الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا في الطريق المسدود

سوريا في الطريق المسدود
31 يناير 2016 02:43
من الطبيعي والبديهي والمنطقي لضمان نجاح أي مبادرة أو حوار بين أي طرفين مختلفين تهيئة الأجواء وتصفيتها، وتأسيس أرضية صلبة من أجل الوصول إلى الغايات والأهداف المبتغاة بإزالة الاختلاف وتحقيق المصالحة، ومن دون ذلك لا يمكن لأي دبلوماسية مهما كبر وعلا شأنها أن تحقق ما ترجوه. دعوة الأمم المتحدة أطراف الصراع في سوريا من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة المستفحلة التي صارت من أعقد الأزمات على مر التاريخ، تجد دعماً من كل دعاة السلام والاستقرار في العالم، الكل يتطلع إلى حوار جاد وعقلاني من أجل وقف هذه المأساة التي انفطر لها قلب الإنسانية، وأبكت الضمير الحي. الضغوط التي ظلت تمارسها القوى الكبرى على المعارضة السورية من أجل الذهاب إلى جنيف، لن تثمر حلاً، ولن تجدي نفعاً، فمطالب المعارضة السورية ليست شروطاً، بقدر ما هي حقوق مشروعة للشعب السوري كافة، بفك الحصار عن المدن وإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف آلة النظام الهمجية وقصفه المدن السورية على رؤوس ساكنيها، فإنْ كانت الأمم المتحدة والقوى الكبرى ترغب في نهاية لهذا «العبث» فعليها أن تضغط على نظام الأسد بدفع هذه المستحقات من أجل الدخول في حوار يوقف شلالات الدم، ويعيد الإنسانية المسروقة لهذا الشعب الذي اكتوى بـ«نيران» هذا النظام. لابد من فعل جاد لإنهاء هذه الأزمة التي امتدت آثارها إلى جميع دول المنطقة، وجعلتها مسرحاً للمتطرفين والإرهابيين، وأحالتها بؤرة باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين، وأفرزت واقعاً إنسانياً محبطاً، عنوانه القتل والدمار والتشرد واللجوء في ظل ظروف معقدة وصعبة وطريق مسدود. يجب أن يقف المجتمع الدولي، وقبله مجتمعنا العربي، موقفاً قوياً من أجل إنهاء هذه «الكارثة»، ليستعيد السوريون كرامتهم وحريتهم ودولتهم، فقد طفح الكيل ووصل منتهاه. القوى الكبرى جميعها دون استثناء، جعلت من سوريا، ومن شعبها، ساحة لتحقيق مصالحها واختبار قدراتها، مواقف ظلت طوال سنوات هذه الأزمة «رمادية» اللون، ظللنا نتابع تردد المجتمع الدولي وتغير استراتيجيته، دون حزم وحسم للمواقف، وظل السوريون يدفعون ثمناً باهظاً نظير ذلك، وقد آن الأوان لفعل قوي ضد صلف وجبروت النظام السوري ومن يقف معه. الجيلي جمعة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©