السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سفانة بنت حاتم الطائي.. أكرمها النبي وخلصها من الأسر

9 يونيو 2018 21:57
القاهرة (الاتحاد) سفانة بنت حاتم الطائي، من فواضل النساء، ذات رأي قوي حكيم، نموذج من الفصاحة والبلاغة ومكارم الأخلاق، أبوها ملك في قومه، أبرز شعراء العرب، كانت تفاخر الناس بكرمه وجوده، أخوها عدي ورث الملك عن أبيه، فرّ إلى الشام بعد هزيمة قبائل بني طيء. ورثت عن أبيها الكرم والسخاء، وتعلمت منه مكارم الأخلاق، فكان يُعطيها من إبله ما بين العشرة إلى الأربعين، فتهبها وتُعطيها الناس، فقال لها يا بنية إنَّ القرينين إذا اجتمعا في المال أتلفاه، فإما أن أعطي وتمسكي، وإما أن أُمسك وتعطي، فإنه لا يبقى على هذا شيء، فقالت: والله لا أُمسك أبداً، وقال أبوها: وأنا والله لا أمسك أبداً، قالت: فلا نتجاور، فقاسمها ماله. تميزت بالثقة والعزة، جيء بها إلى المدينة مع السبايا اللاتي أسرهن المسلمون بعد غزوهم لقبيلتها، وكانت سفانة إلى جانب الإحسان وجود اليد، فصيحة اللسان إذا تكلمت أعجبت، وإن استرسلت أدهشت، قوية الشخصية، مرّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت له: يا رسول اللَّه امْنُنْ عليّ، مَنَّ اللَّه عليك، فقد هلك الوالد، وغاب الوافد، فسألها صلى الله عليه وسلم: ومَنْ وَافِدُك؟، قالت: عدي بن حاتم، قال: الفارُّ من الله ورسوله؟، ومضى حتى مرّ ثلاث، فقالت: لا تُشَمِّتْ بي أحياء العرب، فإني بنتُ سيد قومي، كان أبي يفك الأسير ويحمي الضعيف، ويَقْرِي الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا بنت حاتم الطائي، أوليس الذي يتصف بتلك الخلال جديراً بأن يشفع في نفسه، ويشفع للآخرين بسجاياه؟، فرد صلى الله عليه وسلم: يا جارية، هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، ثم قال لأصحابه: خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، أطلقوا من معها كرامة لها ولأبيها، ثم قال: ارحموا ثلاثاً وحق لهم أن يُرحموا، عزيزاً ذلّ من بعد عزّهِ، وغنياً أفتقر من بعد غناه، وعالماً ضاع ما بين جُهّال، ثم قال لها: لا تعجلي حتى تجدي ثقة يبلغك بلادك، ثم آذنيني. رأت في النبي صلى الله عليه وسلم، جوداً لا كالجود، وكرماً فاق كرم أبيها، محباً للفقير، يفك الأسير، ويرحم الصغير، ويعرف قدر الكبير، فأيقنت أن هذا الخُلق الكريم لا يصدر إلا من قلب ينبض بالرحمة، فدعت له، اعترافاً بالصنيع، ورداً للجميل، ووفاء للإحسان، فقالت: أصاب الله ببرك مواقعه، ولا جعل لك إلى لئيم حاجة، ولا سلب نعمة عن كريم قوم إلا وجعلك سبباً في ردها عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©