الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الاستراتيجيات بـ «العزم»

صناعة الاستراتيجيات بـ «العزم»
9 يونيو 2018 22:37
لا ينتج عن أي علاقات قوية تقوم على أسس من الحكمة (لا الكلام المستهلك)، إلا عوائد عالية الجودة، والأهم استراتيجية الهدف. وإلى جانب ذلك الوضوح والصدق، والرؤى التي تتعاطى مع استحقاقات المستقبل مثل تعاطيها مع حقائق الحاضر. من هنا، يمكن النظر إلى مجلس التنسيق الإماراتي-السعودي الذي أطلق «استراتيجية العزم»، وهي استراتيجية من تلك التي تعكس قوة العلاقات بين طرفيها، وتمضي في خطوطها على قواعدها، ما يؤكد أن «عزمها» يضمن الوصول إلى أهدافها. والأهداف هنا، بقدر ما هي تخص البلدين، فهي أيضاً تعني المنطقة العربية، من جهة دلالاتها ونجاعتها، ومن ناحية كونها (بحد ذاتها) مثالاً يحتذى، في منطقة ملت الكلام الذي تنتهي قيمته، حتى قبل أن يُستكمل نطقه. «استراتيجية العزم» هي عبارة عن مستقبل يُبنى الآن، كما أنها متماسكة بإعدادها الذي دام أكثر من عام كامل، إلى جانب محتواها التنموي الهائل، وبالإرادة والإدارة فوقها. تكفي الإشارة هنا إلى أن الإمارات والسعودية تتمتعان بناتج محلي إجمالي يصل إلى تريليون دولار، ما يوفر الأدوات اللازمة لعملية تنفيذ هذه الاستراتيجية الضخمة. التاريخ العربي يحتوي على كثير من الاستراتيجيات التي فشلت من فرط فقدان أدوات تنفيذها، ناهيك عن فوضى صناعة القرار، وسلوكيات الارتجال الذي ينتج أصواتاً عالية جداً من دون أي عائد عملي. محاور «استراتيجية العزم» التي تجمع بين الاقتصادي، والبشري والمعرفي، والسياسي والأمني والعسكري، تؤسس في الواقع لمسيرة تكامل بين بلدين محوريين، وتقدم نموذجاً لتكامل عربي استثنائي تحتاجه المنطقة اليوم، وليس غداً. هناك 44 مشروعاً ضمن الاستراتيجية المشار إليها، وهي تشمل قطاعات متجددة وأخرى جديدة، وتوفر مساحات لا حدود لها على الصعيد التنموي، وترفد الحراك الاقتصادي بمستويات مرتفعة من النمو والتنوع. إنها استراتيجية بناء، بقدر ما هي مجموعة مشاريع تهدف إلى صناعة مستقبل أفضل في كلا البلدين. مستقبل يستحقه بجدارة شعباهما، ويحاكي المتغيرات والاستحقاقات. يضاف إلى ذلك، أنها تضيف عزماً جديداً مطلوباً بين بلدين شقيقين محوريين على الساحتين الإقليمية والعالمية، وتفتح الأبواب أمام الإمكانيات الوطنية المتعاظمة عند كلا الطرفين، ولا سيما البشرية منها، وهي متوافرة على الساحتين بمعايير عالية حقاً. إنها ميدان جديد آخر لكل الطاقات المؤهلة، وتلك التي تستحق أن تتعلم أيضاً، وترغب في أن تكون جزءاً أصيلاً من عملية البناء الاقتصادي والتنموي. «استراتيجية العزم»، تمضي قدماً وبسرعات كبيرة، لمجموعة من الأسباب، في مقدمتها أن القائمين عليها حددوا 60 شهراً فقط لاستكمال تنفيذها، وهذا أيضاً أسلوب لم تعتد عليه بلدان كثيرة في المنطقة. والحد الزمني ترفده في الواقع أدوات تنفيذ حقيقية موجودة على الساحة. وهذا على وجه الخصوص ما يدفع المشاريع المشتركة بين الإمارات والسعودية إلى المقدمة، وتقوى عملية الدفع هذه بعلاقات صحية قائمة على ثوابت التاريخ، وقدرات البلدين في صنعه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©