الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاة الجمعة.. اجتماع على عبادة عظيمة

صلاة الجمعة.. اجتماع على عبادة عظيمة
9 يونيو 2018 21:58
أحمد محمد (القاهرة) أمر الله تعالى المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجمعة، وأن يقصدوا ويعمدوا ويهتموا في سيرهم إليها بوقار وسكينة، بالقلوب والنية والخشوع، فيوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، وخير يوم طلعت عليه الشمس، شُرع اجتماع المسلمين فيه، لتنبيههم على عظم نعمة الله عليهم، وحثِّهم على شكرها، ليتمَّ الاجتماع في مسجد واحد، وأمر الله المؤمنين بحضور ذلك الاجتماع لسماع الخِطبَة وإقامة تلك الصلاة، وهي فرض على كل من استكملت فيه الشروط، على كل مكلف قادر، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى? ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَ?لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، «سورة الجمعة: الآية 9». يقول العلماء، يحث الله تعالى عباده المؤمنين على هذه العبادة العظيمة، والتي تعتبر من الأمور المهمة والواجبة في شريعة الإسلام، حيث إن الكثير من المسلمين يجهلون أحكام هذه العبادة وصفاتها التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم، فحكم صلاة الجمعة شرعاً لا يختلف العلماء قاطبة على وجوبها على كل مسلم ذكر مكلف، ولذلك فإن فعل الأمر في هذه الآية (... فَاسْعَوْا...)، يقتضي وجوب فعله، وهناك نهي عن البيع، حتى لا يُشتَغَل به عنها، ولا يقتصر عن البيع فقط، بل ويشمل أيضاً كل الأمور التي من الممكن أن تُلهي عن هذه الصلاة. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم عليه السلام وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة»، وقال: «سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمها عند الله تعالى وأعظم عند الله تعالى من يوم الفطر ويوم الأضحى وفيه خمس، خلق الله عز وجل فيه آدم وأهبط فيه آدم إلى الأرض وفيه توفي وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا آتاه اللّه إياه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا هن يشفقن من يوم الجمعة». وتجب صلاة الجمعة على المسلم الحر العاقل البالغ، المقيم القادر على السعي إليها، الخالي من الأعذار المبيحة للتخلف عنها، وأما من لا تجب عليهم فهم المرأة والصبي، والمريض الذي يشق عليه الذهاب إلى الجمعة أو يخاف زيادة المرض أو بطأه وتأخيره، ويلحق به من يقوم بتمريضه إذا كان لا يمكن الاستغناء عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض»، والمسافر إذا كان نازلا وقت إقامتها، فإن أكثر أهل العلم يرون أنه لا جمعة عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسافر، فلا يصلي الجمعة فصلى الظهر والعصر جمع تقديم، وكذلك فعل الخلفاء وغيرهم، وكل معذور مرخص له في ترك الجماعة، كعذر المطر والوحل والبرد ونحو ذلك، وإنما يجب أن يصلوا الظهر، ومن صلى الجمعة صحت منه. ولا خلاف بين العلماء في أن الجماعة شرط من شروط صحة الجمعة، واختلفوا في العدد الذي تنعقد به إلى خمسة عشر مذهباً ذكرها الحافظ في الفتح، والرأي الراجح أنها تصح باثنين فأكثر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الاثنان فما فوقهما جماعة»، قال الشوكاني: وقد انعقدت سائر الصلوات بهما بالإجماع، والجمعة صلاة فلا تختص بحكم يخالف غيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©