منتدى الأمن العالمي يدعو إلى تعميم الخبرات لمواجهة الكوارث الطبيعية والبشرية

دعا خبراء في الأمن والسياسة الدولية والأعمال التجارية أمس إلى تعميم التجارب على مستوى العالم، والاستفادة من الخبرات في مجال التدريب والاستعداد لمواجهة مختلف الكوارث الطبيعية والبشرية· وتبادل الخبراء المشاركون في منتدى الأمن العالمي 2008 الذي اختتم أعماله في قصر الإمارات بأبوظبي أمس، على مدى يومين خبراتهم في التعامل مع الحوادث والزلازل والبراكين والمخاوف البيئية، فضلاً عن الأعمال الإرهابية والتهديدات الأمنية وغيرها، إضافة إلى إطلاعهم على آخر المستجدات الأمنية العالمية، وكيفية تقييم العواقب الاجتماعية للكوارث، وتأثيراتها على السكان· وخلال اليوم الأخير من المنتدى، استعرض اللواء محمد العوضي المنهالي المدير العام للعمليات الشرطية بالإنابة مدير عام الموارد البشرية في شرطة أبوظبي التجارب المستقاة من حادث غنتوت الذي وقع في شهر مارس الماضي على طريق الشيخ مكتوم الواصل بين أبوظبي ودبي، وأسفر عن مصرع أربع أشخاص، وإصابة 347 شخصاً، واحتراق 30 سيارة، وتضرر نحو 200 سيارة· وقال المنهالي إنه تم ربط غرفة العمليات مع المركز الوطني للأرصاد، لمتابعة الأحوال الجوية ومنها الضباب، بهدف اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهته، وتوفير دوريات إضافية على الطرق الخارجية· وأضاف المنهالي أن لجنة متخصصة جرى تشكيلها في إدارة هندسة الطرق بمديرية المرور والدوريات ودائرة النقل وإدارة الطرق بالبلدية لتحسين الطرق وتركيب لوحات الكترونية تظهر للسائقين مواقع الازدحام والأحوال الجوية، إضافة إلى إنشاء نظام المراقبة التلفزيونية على الطرق الخارجية، وزيادة عدد سيارات الإسعاف في المستشفى الميداني· وأوضح اللواء المنهالي أن أهم نتائج حادث عنتوت إنشاء مكتب العناية بالضحايا، الذي يقدم الدعم النفسي لأهالي الضحايا والمصابين، ويعد مركزاً لاستقبال الاستفسارات عن الضحايا ووحدة لمطابقة أسماء الضحايا والمصابين· وكان الفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية افتتح أمس المنتدى، وقال في كلمته نيابة عن وزارة الداخلية إن انعقاد المنتدى العالمي للأمن في دولة الإمارات العربية المتحدة يعد فرصة حقيقية لتعزيز جهود التعاون البناء، والارتقاء بمنظومة الأمن في المنطقة، عبر تبادل الخبرات المحلية والعالمية، وتفاعل المشاركين، للخروج بأفضل النتائج الممكنة، لخدمة الدول والشعوب كافة، والتي بات الأمن فيها مطلباً ملحاً لضمان التقدم والازدهار· وفي لقاء خاص بـ''الاتحاد''، أكد ممثل الحكومة البريطانية للحريق والإنقاذ ومستشارها الرئيسي كين نايت ''تقدم'' مستوى الإمارات في مواجهة الحرائق وتمتعها بصورة إيجابية في هذا المجال، مشيراً إلى الدور ''الفعال'' الذي تلعبه الإمارات في مواجهة الأزمات العالمية بالتعاون مع الأمم المتحدة· وقال نايت على هامش المنتدى إن تنظيم الحكومة الإماراتية لهذا المؤتمر واستضافتها للخبراء والاستشاريين من مختلف دول العالم على أرضها ''يُظهر مدى اهتمامها الجدي والعميق بتعزيز أمن البلاد والمنطقة، والارتقاء بمنظومة العمل الأمني إلى أفضل المستويات العالمية''· وأضاف أن الجهود التي تبذلها الإمارات ضرورية لزيادة جهوزيتها في مجال التصدي للكوارث والأزمات في حال وقوعها، لافتاً إلى أن المملكة المتحدة لم تكن جاهزة أمنيا قبل وقوع تفجيرات السابع من تموز قبل ثلاث سنوات، مما دفعها لإعادة النظر في مستوى جهوزيتها لمواجهة مثل هذه التحديات· ورأى نايت الذي شغل منصب المفوض في شرطة مكافحة الحريق في لندن أن تنظيم الملتقى في أبوظبي يساهم في تبادل الخبرات والتجارب بين الإمارات ودول العالم، خصوصاً مع المؤسسات المعنية بقضايا الأمن والنكبات والكوارث· وأشار نايت إلى أن تبادل الخبرات بين المملكة المتحدة والإمارات نشط على أكثر من صعيد في الجانب الأمني، حيث شهد العام الماضي تبادل زيارات وخبرات بين فرق الدفاع المدني في البلدين