الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأسهم العالمية للتكنولوجيا تصل إلى آفاق جديدة

الأسهم العالمية للتكنولوجيا تصل إلى آفاق جديدة
10 يونيو 2018 02:21
تتقدم الشركات العملاقة في التكنولوجيا العالمية في وسط عمليات بيع واسعة في الأسهم هذا الربيع إلى مستويات قياسية جديدة، مدفوعة بأرباح ضخمة وزيادة في الإنفاق على الأعمال. قبل بضعة أشهر فقط، تخلص المستثمرون من المراكز الكبيرة في أسهم شركات التكنولوجيا، محيدين بذلك قيمة سوقية بلغت 601 مليار دولار من قطاع التكنولوجيا، بحسب مؤشر «إس آند بي 500» في غضون ثلاثة أسابيع فقط. وما دفعهم إلى عمليات البيع الواسعة، الأمر الذي زاد من القلق من فرض المزيد من القرارات التنظيمية مع عمليات التدقيق الاستهلاكي على خصوصية البيانات. الآن، سجل مؤشر ناسداك المركب ارتفاعات جديدة، وارتفع مؤشر «إم إس سي آي» العالمي لتكنولوجيا المعلومات بنسبة 9.1% في الربع الحالي، ليصل إلى ارتفاعات غير مسبوقة تفوق وبفارق كبير ما حققه المؤشر خلال ما يعرف بفقاعة الإنترنت أو فقاعة دوت كوم، وهي فقاعة اقتصادية امتدت في الفترة ما بين 1995 و2000. في هذه الفترة، نمت أسواق البورصة في الدول الصناعية بشكل ملحوظ في الصناعات المتعلقة بالإنترنت. على الرغم من أن أسهم شركات التكنولوجيا تراجعت قرب نهاية الأسبوع الماضي بعد سلسلة طويلة من المكاسب، فإن أرباح الربع الأول التي جاءت أفضل من المتوقع مع وجود مؤشرات تفيد بأن الشركات الأميركية تنفق أكثر على التكنولوجيا ساعدت القطاع على استعادة مركزه المهيمن. وقد تم تداول أسهم شركة «فيسبوك» بنسبة تقترب من الحجم القياسي للتداول خلال الأسبوع الماضي، وأصبحت شركة آبل مرة أخرى على مسافة قريبة من أن تصبح أول شركة أميركية تبلغ قيمتها تريليون دولار. وبالنسبة للشركات الصينية العملاقة مثل مجموعة التجارة الإلكترونية الصينية علي بابا والشركة العملاقة في البحث على الإنترنت بايدو فقد شهدتا انتعاشاً كبيراً بعد الهبوط في قيمة الأسهم، التي سجلتاها في وقت سابق من العام الحالي لترتفع بنسبة 12% و18% على التوالي خلال الربع الحالي، حتى أن قطاع التكنولوجيا المحدود في أوروبا شهد تفوقاً أيضاً من خلال مؤشر ستوكس يوروب 600 بمقدار 8 نقاط مئوية خلال نفس الفترة. تدفقات الصناديق المخاوف التي يشهدها القطاع من زيادة التنظيمات والحرب التجارية لم تذهب تماماً، ولكن بعد أن اقتنع المستثمرون بآفاق أرباح هذه الشركات، ضخوا 2.3 مليار دولار إلى صناديق قطاع التكنولوجيا خلال الأسبوع الماضي وحده، وهو ثاني أكبر إضافة أسبوعية على الإطلاق، وهي الأعلى من التدفقات التي سجلها شهر فبراير أو مارس أو أبريل مجتمعة، وفقاً لتقرير إي بي أف آر غلوبال. وقال ماثيو بيرون، كبير مسؤولي الاستثمار في سيتي ناشونال روتشديل: «أعتقد أن المخاوف التقنية كانت في غير محلها، نحن في دورة نمو، وفي نهاية المطاف لا أرى حجم تجارة أو مخاوف سياسية يمكنها أن تنفض الغبار الذي يحيط بهذا القطاع». شاركت أسهم التكنولوجيا بنسبة 75% من عائد مؤشر إس آند بي 500 في مايو، وفقاً لبيانات بنك أوف أميركا ميريل لينش، وتمثل الآن 26% من المؤشر. حتى في ظل المخاوف التي تعرض لها السوق خلال شهر مارس وجدت مستثمرين جدداً. وفي منتصف مارس، انخفضت أسهم فيسبوك بنسبة 18% تقريباً خلال أكثر من أسبوع بقليل. كان المستثمرون يشعرون بالقلق من أن تعامله مع بيانات المستخدمين من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض حاد في أعداد المستخدمين وزيادة الرقابة التنظيمية التي يمكن أن تهدد نموذج أعمال فيسبوك الذي يركز على الإعلانات. «كانت هناك مثل هذه المشاعر السلبية حول حماية البيانات مما كانت تهدد بأنها بداية النهاية، فلا أحد سيسمح بمشاركة المعلومات مع جهات لا يُعلم عنها شيء»، بحسب ديفيد أولدير، مدير الأسهم في شركة كارميغناك لإدارة الأصول، والتي استثمرت 150 مليون دولار إضافية في فيسبوك. في أواخر أبريل الماضي، أظهرت نتائج نشاط فيسبوك أرقاماً قوية بالنسبة للمستخدمين النشطين يومياً وكذلك عائدات الإعلانات. وقد ساعد ذلك أسهمها على الارتفاع بنسبة 27% تقريباً منذ الانخفاض الذي شهدته بسبب عمليات البيع. لم يكن الأمر متعلقاً فقط بفيسبوك. فقد حقق قطاع التكنولوجيا في إس آند بي 500 نمواً في الأرباح بنسبة 33.7% في الربع الأول. «ما الذي يشعر المستثمرون في الأسهم أنه يمكنهم الاعتماد