الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدار البيضاء.. تراث معماري مهدد بالزوال

3 مايو 2012
تعد الدار البيضاء متحفاً فنياً في الهواء الطلق بتنوع التراث المعماري للمدينة بين الإسلامي في المدينة القديمة، والطرز المعمارية التي أدخلت خلال فترة الاستعمار مثل "آر ديكو". وعلى امتداد شارع محمد الخامس، أحد أقدم شوارع الدار البيضاء، لا تمنع حركة الترامواي الذي يفترض أن يخفف زحمة السير في أكبر مدينة بالمغرب العربي، عشاق الأعمال الفنية من التمتع بالتنوع المعماري لعشرات الأبنية التي تعود أغلبها إلى مطلع القرن العشرين. وقال المهندس المعماري كريم الرويسي نائب رئيس جمعية ذاكرة الدار البيضاء إن سبب تفرد الدار البيضاء "هو أنها شكلت طيلة النصف الأول من القرن العشرين مختبرا معمارياً". وأضاف "يمكن أن نجد مثلاً بنايات على طراز آر نوفو، مثل بناية ماروك سوار التي صممها المهندس المعماري الفرنسي ماريوس بوايه، الذي ينتمي للمدرسة الموريسكية الحديثة". وبنى المهندسون المعماريون، والفرنسيون على وجه الخصوص، هذه البنايات للمستعمرين خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، ثم للطبقة البرجوازية المحلية فيما بعد. واستوحى المهندسون تصميم بناياتهم من طرازي "آر ديكو" و"آر نوفو" الرائجين في أوروبا وقتها، وأضافوا إليهما زخرفات مغربية تقليدية، مع استخدام الجص أو النحت على خشب الأرز، فأعطى هذا التمازج أسلوبا فريدا. واسم الدار البيضاء الذي يطلقه المغاربة على المدينة، هو ترجمة لكلمة "كازابلانكا"، الاسم الذي أطلقه الإسبان على المدينة عند بنائها مطلع القرن الـ19. لكن التراث المعماري لمدينة الدار البيضاء مهدد اليوم بالهدم والإهمال والمضاربات العقارية. وأصبح من الصعب الآن على اللذين لا يزالون يحنون إلى أيام هامفري بوجارد وآنجريد برجمان، التعرف إلى ملامح المدينة الأصلية. ففي وسط الدار البيضاء، قرب المدينة القديمة، تحولت بناية "إكسلسيور" القديمة، إلى أحد أهم المقاهي التي يقصدها الأغنياء البوهيميون. وشيد مبنى إكسلسيور المهندس المعماري الفرنسي هيبوليب جوزيف دولابورت سنة 1916، وهندسته بسيطة لكنها مليئة بالتفاصيل المرهفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©