السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد السويدي: لـ «الاتحاد»: رمضان يجمع الإمارات وسلطنة عُمان بنفحات تراثية

محمد السويدي: لـ «الاتحاد»: رمضان يجمع الإمارات وسلطنة عُمان بنفحات تراثية
9 يونيو 2018 22:32
أحمد النجار (دبي) قال محمد سلطان سيف السويدي سفير الإمارات في سلطنة عُمان الشقيقة، إنه اعتاد منذ أعوام كثيرة على قضاء شهر رمضان الكريم خارج البلاد بحكم عمله الطويل في الحقل الدبلوماسي، معتبراً أن تجربة شهر رمضان في الدول الأجنبية تختلف كثيراً عن الدول العربية من حيث مظاهر الاحتفال والأجواء الاجتماعية والطقوس الدينية التي تعكسها المساجد. وأضاف: «لرمضان في كل بلد عربي خصوصيته ونفحاته الروحانية والثقافية، حيث تتعدد العادات وتتباين المظاهر في دول الشام ودول المغرب العربي، وتختلف الأجواء عنها في العراق ومصر وسواها، لكن رمضان وفق السفير السويدي في دول الخليج له لون تراثي متميز بطابعه، بفضل روابط القيم والتقاليد المتناغمة التي تحكمها عادات اجتماعية واحدة، ومظاهر احتفالية مستوحاة من سيرة الآباء والأجداد يتوارثها جيلاً بعد جيل». مشاعر الحنين ولفت إلى أن شهر رمضان المبارك في الإمارات، لا يكاد يختلف في جوهره الديني أو محتوى طقوسه وروحانية لياليه عن جارته الشقيقة سلطنة عمان، من دون أن يخفي مشاعر الحنين التي تخالجه بكونه يؤدي رسالة سامية في سبيل خدمة وطنه وإعلاء كلمته وتجويد رسالته، وتعزيز مكانته في مختلف مجالات الحياة، ولم يفوت السويدي بالطبع تأكيد أن أجواء رمضان في الوطن مع الأهل والأصدقاء والمقربين، لها خصوصية عائلية وقيمة روحية ومكانة خاصة في وجدانه. 10 أيام مع الأهل كما أشار إلى أنه يقضي جزء من شهر رمضان في سفارة الدولة بالسلطنة من أجل أداء واجباته ومهامه الدبلوماسية على أكمل وجه، ومع اقتراب العيد، يحاول استقطاع الـ 10 أيام الأخيرة من الشهر، للعودة إلى الوطن لعيش روحانية العشرة الأواخر مع الأهل واستثمارها بزيارة الأصدقاء والأقارب في المجالس، حيث يواظب كل عام على إقامة مجلس رمضاني يدعو فيها كل زملاء الدراسة من طلبة الإمارات الذين درسوا في القاهرة، ويجمعهم في جلسات خاصة لاستعادة ذكريات الماضي. الإنسانية وتناول السويدي في حواره مع «الاتحاد» أبرز الطقوس الرمضانية والمظاهر الروحانية والأنشطة التي ترعاها السفارة خلال الشهر الكريم، معتبراً أن شهر رمضان لهذا العام له قيمة خاصة، كونه يأتي بالتزامن مع عام زايد، حيث تهتم السفارة كعادتها السنوية، بتنظيم أنشطة اجتماعية، وترفع هذا العام شعار عام زايد صانع العطاء لكل للإنسانية، وتساهم السفارة في ترجمة مبادرات خيرية، بتوفير وجبات كاملة للمحتاجين يتم توزيعها مع بعض التمور ضمن المحيط المجاور. قواسم تراثية وبسؤاله عن أبرز مظاهر وطقوس رمضان بالنسبة للمجتمع العماني، قال إن شهر رمضان يحكمه تراث خليجي واحد، حيث توجد قواسم اجتماعية وتراثية وثقافية مشتركة بين رمضان في الإمارات ورمضان في سلطنة عمان؛ لذلك فإن الالتزام بهذا الموروث، أضحى بمثابة عادة وواجب اجتماعي، يبرز في سلوكيات الناس، فعلى سبيل المثال فإن طقوس الاستقبال بعد ثبوت الهلال وأداء صلاة التراويح وتبادل التهنئات هي المظاهر الاحتفالية نفسها في الإمارات، ويمتد التشابه في المساجد العامرة بالمصلين، خاصة عند صلاة التراويح، وعناصر مائدة الإفطار، وينعكس أيضاً في زخم البطولات