«وهران» للفيلم العربي يخرج عن المألوف

سعيد ياسين (القاهرة) انطلقت أمس «الثلاثاء» فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان «وهران» الدولي للفيلم العربي، وتستمر حتى الاثنين المقبل، وتسعى الدورة الجديدة إلى الخروج عن المألوف والسائد في المهرجانات السينمائية العربية التي تتنافس فيما بينها على عرض الأفلام الروائية الطويلة أو القصيرة أو التسجيلية والوثائقية في قاعات عرض مغلقة يرتادها المشاركون وجمهور السينما والنقاد والصحفيون، حيث خصص القائمون على المهرجان برنامجاً عنوانه «السينما تزور سجون وهران»، بهدف منح المساجين فرصة للحصول على ثقافة سينمائية وتاريخية، حيث تُعرض اثنان من الأفلام التي تحمل مواضيع مهمة، تتناول تاريخ شخصيات لها رمزية كبيرة لدى كل الجزائريين، خصوصاً أن للسينما سحراً كبيراً يتجاوز حدود الطب النفسي، كما أن عرض الأفلام على المساجين له القدرة على التأثير في نفسيتهم ورفع مستوى القناعة لديهم بأهمية أن يكونوا إيجابيين في المجتمع، مع مشاركة المساجين في نقاش ثقافي فني حقيقي بحضور أبطال العمل، ويشمل البرنامج عرض فيلمي «4 في 6» للمخرج سعيد حامد، ويتناول موضوع إدمان المخدرات، و«لطفي» للمخرج أحمد راشدي، ويحكي قصة الشهيد العقيد لطفي، إضافة إلى الفيلم الفلسطيني «5 أولاد وعجل». كما تعرض 7 أفلام رسوم متحركة في ضيافة دار الأيتام، وهو برنامج سينمائي للأفلام المتحركة الموجهة للأطفال، سيتم عرضها خصيصاً في دار الأيتام بوهران، ومنها فيلم «حكايات من أفريقيا» للجزائري جيلالي بسكري، وهو عمل فني مخصص لحكمة الشعوب الأفريقية وثقافة أفريقيا، ويعتبر أول فيلم روائي عن قصة أفريقيا الوسطى والغربية في جمع أفلام كرتون، ويهدف لإعطاء الأطفال تحديداً نظرة شاملة من الحكايات الأفريقية التقليدية عبر التاريخ، وينظم المهرجان عدداً من الورش المجانية للشباب بعنوان «إخراج وتصميم المؤثرات البصرية»، وتهدف إلى تقريب عالم المؤثرات البصرية من الشباب، من خلال التركيز على مختلف المراحل التي تصاحب عملية تصميم المؤثرات، و«كيفية إنجاز فيلم من الكتابة إلى الإنتاج»، وتهتم بمراحل إنجاز الفيلم بمختلف المحطات الأساسية المتعلقة بتحضير عملية الإنتاج، ودراسة السيناريو، والميزانية والتقديرات المالية، والتحضير الميداني ومعاينة أماكن التصوير، والديكور والملابس، والجوانب التقنية في ظل التطور الحاصل في معدات التصوير وما تمنحه من أبعاد جمالية وفنية، و«علاقة المخرج بالممثل أمام الكاميرا»، وتتمحور حول علاقة المخرج بالممثل وتعاونهما معاً من أول لقاء وحتى بدء عملية التصوير، مروراً بالتدريبات، وتركز على عملية انتقاء واختيار الممثل/‏‏‏ الممثلة، والعمل على السيناريو، المشهد والشخصيات، الحوار وقواعده. وكان إبراهيم صديقي مدير المهرجان أكد أن الأعمال التي تقدمت للمشاركة في الدورة العاشرة وصلت إلى 500 فيلم، اختير منها 31 عملاً سينمائياً من 12 دولة، لتشارك ضمن المنافسة الرسمية في فروعها الثلاثة، منها 11 فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة و10 في القصيرة و10 أخرى في الوثائقية، والدول المشاركة هي الجزائر ومصر والإمارات وتونس والمغرب والأردن وفلسطين والعراق ولبنان وسوريا والسعودية والبحرين وموريتانيا، وتتناول في أفلامها قضايا الواقع العربي ومشكلاته، ويكرم المهرجان هذا العام مجموعة من الفنانين العرب، منهم الفنانون حسان بن زراري ونادية طالبي والمخرج موسى حداد من الجزائر، والمصري عزت العلايلي، كما يكرم أسماء بعض الراحلين، ومنهم حسن الحسني ومولود معمري وكريمة مختار وبشار إبراهيم.