الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهرجان المأكولات السنغافورية» خلطة نكهات لا تقاوم

«مهرجان المأكولات السنغافورية» خلطة نكهات لا تقاوم
16 يوليو 2010 20:50
من الصعب أن يجد المرء كلمة واحدة لوصف سنغافورة، خاصة بعد أن وصفت بأنها جنة الطعام وواحدة من أفضل مدن الأعمال في العالم، وليس هناك وسيلة أفضل وأكثر متعة من تذوق الطعام للتعرف إلى ثقافات الشعوب، ولكل المسافرين إلى سنغافورة خلال موسم هذا الصيف، ينصحهم خبراء الطعام بعدم تفويت فرصة التمتع بفعاليات «مهرجان المأكولات السنغافورية «، الذي يقام للعام الرابع عشر على التوالي، وعلى مدار شهر كامل، اعتبارا من اليوم، وصولا إلى شهر رمضان، ليجسد ثقافة الطعام وطرق الطبخ في سنغافورة، وهي الدولة التي تتكون من خليط من الأعراق الصينية والمالاوية والهندية، والأوروآسيوية، وأعراق أخرى. تتميز سنغافورة بمطبخ غني وشهي يعتمد أساساً على دمج النكهات في خلطات لذيذة من الصعب مقاومتها، وحول هذه الاحتفالية يقول «جيسون أونج» المدير الإقليمي لهيئة السياحة السنغافورية في الشرق الأوسط وإفريقيا، والتي تتخذ من دبي مقرا لها: «إن مهرجان المأكولات السنغافوري يعبر عن التنوع الثقافي والحضاري، الذي تتميز به سنغافورة، ويهدف إلى تعريف زوارها على مميزات أطباقها المحلية المتنوعة، التي تجمع خصائص الطعام الماليزي والهندي والصيني، مشيراً إلى أن المهرجان في دورته الحالية سيكون مختلفاً، كونه يسلط الضوء على ثقافة الطعام لدى شعب «البيراناكان»، أحد المجتمعات المهاجرة التي استوطنت في سنغافورة منذ قرون، والناتجة عن الزيجات المختلطة للأعراق المختلفة، وأن ثقافة «البيراناكان» تتميز بإرث ثقافي فريد في عالم الطعام».?ويتزامن المهرجان مع حدث صيفي بارز آخر، وهو «مهرجان تنزيلات سنغافورة العظيمة»، لذا توقع «أونج» أن تجذب الفعاليات الصيفية الكثير من الزوار، خصوصاً الإماراتيين وأبناء الجاليات العربية، الذين يعشقون أكلة «السلطعون الحار» الأشهر في سنغافورة ويطلبونها دائماً سواء عند زيارتهم سنغافورة أو عند عودتهم إلى الإمارات، وذلك بفضل المطاعم السنغافورية المنتشرة في مدن الإمارات، والتي أسهمت في تعريف سكان المنطقة بأنواع المأكولات السنغافورية. وقد تم مؤخرا اختيار اثنين من المطاعم السنغافورية ضمن قائمة أفضل خمسين مطعماً في العالم للعام 2010، مما يؤكد أهمية قطاع المأكولات والضيافة السنغافوري على الصعيد العالمي. جلسات عائلية تضم فعاليات المهرجان عروضا حية للطبخ في أغلبية شوارع سنغافورة وعلى امتداد نهرها، وعروض تقديم المأكولات في الشوارع في جلسات عائلية حميمية ممتعة، وعرض العشاء الخاص بالأعراس لدى شعب «البيراناكان»، كما تقدم الأحياء الثقافية مثل «كامبونج غلام» و»ليتل انديا» و»تشاينا تاون» أطباقها التقليدية، التي تعبر عن ثقافتها الأصلية، التي لم تغير معالمها، رغم عصرية سنغافورة وحداثتها الكبيرة، كما تنظم فعاليات لعرض وتذوق طعام الاحتفالات في الصين وماليزيا والهند والطعام الخاص بالمسلمين، وسيحصل كل سائح يصرف ما قيمته 50 دولاراً سنغافورياً (نحو 34 دولاراً أميركياً) خلال المهرجان على كعكة «بيراناكان» المعروفة، والمصنوعة من دقيق الأرز. أما عن طبيعة المطبخ السنغافوري، فيقول الشيف محمد علي كوني، كبير الطهاة في مطعم «زعفران» بمنتجع «أتلانتس» في دبي: «نظراً لما تتمتع به المأكولات السنغافورية من نكهات غنية وإرث ثقافي وعرقي متنوع، فقد