الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الهوية

الهوية
23 أكتوبر 2008 01:48
تتشعب فكرة الهوية بالنسبة للشعوب، فهناك تفاصيل عديدة تشكل هذه الهوية، إلا أن في الغالب يُتفق على أن الهوية تتكون من الموروث المنتقل من جيل إلى آخر، كاللغة واللهجة والفن والغناء والأدب والحكايات والسلوك البشري··· وفيما تحال كل هذه التفاصيل القديمة للشعوب إلى ما يصطلح عليه التراث، الذي بالتأكيد يجب المحافظة عليه، يُختلف في الوقت نفسه كيف يجب أن يستمر هذا التراث· ففي البلدان التي تنمو بشكل طبيعي ويشكل أبناؤها العنصر الأساسي في البناء حيث لا تكون هذه الهوية في خطر أو مهددة بشكل أو آخر من الاختفاء والذوبان في هويات أخرى لا تقف فكرة الهوية عند الموروث فقط، بل تتسع وتكون متجددة على الدوام وتكتسب أشكالاً متعددة على مر الأجيال؛ أي أن الهوية إضافة إلى إنها تحتوي الموروث الشعبي فإنها تتشكل كذلك كعملية تراكمية لثقافة ينتجها إنسان المكان، تكون جذورها راسخة في أرض المكان وروحها منتشية بهوائه، وهواها محلي وخيالها باتساع الكون· وفي مثل مكاننا فإن الهوية بالتأكيد تكون مهددة نتاج التدفق الكبير لثقافات وهويات متعددة من العالم إلينا· ولذلك جاءت المبادرة من قيادتنا بأن يكون هذا العام هو عام ''الهوية الوطنية''· وبما أن هذا الشعار يكرس ثقافة الانتماء والمواطنة فإن تجديده ضمن خطة خمسية (5 سنوات) ضرورة ملحة كي يعطي فاعلية كبيرة لتكريس الهوية الإماراتية في قلوب وروح أفراد المجتمع حاضراً ومستقبلاً· وعلى المؤسسات التنفيذية ذات الصلة، التنفيذ بفعالية وذكاء ووعي وحرص عميق ومتحمس وعقلاني، وذلك من خلال التأكيد أولاً على إنسان المكان في كل خطوة من خطوات التقدم والبناء، بأن يكون حاضراً في جميع خطط وقرارات الذهاب إلى المستقبل، ومميزاً في مكانه، وذلك كحق لا يقبل التهاون فيه، ووضعه في قمة الأولويات، قبل التأكيد ومناقشة كماليات الهوية، أي يجب الاهتمام والتركيز على روح الإنسان وقلبه وفكره، والتشجيع والدعم والاهتمام بشكل عالٍ جداً بالأدب والفنون المحلية وترويجها في المكان وكذلك تشجيع الجمع والبحث التراثي و القراءات العلمية، ويتم كذلك في هذه الخطة الخمسية التي تحمل شعار ''الهوية الوطنية'' إلى صياغة المشهد برمته من خلال قراءة جديدة لواقعنا·· قراءة على المستوى القومي من خلال الإجابة عن أسئلة مثل: ما الوضع الحقيقي الذي نحن فيه؟ ماذا نصنع من أجل التطوير والتصحيح؟ كيف ننفتح على العالم ونتعامل معه؟ وكيف نستمر في إنجاز مشاريعنا الفكرية والعلمية والثقافية والاقتصادية والرياضية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©