تبلغ قيمة الصفقة أكثر من مليوني يورو.
سوف يكون كوينتراو ومواطنه بيبي على رأس القائمة التي تنعش خزائن الريال، فمن المتوقع بيع الأول مقابل 18 إلى 20 مليون يورو، ويعد كوينتراو أحد الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها مورينيو حينما أصر على التعاقد معه، وحصل الريال على توقيعه مقابل 36 مليوناً دون أن يستفيد منه كثيراً، كما يستمع الريال إلى عروض الأندية الأخرى للتخلص من بيبي، على ألا تقل قيمة الصفقة عن 20 مليوناً، ولم يعد للمدافع البرتغالي صاحب الأداء الخشن مكاناً في التشكيلة الملكية، في ظل تألق الفرنسي الشاب فاران، والذي يشكل ثنائياً متناغماً مع راموس، في ظل تمتع الأول بالحيوية والثاني بالخبرة.
لم يعد في مقدور الريال وجماهيره تحمل المزيد من المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجواين، فقد أطلق عليه الآلاف من عشاق الملكي صافرات الاستهجان في المباريات الأخيرة، بعد أن ظهر بمستويات متواضعة وأهدر الكثير من فرص التسجيل في مباراة دورتموند بالبرنابيو، ومن المنتظر تسويق النجم الأرجنتيني الذي أمضى 6 مواسم ونصف الموسم في الريال بمقابل مالي ينعش الخزينة الملكية، وتشير التقارير إلى أن هذا المقابل لن يقل عن 30 مليون يورو، وعلى رأس المهتمين أندية البريميرليج، واليوفي الإيطالي.
كما يخطط الريال لبيع أنخيل دي ماريا، وعلى الرغم من مهاراته اللافتة إلا أن رغبة بيريز في الحصول على مقابل مالي كبير تفوق حاجة الفريق إلى اللاعب الأرجنتيني، خاصة أن أندية مان سيتي، وباريس سان جيرمان، ومان يونايتد يرغبون في الحصول على توقيعه، ولم يحدد تقرير “ماركا” المقابل المالي، إلا انه سوف يكون أغلى المغادرين، قياساً بعوامل السن، والمهارات، والصراع بين أكثر من ناد للظفر بتوقيعه.
وفيما يخض كاكا، فالأمر يرتبط بقدوم المدرب الإيطالي كارلو أنشيللوتي لتدريب الريال، وهو الأب الروحي “تدريبياً” للنجم البرازيلي منذ أن نجحا معاً في الفوز بدوري الأبطال عام 2007 مع الميلان، وتوج كاكا بلقب أفضل لاعب في العالم، وقد يكون ذلك سببا في الإبقاء على كاكا، ولكنه يحصل على 10 ملايين يورو سنوياً، ما يشكل عبئاً كبيراً على خزائن الريال، وقد يؤدي ذلك إلى التخلص منه.
هناك 11 لاعباً ضمنوا البقاء في قائمة الريال للموسم المقبل، ويمكن القول إنه لا مساس بهم على حد تعبير الصحيفة المدريدية، وهؤلاء النجوم هم كريستيانو رونالدو أيقونة الفريق وأكثر اللاعبين تأثيراً في انتصارات الريال منذ قدومه إلى صفوفه في صفقة قياسية عام 2009، كما أن بقاء الفرنسي كريم بنزيمة مؤكد، في ظل عدم حصوله على ما يكفي من فرص كمهاجم أساسي، كما أن رئيس النادي بيريز من أشد المعجبين به، ولايزال يراهن على أنه سيكون هدافاً كبيراً في صفوف الريال، وعلى مقربة من المراكز الهجومية أيضاً ارتفعت أسهم الألماني التركي مسعود أوزيل صاحب المهارات اللافتة.
وبالانتقال إلى عناصر وسط الميدان فلا يمكن الاستغناء عن الثلاثي سامي خضيرة صاحب الجهد الوفير، وتشابي ألونسو “رئة الريال”، والوافد الجديد لوكا مودريتش الذي لم يحصل على فرصة حقيقية لإثبات الذات منذ قومه من توتنهام، وعلى المستوى الدفاعي يبرز اسم الثلاثي مارسيللو، وفاران، وراموس، أما حراسة المرمى فلا يمكن المساس برمز النادي إيكر كاسياس، ومنافسه القوي دييجو لوبيز، وهو أحد الحسنات القليلة لمورينيو طوال 3 مواسم أمضاها على رأس الإدارة الفنية للملكي. وهناك عدد آخر من اللاعبين يستقرون في المنطقة الرمادية بين الرحيل والبقاء، بحسب تطورات الموقف، وهم ألبيول، وأربيلوا، وكاييخون، وموراتا، وناتشو.
عملاً بالمثل الكروي السائد “إذا تسببت في إلحاق الأذى بي فلماذا لا تلعب لي” بدأ رئيس الريال يتحرك للحصول على توقيع البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والذي نجح في تسجيل 4 أهداف في شباك الملكي في مباراة الذهاب بالدور قبل النهائي، وكشفت “ماركا” عن اجتماع أحيط بالسرية بين بيريز و”ليفا” في أحد المكاتب باستاد برنابيو، عقب فوز الريال على دورتموند بثنائية نظيفة في مباراة الإياب التي أقيمت الثلاثاء الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس النادي الألماني كان على علم بالموقف، ولم يمانع في حدوث هذا الاجتماع، وعلى الرغم من قوة التقارير التي تشير إلى رغبة البايرن في جلب “ليفا” وسعي اليونايتد للحصول على خدماته، إلا أن الريال يقترب بقوة من حسم الصفقة لمصلحته، وهناك منافس رابع لا يستهان به، وهو تشيلسي صاحب القدرات المالية الكبيرة، والذي لا يمكن لرئيسه رفض مطالب العائد مورينيو في تدعيم صفوف الفريق بصفقات من العيار الثقيل، لكي يعود إلى المنافسة على البطولات كافة.
عدد اليوم
