الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإفطار في السفر أو المرض رخصة من الله

9 يونيو 2018 21:55
حسام محمد (القاهرة) عن جابر بن عبدالله رضي الله قال، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه، فقال ما هذا، فقالوا صائم، فقال صلى الله عليه وسلم: «ليس من البر الصوم في السفر». يقول الدكتور إسماعيل عبد الرحمن أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: المقصود بالحديث الشريف أن الإنسان عليه أن يؤتي رخص الله عز وجل حيث إنه تعالى أباح للإنسان الذي نوى الصيام أن يفطر في حالات بعينها، حيث قال في كتابه العزيز: (... فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ...)، «سورة البقرة: الآية 184»، وقد اتفق العلماء على أن الإفطار في السفر مباح تنفيذاً لتلك الأية الكريمة ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم وقد اختلف الفقهاء في المسافة المباح بها الإفطار وقيل إنها أكثر من 80 كيلو متراً وقد قدرت المسافة لقصر الصلاة ولإباحة الفطر عند أكثر المذاهب بنحو 84 كيلو متراً وإن كان بعض العلماء لا يشترط مسافة أصلاً، فإن كل سفر يسمى سفراً لغة وعرفاً يجيز فيه قصر الصلاة، كما يجيز للمسافر أن يفطر، وهذا ما قرره القرآن الكريم والسنة، وهو مخير في ذلك، فقد كان الصحابة يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: فمنا الصائم ومنا المفطر، فلم يعب المفطر على الصائم ولم يعب الصائم على المفطر، بل قد يكون الصيام في السفر معصية وإثماً، جاء عن جابر «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح، فصام حتى بلغ كراع الغميم، وصام الناس معه، فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإن الناس ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون إليه، فأفطر بعضهم وصام بعضهم فبلغه أن ناسا صاموا، فقال: «أُولَئِكَ العُصَاةُ»، وقال أنس رضي الله عنه: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلا في يوم حارٍّ، أكثرنا ظلا صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصُوَّام، وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الرِّكاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر». وقال العلماء إنه يستفاد من الحديث أن الصيام في السفر لمن يشق عليه ويضعفه أو يؤدي به إلى ترك ما هو أولى من الصوم من وجوه القربِ فإذا كان قادراً على الصيام رغم السفر فله أن يصوم وإن لم يقدر فعليه بالإفطار، فأيسرهما على صاحبه هو أفضل. وقد أجاز العلماء للمسافر أن يفطر في سفره سواء كان ماشياً أو راكباً وسواء كان ركوبه بالسيارة أو الطائرة وغيرهما وسواء تعب في سفره تعباً لا يتحمل معه الصوم أم لم يتعب، اعتراه جوع أو عطش أم لا لأن الشرع أطلق الرخصة للمسافر سفر قصر ولم يقيد ذلك بنوع من المركوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©