الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدى الريامي: لوحاتي مشاهد تراثية ترسخ الارتباط بالجذور

هدى الريامي: لوحاتي مشاهد تراثية ترسخ الارتباط بالجذور
16 يوليو 2010 20:24
هدى الريامي فنانة تشكيلية إماراتية واعدة نسجت علاقة خاصة مع عالم الألوان منذ طفولتها المبكرة، وحرصت على تنمية موهبتها في عالم الفن التشكيلي حتى أضحت لوحاتها ذات قيمة فنية عالية نظراً لبراعتها في استخدام الريشة واللون في التعبير عن شخصيتها الفنية المتفردة، فضلاً عما تحمله هذه اللوحات من مشاهد تراثية ثمينة ترسخ أهمية الارتباط بالجذور. عن بداية الاتجاه للرسم تقول الريامي: منذ صغري في فترة المرحلة الابتدائية وأنا أجد نفسي مع الألوان والعبث بها، وتبلور هذا لاحقاً إلى أن وجدت نفسي غارقة في فن الرســم، وكلما كبرت نمت معي الهواية، رسمت بالفحم، ثم بالألوان المائية، والطباشير، أما الفترة الحالية فتقتصر لوحاتي على الرسومات الزيتية كوني أجد فيها متنفساً وعالماً لاغير محدود من الألوان يساعدني على التعبير عن الحالات الفنية المختلفة التي تتملكني. لغة ملونة وحول الذي جذبها إلى عالم الفن التشكيلي وجعلها من عشاقه توضح أن الرسم يتيح لها، وبشكل غير محدود، التعبير عن الذات وما يجول بالخاطر، وتوضح: «حين أرسم أشعر وكأني أكتب موضوعاً بلغة ملونة، وليس فقط مجرد تشكيل أو تفريغ لشحنة، قد تأتي مزخرفة، والغاية من ذلك عكس صورة حقيقية لبعض الفئات التي تمثل المجتمع، كما أحاول نقل صورة واقعية عن مجتمعنا المحلي وهذا هو الأساس الذي دفعني لإظهار أفكاري، كما أن العمل بالريشة يغني حياتي وتجربتي إلى حد كبير ويجعلني فاعلة في المحيط الذي أعيش فيه من خلال اللوحات، التي تعكس رؤيتي له، خاصة أن هذه اللوحات فيها مشاهد تراثية ثمينة ترسخ أهمية الارتباط بالجذور». وبالحديث عن المشاهد التي تستهويها، وتدفعها إلى إخراج ما لديها من إبداع عبر اللوحات المرسومة تقول: ليس هناك مشهد واحد يستهويني كوني أحب دمج الواقع مع الخيال، وعشقي للبيئة الإماراتية يجعلني أتذوق في إبداعها في كل لوحة ارسمها لأنني، لأني اعتبرها جزءاً من حياتي، وهناك لوحات متعددة رسمتها في الطفولة، وكانت معظمها من المدرسة التعبيرية، عبر رسمي لأشخاص وزهور. دلالات الألوان عن أصعب مرحلة في إنجاز العمل الفني، وكيفية التغلب عليها توضح أن الرسم بالألوان الزيتية هو أصعب المراحل في الرسم، كونه يحتاج إلى دقة، وصبر، وعناية، ووقت، وليس أدل على ذلك من أن اللوحة تحتاج إلى أسبوعين أو أكثر تقريباً لتجف بعد الانتهاء منها، وتصبح صالحة للحركة والنقل والعرض والتخزين. ثم تنتقل الريامي إلى الحديث عن أحب الألوان إليها ودلالات الألوان قائلة: من المؤكد أن اللون ينطوي علي فلسفة خاصة، وأن فلسفة اللون تتأسس من خلال الوعي الفلسفي للفنان، واعتقد أن كل فنان حقيقي له وعيه الفلسفي الخارج عن المنطق الوضعي.. وفيما يخص اللون ودلالاته، فإن لكل لون دلالاته الخاصة، ويمكن القول إن الألوان قد تمردت على معانيها القديمة، واستطاعت انطلاقا من القدرات الإبداعية للفنانين التشكيليين الذين يجتهدون بتفجير مكنوناتها أن تبتكر لذاتها دلالات جديدة، حيث إن الألوان تعتبر من العوامل والأدوات الأساسية في عمل الفنان التشكيلي، ولذا يمكن القول إن الفنان الحقيقي هو الوحيد القادر على ابتكار دلالات لونية جديدة، ومن ثم يكون اختيار الألوان بما يتناسب مع موضوع اللوحة. أنشطة وهوايات إلى ذلك تتحدث الريامي عن الأنشطة التي تحب ممارستها إلى جانب الرسم، وهواياتها الأخرى، فتشير إلى عشقها لركوب الخيل واهتمامها بعمل الجرافيك وتصميم العروض في برامج الحاسب الآلي وأيضاً العمل في مجال المكياج. هنا تؤكد الريامي على أن ذلك لم يأت من فراغ، بل بالممارسة والإصرار