«مليحة».. موطن فريد للكائنات الحية النادرة

الشارقة (الاتحاد) لعبت «هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير» (شروق)، الدور الرئيس في تطوير مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، وعملت بجد مع فريق من الخبراء العالميين، في سبيل اكتشاف الكنوز الخالدة التي يحتضنها الموقع سواءً الطبيعية منها أو البشرية في هذه المنطقة الفريدة، والتي تمتد جذورها تاريخياً إلى العصر الحجري القديم. وتنبض مليحة بالحياة بجميع الأشكال والأحجام، فالكائنات الحية بمختلف أصنافها كالثدييات والزواحف والحشرات النادرة والنباتات الصحراوية وغيرها، أثبتت قدرة فريدة على التكيف مع البيئة الصحراوية القاسية، ونجحت في التأقلم عبر آلاف السنين. كما تعد مليحة موطناً لنباتات متنوعة، مثل: زهرة «أكاسيا تورتيليس» أو «أكاسيا الشجرة المظلة»، وزهرة الربيع العربية الجميلة، أو نبتة «الفشار»، والتي تضم زهوراً بيضاء صغيرة بوقية الشكل تعتلي كؤوساً وردية مخملية. أما حيوانات مليحة ومخلوقاتها المتنوعة، فمنها النمل، والنحل، وخنافس الجوهرة، وذباب الحصان، والحمير البرية، والغزلان الصحراوية، والثعالب العربية الحمراء التي يندر ظهورها أمام الأعين المجردة كونها كائنات خجولة تفضّل الاختباء والخصوصية في بيئتها الطبيعية. وتُفضي زيارة منطقة مليحة في الوقت الحاضر إلى مجموعة من الأنشطة الممتعة التي تتخللها مغامرات مذهلة عنوانها الاكتشاف، فهي موطن لأكبر مواقع الدفن الأثرية في دولة الإمارات، وتحتوي على ملاجئ للبشر الأوائل الذين سكنوا المنطقة، بالإضافة إلى بقايا من مدينة مليحة التاريخية القديمة وحصن مليحة. كما أنها تحتضن كنوزاً أثرية تكشف للزائر طبيعة الحياة اليومية لأهل المنطقة آنذاك ومراحل تطورها كالفخاريات بمختلف أنواعها، وأدوات المطبخ، والأفران، وأدوات الزينة والتجميل، والرماح، وغيرها الكثير. وفي هذا الشأن، قال محمود راشد السويدي، مدير «مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية»: «لا يزال العمل جارياً على إنشاء «متنزه مليحة الصحراوي»، وهو محمية للحياة البرية المحلية على مساحة 450 كيلومتراً مربعاً، ويهدف إلى تعزيز الحياة البرية الأصلية من خلال إطلاق الحيوانات البرية مثل غزال الطهر والمها والغزلان الجبلية والصحراوية في المنطقة، وتشمل أيضاً بناء مرصد فلكي لمراقبة حركة الأفلاك ورصد النجوم.