انتهت فعاليات منتدى ''الاتحاد'' السنوي الثالث، يوم الثلاثاء الماضي، وكان الموضوع الرئيسي لهذه الدورة- التي تزامن انعقادها مع العام التاسع والثلاثين لصدور جريدة ''الاتحاد''- هو: الدين والمجتمع في العالم العربي·
منتدى ''الاتحاد'' السنوي الذي ولد عام 2006 -على قصر عمره الزمني- أصبح معلماً من الحراك الثقافي-الفكري العربي، قد ملأ مساحة كان شغلها في حياتنا الفكرية والثقافية في هذا الزمن الصعب الذي يواجه فيه الوطن العربي قضايا ومشكلات وتحديات، تمس حاضره ومستقبله·
تحديات العصر الراهن تحيط بنا في كل ساحات النشاط الإنساني الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، لذلك فإن من واجبنا الاعتراف بالفضل لهذه الجريدة التي استحقت بجدارة تقدير العارفين والمهمومين بحاضر ومستقبل الأمة على هذه المبادرة الصحفية الشجاعة·
فمنتدى ''الاتحاد السنوي'' يضم فعاليات تعرض نتاجاً لجهود وأفكار نخبة محترمة ومقدرة من المفكرين والكُتاب العرب المعروفين على مستوى الوطن بإسهاماتهم الجادة في إثراء الحياة الفكرية والثقافية العربية، وهم في مجموعهم يمثلون -تقريباً- جميع المدارس الفكرية والسياسية التي يذخر بها العالم العربي·
ومنذ انطلاقته الأولى عام 2006 تميز المنتدى باختيار (الموضوعات الصعبة) التي لا مفر لنا من مواجهة إشكالياتها المتعددة، التي يفرض علينا العصر مواجهتها كأمة وكمفكرين وكتاب ملتزمين بقضايا وهموم وطنهم الكبير· وهي اختيارات وامتحانات اجتازها بنجاح يحسب له ويقدر·· فموضوع هذه الدورة الثالثة (الدين والمجتمع في العالم العربي) هو من أكبر وأخطر الموضوعات التي تستحق بجدارة أن تكون محل البحث والتحليل والتقرير، لما له من آثار كبيرة في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا، الذي اجتهد أعضاء المنتدى في بحثه وتقديم اجتهادات موضوعية ستضيف كثيراً إلى رصيد المعرفة الفكرية والثقافية العربية المعاصرة·
وقد ضمت ''أوراق العمل'' التي قدمها مفكرون وكتاب عرب، موضوعات هامة وجادة مثل: إشكالية الدين والسياسة في المجتمع، والإسلام والديمقراطية: تعارض أم لقاء؟ وإخفاق الحداثة العربية وصعود التدين والجماعات الدينية وتأثيرها على استقرار منطقة الخليج···إلخ· وهي أوراق أتاحت مناقشتها والحوار حولها لأعضاء المنتدى أثرت النقاش، وقدمت معلومات مفيدة حول قضايا تشغل الرأي العام العربي اليوم·
على أن الأهم في أمر هذا المنتدى السنوي الذي تنظمه جريدة ''الاتحاد'' أنه يتيح لهذه النخبة الممتازة من المفكرين والكتاب العرب فرصة الالتقاء السنوي وتداول الأفكار والحوار في موضوعاته المهمة، وهي مسألة أصبحت نادرة في زماننا هذا، الذي أصبحت فيه منافذ الفكر والرأي مغلقة إلا من قلة نادرة من أهمها منتدى ''الاتحاد'' السنوي· لذلك فإن الجهد الذي يبذل في جريدة ''الاتحاد'' في إعداد وتنظيم هذا المنتدى السنوي يستحق الإشادة، ويستحق معه المشاركون فيه الثناء·
والمأمول أن تتوسع دائرة المشاركة والوصول إلى قطاعات أكبر وأكبر من الرأي العـــــام العربي في المنتديات القادمة·
عبدالله عبيد حسن
عدد اليوم
