عروض سينمائية مائية تروي سيرة تطور إمارة الشارقة

وسط حشود غفيرة، انطلقت العروض السينمائية المائية بالتزامن مع حلول عطلة نهاية الأسبوع، حيث خطفت التقنيات المبهرة للعرض أنظار الجمهور، الذي تابع الحدث بالهتاف والتصفيق مع كل وصلة، وقد بدأ العرض الأول للنافورة برقصات مائية على أنغام الموسيقى مع تداخل الألوان المختلفة في العروض مما شكل لوحة فنية موسيقية مبهرة في قلب بحيرة خالد، تجسد مسيرة التطور التي شهدتها إمارة الشارقة من خلال الماء المتدفق في الأجواء وأضواء الليزر. وتميزت العروض بالتفنن في عمل تشكيلات من الأعمدة المائية الراقصة بألوان وأشكال هندسية كان لها وقع السحر في سماء ليل بحيرة خالد. (الشارقة) - انطلقت العروض السينمائية المائية، اعتبارات من نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن قررت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) تخصيص يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع لتقديم العروض السينمائية المائية على نافورة الشارقة في واجهة المجاز المائية، حيث ستقوم نافورة الشارقة وبشكل أسبوعي بتقديم عرض فيلم “الشارقة الماضي الحاضر والمستقبل”، عند الساعة التاسعة مساء من يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، يليه عرض شعري بعنوان “الشارقة” للشاعر الإماراتي محمد عبدالله البريكي في تمام العاشرة مساء، بهدف إضافة المزيد من أجواء المتعة والفرح والبهجة في واجهة المجاز المائية أبرز الوجهات السياحية الجديدة في إمارة الشارقة. صور ثلاثية الأبعاد تميز العرض الأول للنافورة، بتناول سيرة تطور إمارة الشارقة على مدار أربعين عاما خلت، وتناول نمو مختلف قطاعات الإمارة ونجاحها في تحقيق تنمية مستدامة في المجالات كافة، كما تميز العرض الأول باستخدام تقنيات حديثة ساحرة، تجسدت على صفحة الماء بصورة ثلاثية الأبعاد، استطاعت حمل الجمهور إلى تاريخ ليس ببعيد، من خلال تصاميم راقية أذهلت الحضور الذين قام أغلبهم بتصوير العروض بكاميراتهم الشخصية وهواتفهم المحمولة. في هذا السياق، أعلنت مؤسسة “شروق” عن تواصل استقبال نافورة الشارقة لزوارها بعروض موسيقية يومية مبهرة من قلب بحيرة خالد، حيث سيتم بث ستة عروض موسيقية، يبدأ أولها في تمام الساعة السابعة مساء يليه عرض آخر في الساعة السابعة والنصف مساء، ثم يليه عرض ثالث في الساعة التاسعة مساء وآخر في العاشرة، ثم عرض آخر في تمام الحادية عشرة ليلاً، أما العرض الأخير فيكون عند منتصف الليل، وستتراوح مدة كل عرض موسيقي ما بين خمس وسبع دقائق، ضمن إطار يتناغم فيه الماء مع الألحان فيما تتداخل الألوان بصورة إبداعية مشكلة لوحة مائية فنية تبهر الحضور. إلى ذلك، قال أحمد القصير المدير التنفيذ للعمليات في “شروق”، إنه “على الرغم من حداثة افتتاح واجهة المجاز، إلا أنها نجحت في أن تكون إحدى أبرز العلامات السياحية المهمة في الإمارة، وإحدى أكثر الوجهات المفضلة لسكان الشارقة وزوارها، حيث استقطبت واجهة المجاز المائية بمرافقها المتنوعة خلال الفترة الماضية أعداداً كبيرة من الزوار من مختلف إمارات الدولة وخارجها. وأضاف أن الهدف من هذه العروض السينمائية، المستقاة من الموروث الحضاري الإماراتي والتي