الرياضية والفعاليات الاجتماعية التي تجمع الناس في البيوت والمقاهي. مجالس وخيام وذكر أن رمضان متشابه بين البلدين الشقيقين، خاصة في حجم تظاهرة الخيام الخيرية المفتوحة لإفطار الصائمين من الجنسيات كافة واتساع رقعة المجالس والبيوت الكبيرة، والتي تتحول إلى منصات اجتماعية وثقافية لتبادل الزيارات والأحاديث، وإحياء ليالي رمضان، كما تشهد الإمارات انتعاش كبير في الأنشطة التراثية والمسابقات والندوات الثقافية والدينية، وارتفاع وتيرة العطاء وحملات التطوع من أجل الناس وخدمة المجتمع بحل مشكلات، وتفريج كرب وقضاء ديون وزيارة مرضى، وغيرها من المبادرات التي تزدهر في أرض زايد الذي غرس فينا قيم العطاء وحب الخير للغير. طقوس رمضانية وعرج للحديث عن طقوسه الرمضانية الخاصة التي يحرص على مزاولتها في شهر رمضان خارج الدولة بعيداً عن الأهل والوطن، وقال السفير، إن حاله كأي مواطن عادي، يواظب على المواءمة بين طقوس العبادة وواجبات العمل، وبعد إنجاز مهامه ومسؤولياته صباحاً، يقضي نهاره موزعاً بين الصلاة وقراءة القرآن ومطالعة كتب مختارة ومتابعة أخبار الوطن والعالم، من ثم البدء بالاستعداد للإفطار، ولا يتردد في تلبية الدعوات الاجتماعية، وحضور ندوات وفعاليات مختلفة تنتعش في أمسيات رمضان في سلطنة عمان، مشيراً إلى أن حرصه على تلك المشاركات لا يقتصر فقط في رمضان، حيث يكون في مقدمة الحاضرين في مناسبات ومهرجانات مختلفة تربط البلدين وتعزز تواصلهما وتلاحمهما، فمنها مثلاً معرض الكتاب وافتتاح مشاريع تجارية وأنشطة ثقافية، أهمهما مشاركة الإمارات في «بيت الزبير» الذي يشتهر دائماً بتنظيم أنشطة مختلفة. عام زايد وقال: لدينا حضور ثقافي وتراثي مستدام، تشارك به الإمارات سنوياً في سلطنة عمان، ويطوف 80 بلداً، ليغطي قارات العالم الخمس، هو مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الذي تستضيفه العاصمة العُمانية مسقط، وتكمن خصوصيته، بحسب السفير في كونه يتزامن مع الاحتفالات بعام زايد الخير، وأيضاً بمرور 100 عام على ميلاده. وأضاف السفير أنه يحرص على تلبية المناسبات والفعاليات المختلفة لتعزيز مكانة الدولة، وسعياً إلى مدّ جسور التعاون وتعميق الروابط الاجتماعية المشتركة بين البلدين الشقيقين، وبناء علاقات إيجابية لتبادل الأفكار والتجارب والرؤى. وتولي سفارة الدولة اهتماماً كبيراً لأبناء الإمارات، وتحرص على تسيير أمورهم وتسهيل احتياجاتهم، لكنهم ونظراً إلى القرب الجغرافي، يغتنمون الفرصة لقضاء شهر رمضان الكريم مع أهاليهم وسط محيطهم الأسري والاجتماعي. ازدهار العلاقات توجه محمد السويدي سفير الإمارات في سلطنة عُمان الشقيقة، بمناسبة الشهر الفضيل، بالتهنئة المباركة إلى القيادة الرشيدة، ووجه رسالة إلى الأهل وكافة أطياف مجتمع الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، متمنياً أن يسود الأمن ويعمّ الأمان كل الأقطار العربية ودول الخليج العربي بصفة خاصة، مستبشراً بأن يكون عام زايد هو عام عطاء وسلام ووئام لكل الشعوب العربية والإسلامية كافةً. وأضاف: «أتمنى دوام ازدهار العلاقات الإماراتية والعُمانية والتي تربطنا بها قيم تاريخية واحدة وعادات وتقاليد نابضة منذ القدم، فضلاً عن صلات النسب بين العائلات المشتركة التي يعيش نصفها في الإمارات ونصفها الآخر في بلدنا الثاني سلطنة عمان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©