الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استراتيجية أوباما لـ 2012: «لا وقت للانتظار»

استراتيجية أوباما لـ 2012: «لا وقت للانتظار»
2 يناير 2012
ديفيد ناكامورا هونولولو (الولايات المتحدة) لدى أوباما تصميم للعام الجديد سيشكل ملامح استراتيجيته السياسية في بداية 2012، ألا وهو مواصلة الهجوم على الكونجرس الذي يفتقر إلى الشعبية. وإذا كانت هذه المقاربة تبدو شبيهة بالطريقة التي أنهى بها الرئيس 2011 -جولة عبر أرجاء البلاد وخطابات تستحضر موضوعات شعبوية- فذلك لأن البيت الأبيض يعتقد أنه اكتشف صيغة رابحة مع نهاية سنة شهدت خسائر وأضراراً سياسية. فبعد أن كان هـدفاً لانتقادات شديـدة خلال أزمة رفع سقف الدين الوطني في الصيف الماضي، عمد أوباما إلى تغيير تكتيكاته حيث ابتعد عن "لعبة داخلية"، تقوم على مفاوضات مباشرة مع جمهوريي الكونجرس، وانتقـل إلى "لعبـة خارجيـة" تركـز على حشد الرأي العام. وهو الأمر الذي أتى أكله قبل أسبوعين وتوج باستسـلام رئيس مجلس النواب جون بونر (عن ولاية أوهايو) بفعل ضغوط هائلة من قبل الجمهور، حيث وافق في الأخير على تمديد خفض ضريبي على الأجور يحظى بدعم أوباما لفترة شهرين. ومساعدو الإدارة يعتقدون أن أوباما خرج من المواجهة بإجماع من قبل الجمهور على أنه، وليس الكونجرس، أكثر استعداداً للسمو فوق حالة الجمود التي تميز واشنطن جراء التنافس والتعصب الحزبيين. وبينما يدخل سنة حملة إعادة الانتخاب، فإن أوباما ينوي التركيز على هذه الاستراتيجية الخارجية دافعاً برسالة مؤداها أنه يحارب من أجل الطبقة المتوسطة ضد كونجرس تتجاذبه المصالح الخاصة، كما يقول مساعدو الإدارة. وفي هذا السياق، من المرتقب أن يقوم أوباما باستئناف جولته عبر أرجاء البلاد هذا الأسبوع، حيث سيستهلها بظهور في كليفلند (ولاية أوهايو) يوم الأربعاء، كما يرتقب أن يستحضر خطابه حول حالة الاتحاد في الرابع والعشرين من يناير الموضوعات الشعبوية التي كان الرئيس قد أوضح خطوطها العريضة في الخطاب الذي ألقاه في أوساواتومي (ولاية كنساس) في أوائل ديسمبر المنصرم. وفي هذا الصدد، قال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أُرنست: "في ما يخص علاقة الرئيس مع الكونجرس خلال عام 2012... يمكنني أن أقول لكم إن الرئيس لم يعد مقيداً بواشنطن". ويعتقد مساعدو البيت الأبيض أنه بدون أن يضطر إلى الانخراط مع الكونجرس في تصعيد حزبي -"إطفاء الحرائق" على حد تعبير أرنست- فإن أوباما سيكون لديه "ملعب أكبر" لتوضيح وتفسير أجندة أوسع للأميركيين في وقت يتجه فيه نحو الانتخابات. والجدير بالذكر هنا أن الإدارة تنظر إلى معركة فبراير الوشيكة حول كيفية تمويل تمديد خفض الضرائب على الأجور حتى نهاية 2012 باعتبارها العنصر الأخير الذي ينبغي القيام به، والتشريع الأخير الذي يمكن أن يشكل لحظة تشويق بخصوص أجندة أوباما الداخلية. وبعد ذلك، إذا شمل "ملعب أوباما العمل مع الكونجرس، فبها ونعمت"، يقول أرنست، قبل أن يضيف: "لكن ما أود قوله هو إن ذلك لم يعد شرطاً مسبقاً". غير أن هذه الاستراتيجية تنطوي على خطر بالنسبة للرئيس الذي يمكن أن يُنظر إليه على أنه يتنازل عن العملية التشريعية لصالح الحسابات السياسية قبل وقت طويل على يوم الانتخابات. كما أن أوباما مازال في حاجة إلى دعم الكونجرس بخصوص مسائل أساسية أخرى مثل تنصيب عدد من المسؤولين رفيعي المستوى، ومنهم مسؤولان في الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) أعلن عنهما الأسبوع الماضي. وعلاوة على ذلك، وبالنظر إلى حقيقة أن البطالة مازالت فوق 8 في المئة، فإن أوباما لا يملك ترف إعطاء الانطباع بأنه لم يعد قادراً على تقديم أفكار كبيرة. وفي هذا الصدد، يعتزم البيت الأبيض الكشف عن المزيد من هذه الأفكار ضمن سلسلة مبادراته الاقتصادية الصغيرة التي تندرج في إطار "لا يمكننا الانتظار" والتي لا تحتاج إلى موافقة الكونجرس، غير أن تلك المبادرات قد لا تكون كافية لإقناع الناخبين بأن الرئيس يبذل كل ما في وسعه من أجل تحسين وضع الاقتصاد والنهوض به. وفي هذه الأثناء، قال المتحدث باسم "بونر"، يوم الجمعة، عندما سئل حول الاستراتيجية التي يتبعها البيت الأبيض: "ربما يكون الرئيس راضياً عن حال اقتصادنا، غير أن الأميركيين يتوقعون من زعمائهم المنتخَبين أن يعملوا معاً ويتعاونوا من أجل زيادة خلق الوظائف، حتى في سنة انتخابية"، مضيفاً أن "انقسام الحكومة قد يشكِّل تحدياً، لكن ذلك ليس عذراً كي يقوم بتعليق رئاسته في الوقت الذي يبحث فيه الكثير من الأميركيين عن عمل". والواقع أنه منذ الآن هناك مؤشرات على أن الدعم الذي تمتع به أوباما في استطلاعات الرأي حين انتهاء النقاش حول الضريبة على الأجور قد تبخر، مثلما أظهر استطلاع جديد للرأي أجراه مركز جالوب هذا الأسبوع وأظهر أن معدل الرضا عن أدائه قد تراجع إلى حدود الأربعين في المئة، وهو المستوى الذي كانت تحوم فيه معدلاته معظم الخريف. غير أنه في الوقت نفسه، بلغت معدلات الرضا عن أداء الكونجرس أدنى مستوى لها، وهو ما يوحي بأن كلا الحزبين قد تأثرا سلباً بالمشاحنات الدائمة. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول دون ستيوارت، المتحدث باسم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل (عن ولاية كنتاكي): "إنه أمر مخيب للآمال حقاً أن نسمع أن الرئيس قد تخلى عن موضوعات إصلاح الضرائب، وتعزيز أمننا الطاقي، وتسهيل عمليات التوظيف من قبل المشغّلين أو العمليات الأساسية التي تقوم بها الحكومة". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©