عليه الآن؟» يتساءل ديف دونابيديان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة سي أي بي سي لإدارة الثروات، والذي يملك حجم أعمال في العديد من الشركات في قطاع التكنولوجيا، ويقول: «إنها ليست السياسات التجارية، ولا هي الاحتياطي الفيدرالي، إنها أرباح». وقد حصل 3.6% فقط من المحللين على تصنيف «بيع» في قطاع التكنولوجيا في مؤشر إس آند بي 500، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2013، وفقاً لموقع فاكت سيت. إن أكبر 20 شركة من شركات التكنولوجيا على مستوى العالم لديها الآن قيمة سوقية مجتمعة تزيد على 6 تريليونات دولار، وفقاً للاستراتيجيين في بنك جولدمان ساكس. تجاهل المخاوف كما تجاهل المستثمرون المخاوف التنظيمية الأخرى. فقد كان الكثيرون قلقين من أن الناتج المحلي الإجمالي، وهو قانون الخصوصية الجديد للاتحاد الأوروبي، سيضر بالأرباح في شركات التكنولوجيا الكبرى من خلال تقييد الوصول إلى بيانات المستخدم وإضافة المزيد من النفقات من أجل الامتثال للقرارات التنظيمية الجديدة. ويقول جاسون هلفشتاين، محلل الإنترنت في شركة أوبنهايمر آند كومباني، إنه حتى الآن، بالنسبة للشركات الكبيرة مثل «فيسبوك» و«ألفابيت»، الشركة الأم لجوجل، فإن «هناك تأثيراً ضئيلاً»، وقال: «إذا كان هناك أي تأثير، فان تلك الشركات قد استفادت، إذا صح هذا التعبير». وقال، حيث يبدو أن العملاء أكثر استعداداً للموافقة على مشاركة البيانات مع الشركات التي تتمتع بعلامة تجارية معروفة. في الوقت الذي تتلاشى فيه المخاوف التنظيمية، يبدو أن شركات التكنولوجيا ستستفيد من التخفيضات الضريبية في الولايات المتحدة. وتستخدم الشركات الأميركية هذا التوفير لشراء منتجات تكنولوجية جديدة، وفقاً لاستطلاعات متعددة لخطط الإنفاق لكبار المسؤولين الماليين. وقال مايكل كيلي، الرئيس العالمي لشركة باين بريدج للاستثمارات، إنه قام مؤخراً ببناء سلة تضم ما يقرب من 100 سهم عالمي يعتقد أنه سيستفيد من زيادة الإنفاق على الأعمال، بما في ذلك الشركات التي تبيع الروبوتات والذكاء الاصطناعي. وأضاف: «إن التقنيات الحديثة مدرجة في قائمة أمنيات المستهلكين خلال الاحتفال بأعياد الكريسماس المقبل». مكاسب عالمية وقد تجاوزت المكاسب التي حققتها مؤخراً شركتا علي بابا وتينسنت القابضة المحدودة، أكبر شركتين للتكنولوجيا في الصين، بعض المنافسين الأميركيين. ويبلغ حجم رأس المال السهمي الآن أكثر من 500 مليار دولار، مما يجعلهما من بين أكبر عشر شركات في العالم من حيث القيمة. ولا تزال «تينسنت»، أكبر ناشري ألعاب الفيديو في العالم من حيث الإيرادات، أقل بنسبة 13% من رقمها القياسي الذي كانت قد حققته في السابق، ويرى المستثمرون أن شركة تينسيت تتمتع بديناميكية جذابة. وقال فيليكس لام كبير مديري المحافظ لآسيا والمحيط الهادي في بنك بي.ان.بي باريباس لإدارة الأصول في هونج كونج: «نعتقد أن تينسنت لديها واحدة من أكثر نماذج الأعمال صلابة في الصين، إن لم يكن في آسيا بشكل عام». وحتى في أوروبا، حيث تشكل شركات التكنولوجيا جزءاً أصغر من السوق، كان القطاع رائداً مؤخراً. فقد حققت شركة البرمجيات داسو سيستمس ارتفاعاً بنسبة 35% حتى الآن خلال العام الحالي، كما ارتفعت شركة لوجي تيك إنترناشيونال السويسرية بنسبة 33%. وبرغم ذلك فإنه من المؤكد أن المخاوف بشأن فرض إجراءات تنظيمية والصراعات التجارية ستلقي بظلالها على أسواق قطاع التكنولوجيا، وقد تراجعت أسهم التكنولوجيا يوم الخميس وسط تقارير تفيد بأن أعضاء الكونجرس بدأوا التدقيق في علاقة جوجل مع شركة هواوي تكنولوجيز الصينية. ويقول بعض المستثمرين إن شركات الأجهزة والشركات التي تعتمد بشدة على العائدات من كل من الولايات المتحدة والصين قد تكون عرضة للتوترات التجارية. وفي غضون ذلك، يقول محللون إن بعض التغييرات المرتبطة بالضرائب على الأرباح لن تحقق نفس القدر من الدعم بعد عام 2018. ويقول ديفيد أولدير، مدير الأسهم في شركة كارميغناك لإدارة الأصول في هذا الصدد: «إن قطاع التكنولوجيا يشهد حالة من النشاط والحماس هنا من التحفيز المالي إلى جانب التخفيضات الضريبية». وأضاف: «هذه المؤشرات حقيقية وستستمر، وربما سيكون هناك ربع أو ربعين سيشهد فيه القطاع هذا النوع من النشوة قبل أن تبدأ الأمور في التراجع والعودة إلى الحالة الطبيعية». * الكاتب: ريفا غولد وستيفن روسوللو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©