والكفاح والمثابرة على ما تصبو إليه، ومن خلال اتباع خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» في دعمه للمرأة، بقوله «إنني أشجع عمل المرأة في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها وبما يحفظ لها احترامها وكرامتها كأم وصانعة أجيال». شعلة حماس في هذا الإطار تذكر أن الكثيرين وصفوها بأنها شعلة من الحماس في العمل وتقول: «يشهد على ذلك العدد الكبير من شهادات الشكر والتقدير التي تدل على مشاركاتي المختلفة والمتنوعة في العديد من القطاعات والمؤسسات التي قمت بها بشكل تطوعي ورسمي، حيث شاركت بالعديد من المعارض الفنية، وحزت العديد من المراكز المتقدمة، لكن الفوز الأبرز في مسيرتي هو حصولي على جائزة أفضل موظفة عربية متميزة من 16 دولة عربية للإدارة العربية لجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للعام 2004 -2005 م، والجائزة تعني لي الكثير، حيث لا يكمن هذا الانطباع في القيمة المادية، بل بما تحويه من قيمة معنوية تشحنني بمشاعر الفخر والاعتزاز وسط أقربائي ومعارفي في المجتمع الذي أعيش فيه، كما أن الجائزة هي دافع للمزيد من الاجتهاد، وهي دعوة للاستمرار في الإبداع، والإبداع في مثل مجالي هو بالنسبة لي وجودي الحقيقي لتحقيق ذاتي وإثباتها. وفي النهاية أحمد الله وأشكره لتوفيقي، وأشكر راعي الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لاتاحة الفرصة أمامي بالمشاركة في مثل هذه الجائزة، فهو دائما متميز، ويشجع الشباب الطموح والمتميز. مشاركات متميزة تكشف الريامي أنها شاركت في العديد من الفعاليات والمعارض، وتقول عن ذلك: الحمد والشكر لله عز وجل الذي وفقني، ووهب لنا أصحاب السمو شيوخنا، ودعمهم المستمر والمتواصل للجيل المبدع والمكافح، أوجه شكري وعرفاني للقيادة الرشيدة المتمثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد للقوات المسلحة ، فقد شاركت تحت رعايته الكريمة للمعـرض (تعابير إماراتية)، والشكر الجزيل لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية حيث أشارك بمعرض الصيد والفروسية في كل سنة لغاية 2009م، والشكر والتقدير لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ، للمعرض الوطني الثاني للفنون التشكيلة وأيضاً لسمو الشيخ سعيد بن خليفة آل نهيان، لرعايته الخاصة لمعرضي الخاص المقام في هيئة الثقافة والفنون (بالمجمع الثقافي 2009م) وأيضا أفتخر بمشاركتي في مهرجان الظفرة لعام 2010م المقام برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشاركت ايضاً أيام الشارقة التراثية 2010م برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وردا على سؤال حول أفضل لوحة انتهت منها وتعتز بها، ولماذا هذه اللوحة عن غيرها، تجيب: ليست لدي لوحة أهم من الأخرى، لأن كل لوحاتي أجزاء من قلبي، فهذا فخر لي برسم سمو شيوخنا وتراث دولتنا الإمارات الحبيبة وإبراز تراثنا وهويتنا. وتلفت إلى أن تطلعاتها في المرحلة المقبلة تدفعها إلى عمل مفاجأة للجمهور الإماراتي الذي يشجعها دوما بالحرص على متابعة أعمالها، وغيرها من زملائها من الفنانين التشكيليين الإماراتيين. وبالنسبة لمثلها الأعلى في عالم الفن التشكيلي تقول: «إن كل الفنانين مبدعون، ولكل أسلوبه المميز، ولا استطيع أميز احدا عن الآخر لأن لكل فنان حسه الفني، وأحب دائماً أن استفيد من خبراتهم، وخاصة الفنانين الكبار مثل عبد القادر الريس ومحمد الإستاد والفنان الفرنسي وريس كونتين دي لاتوا». وإلى أي المدارس الفنية تنتمي إليها هدى الريامي وخصائص تلك المدرسة تذكر أنها تحاول المزج بين مدرستي الواقعية والخيال، ولكنها توظف كلاً منهما بالشكل الذي يتناسب مع اللوحة التي تعمل على إنجازها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©