السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التحدي الأمني في «ريو»!

17 مايو 2014 22:46
ديفيد بيلر ريو دي جانيرو - البرازيل كان الولدان يشهران سكينين، ولذلك، اضطر كارلوس جوزمان لتسليمهما خاتم زواجه وهاتفه المحمول من نوع «آي فون» ومحفظته. غير أن ما أغاظه حقاً هو أن الشرطة قالت إنها تعرف المكان الذي يعيش فيه أحد الولدين، ولكنها لم تحرك ساكناً. ويقول جوزمان، 36 عاماً: «لقد قالوا لي إنني محظوظ لأنني لم أُبدِ أي مقاومة، لأن أحد الولدين معروف باستخدام الأدوات الحادة في طعن الناس، ولكن نظراً إلى أنه قاصر، فإنهم لا يستطيعون فعل أي شيء»، مضيفاً «أعتقدُ أن الأمر سيزداد سوءاً مع كأس العالم». والواقع أن جرائم الشارع ما فتئت تزداد في مدينة ريو دي جانيرو، التي تُعتبر أكبر وجهة سياحية في البرازيل، في وقت تستعد فيه الشرطة لقدوم 400 ألف من المشجعين المتوقع حضورهم في هذا الحدث الكروي العالمي الذي يمتد على مدى ستة أسابيع وينظم مرة كل أربع سنوات. غير أن هذا الانفلات الأمني يتزامن مع تباطؤ اقتصادي ومشاعر استياء متنامية بعد نحو عشر سنوات من السلم المتزايد في الأحياء الفقيرة، التي تُعرف بالـ«فافيلاس»، المتناثرة عبر أرجاء المدينة. فقد قفزت جرائم السطو بنسبة 19 في المئة العام الماضي لترتفع إلى 37 ألفا و412، وفق الأرقام الرسمية. وهو ما يمثل ضعف الأرقام المسجلة في نيويورك ومكسيكو سيتي، وإنْ كان عدد سكان ريو دي جانيرو، الـ6,3 مليون نسمة، أقل بمليوني نسمة تقريباً. أما في المنطقة السياحية الرئيسية، التي تضم أحياء كوباكابانا وفلامينجو وإيبانيما، حيث تعرض جوزمان للسطو، فقد ارتفعت مثل هذه الجرائم بـ49 في المئة. كما قفزت جرائم السطو هناك بـ53 في المئة في شهر يناير مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وكان شاطئا إيبانيما وأربوادور شهدا العام الماضي سلسلة من الحوادث المعروفة باسم «أراستوز»، أو «الجري الكبير»، التي يقوم فيها أفراد العصابات بالجري بسرعة وسط الحشود فيضربون الناس ويخطفون كل ما طالته أياديهم. وبينما كانت قناة «جلوبو» التلفزيونية تستجوب امرأة حول جرائم السطو أمام الكاميرا، حاول ولد خطف قلادتها بسرعة البرق، فحاول الصحفي اللحاق به ولكن دون طائل. وخلال كأس العالم، تعتزم الشرطة تأمين منطقة في محيط ملعب ماراكانا، الذي سيحتضن المباراة النهائية، ومناطق سياحية أخرى، إضافة إلى نشر قرابة 7 آلاف ضابط من الشرطة العسكرية، من بينهم ألفا ضابط تم تعليق إجازاتهم، وفق بيان صدر في العاشر من شهر أبريل. هذا في حين من المقرر أن يعمل 156 ضابطاً آخر يتحدثون لغات أجنبية عبر أنحاء المدينة. وزاد وجود الشرطة في مدينة ريو دي جانيرو في وقت تستعد فيه السلطات لكأس العالم والألعاب الأولمبية الصيفية عام 2016، حيث بلغ عدد قوات الشرطة المدنية والعسكرية 54 ألفاً و173 عنصراً في 2013، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 11 في المئة مقارنة مع 2007، وفق السلطات الأمنية التابعة للولاية. وبالتوازي مع ذلك، ارتفع عدد السياح الأجانب القادمين إلى ريو دي جانيرو إلى 1,76 مليون شخص في 2012 مقارنة مع 1,46 مليون قبل عشر سنوات، حسب أحدث البيانات، علماً بأن وكالة السياحة الوطنية تتوقع 600 ألف زائر خلال كأس العالم. يذكر أن الشرطة أنشأت منذ 2008 حوالي 37 مما يسمى «وحدات التهدئة» في الأحياء الفقيرة التي كانت تسيطر عليها العصابات. وتبدأ حملات هذه الوحدات مع الشرطة، التي تكون مدعومة أحياناً بجنود ومدرعات، بسط سيطرتها على الحي وتبقى فيه لأشهر، على عكس التكتيك السابق المتمثل في تنفيذ توغلات خاطفة من أجل إلقاء القبض على المجرمين واحتجاز المخدرات، وهو ما كان يؤدي في أحيان كثيرة إلى نشوب معارك ضارية. وعلى رغم أن المدينة تشبه ورش بناء ضخمة، إلا أن الـ24 ألفاً و211 وظيفة التي تم توفيرها في مدينة ريو خلال الـ12 شهراً حتى شهر مارس تمثل أقل من نصف العدد المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق وزارة العمل. وهذا التباطؤ الاقتصادي ساهم في تلاشي الشعور بالفرص، كما تقول تيريسا ويليامسون، المديرة التنفيذية لـ«كاتاليتيك كميونيتيز»، وهي منظمة تنشط في الأحياء التي تعاني من الفقر. وإضافة إلى ضعف التعليم، فإن الـ«فافيلاس» ما زالت تعاني من انقطاعات الماء والكهرباء، وعدم انتظام خدمة جمع النفايات المنزلية أو غيابها، وقنوات صرف صحي مفتوحة في معظم الأحيان. وتقول ويليامسون: «إن الناس لا يلجأون إلى الأساليب المتطرفة إلا عندما لا يكون لديهم أمل، والحال أنهم قبل عامين أو ثلاثة أعوام كانوا متفائلين»، مضيفة «إن ازدياد الجريمة هو نتيجة لفقدان الأمل!». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©