باتت هذه المأكولات تحظى باهتمام كبير من قبل ضيوفنا من منطقة الشرق الأوسط، فهي تعكس التنوع العرقي لدولتنا وثقافة الطعام المميزة التي تمزج بين النكهات الماليزية والصينية والإندونيسية والهندسية والنكهات الغربية لتخرج بمجموعة فريدة من الأطباق والمأكولات، كما تتميز سنغافورة بمطبخ متعدد النكهات في الطبق الواحد، وعلى رأسها المذاقات الحارة والحلوة والمرة، وإن طهي المأكولات السنغافورية يتطلب الصبر، كون أغلبية النكهات يتم طحنها يدوياً حتى تكون طازجة، كما أن معظم مكوناتها يتم إنتاجها محلياً، مثل التوفو والنودلز والروبيان المجفف، كما أن طهي الطعام السنغافوري يحتاج لوقت طويل وبمكونات غير متوقعة، وأن النتيجة تأتي غنية تماماً». ?الطعام البحري يضيف الشيف «محمد كوني: «الطعام البحري هو سيد مائدة سنغافورة،، وأشهر أطباقها هي «تشيلي كراب» و»تشيكن رايس» وسلطة «روجاك» وحلوى الفواكه «آيس كشا»، أما أهم مأكولات شعب «البيراناكان» فهو حساء معكرونة الأرز «لاكاسا» وطبق «أوتاك أوتاك»، وفي المناسبات مثل الأعراس يتم تقديم «البامية»، التي تختلف تماماً عن طبق البامية المتعارف عليه لدى بعض الشعوب العربية، وطبق «البرياني» الذي يشبه إلى حد ما طبق «البرياني» التقليدي في منطقة الخليج، لكن بلمسات سنغافورية».?كما يشير «كوني» إلى أن: «طحين الأرز وحليب جوز الهند يعدان من أهم مكونات الحلويات السنغافورية، التي تتصدرها حلوى «أوندي أوندي» المصنوعة من جوز الهند، وحلوى «كويلا بس»، وهي عبارة عن طبقات من طحين الأرز المحلاة بألوان مختلفة لكل طبقة، ولا تقف القائمة عند وصفة معينة، بل تطول لتوفر أطايب لا يمكن التنبؤ بها إلا في حال تجربتها». أطباق صينية بلمسة سنغافورية انتشرت النكهات الصينية في المطبخ السنغافوري بشكل كبير منذ قرن مضى، ويعود ذلك إلى المهاجرين الصينيين الذين أتوا بكل أصناف ونكهات المطبخ الصيني، ومن ثم اختلط المطبخ الصيني مع المطابخ المختلفة الموجودة في سنغافورة والقادمة من الهند وجنوب غرب آسيا، بل وحتى من الغرب، وأدى هذا التنوع والتداخل لمدارس الطبخ المختلفة في سنغافورة إلى ظهور المطبخ السنغافوري المميز بمذاقاته ونكهاته الفريدة التي تشكلت على مر السنين، ولهذا يقدم المطبخ السنغافوري طبق الدجاج بالأرز المعروف في جزيرة هاينان الصينية، لكن بطريقة يضفي فيها النكهة واللمسة الخاصة للمطبخ السنغافوري. «هاري رايا» عيد الفطر السعيد يعتبر كل من شهر يوليو وشهر أغسطس مثاليين للزوار القادمين من منطقة الشرق الأوسط ممن يخططون لقضاء عطلة الصيف في سنغافورة، حيث يتمتع الزوار بأجمل احتفاليات المأكولات ومهرجانات الطبيعة، بالإضافة إلى فرصة المشاركة في الأجواء الرمضانية الخاصة التي تتمتع بها سنغافورة خلال شهر رمضان الكريم»، حيث سيشهد يوم السادس من أغسطس بداية احتفالات العيد في سنغافورة، عيد الفطر السعيد الذي يعرف باسم «هاري رايا» وذلك احتفالاً بنهاية شهر رمضان الكريم، حيث ستقام الأسواق في كافة أنحاء مناطق «كامبونج غلام وجيلانج سيراي» التقليدية، كما سيتم تزين الشوارع بأجمل الديكورات والمصابيح، والتمتع بقراءات صلاة التراويح وقيام الليل المنطلقة من مساجد المسلمين في المدينة الذين يشكلون نسبة 15 بالمائة من إجمالي سكان سنغافورة، كما ستتوفر حزم وعروض ترويجية خاصة بالزوار القادمين من منطقة الخليج لزيارة سنغافورة خلال شهر رمضان الكريم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©