تركز على ماضي البلد وحاضره وتوضح معالم مستقبله، جاء لكي يمزج المتعة والترفيه بالمعلومة القيمة، عبر عرض جمالي مبهر وفي الوقت نفسه يمتع الجمهور بمختلف فئاته. تقنيات فريدة لقيت العروض السينمائية صدى طيبا في أوساط الجمهور، في الإطار ذاته، قالت زهراء منصور، سائحة من البحرين “زرت واجهة المجاز المائية مع مجموعة من الإعلاميين العرب على هامش حضوري لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، وقد دهشت حقيقة لما رأيته من جمال خلاب في هذا المكان”. وأضافت “كانت العروض السينمائية التي تجسد تاريخ ومعالم الشارقة القديمة والحديثة على صفحات مياه النافورة ساحرة ومبهرة، وحقيقة شاهدت خلال أسفاري الكثير من النوافير الموسيقية في بلدان مختلفة، إلا إنني لم أشاهد تقنية العرض هذه في أي مكان آخر”. أما ريم إبراهيم الطالبة في كلية التقنية بالشارقة فقالت “منذ انطلاقة النافورة الموسيقية قبل شهرين، واظبت على الحضور بشكل أسبوعي تقريبا مع عائلتي وصديقاتي وذلك للاستمتاع بعروض النافورة، خاصة وأنها تنطلق من أعماق مياه بحيرة خالد”، مشيرة إلى أنها تفضل واجهة المجاز المائية لأنها تضم العديد من المطاعم والمقاهي الراقية. وأوضحت “هذا المكان جميل أيضا نظرا لقربه من البحر وانتشار المساحات الخضراء في جميع أنحائه، لذلك أحرص دائما على زيارة مع صديقاتي دائما للاستجمام في هذا المكان الهادئ والحالم، وبخاصة مع توفر مواقف السيارات والخدمات المميزة بالإضافة إلى مرافق ألعاب الأطفال”. في حين قال المواطن جاسم محمد “استمعت بمشاهدة العروض المدهشة مع عائلتي في الهواء الطلق، وما يميز هذا المكان هو حركة الناس على الكورنيش بحرية، كما يتميز المكان بتوفيره الفرصة للجلوس على المقاهي بحرية في الهواء الطلق بعيدا عن أجواء مراكز التسوق التجارية المغلقة، إضافة إلى أنه يضم تشكيلة واسعة من الألعاب الخاصة بالأطفال الصغار، وقد كان فرحة الصغار بالعروض عظيمة جدا خاصة مع وجود النسمات المسائية الباردة المصحوبة برذاذ الماء اللطيف الناتج عن تدفق مياه النافورة في واجهة البحيرة”. مشروع ضخم تعد نافورة الشارقة الموسيقية إحدى أضخم النوافير من نوعها في المنطقة، والتي تم استحداثها من قبل هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ضمن مشروع واجهة المجاز المائية، إذ يبلغ ارتفاعها مائة متر، ويصل عرضها إلى مائتين وعشرين متراً، وتضم أيضا شاشتي عرض مائيتين كبيرتين، فضلاً عن تزويدها بأحدث وأرقى تقنيات هندسة الصوت والضوء، وآخر ما وصلت إليها المؤثرات الخاصة بفنون عروض الليزر، ما زال هنالك مجموعة من الإضافات والتأثيرات التي ستتم إضافتها إلى عروض نافورة الشارقة الموسيقية ما يجعلها واحدة من أبرز النوافير الموسيقية على مستوى المنطقة والعالم. وتقع واجهة المجاز المائية، التي افتتاحها أمام الجمهور نهاية العام الماضي، في أكثر المناطق حيوية بقلب مدينة الشارقة على بحيرة خالد (بين شارع جمال عبد الناصر وكورنيش بحيرة خالد)، حيث يقدر عدد السكان القاطنين في محيط واجهة المجاز المائية بأكثر من مائة ألف نسمة، ومن المتوقع أن تستقطب واجهة المجاز المائية أعداداً كبيرة من القاطنين في مدينة الشارقة وزوارها والسياح، وكانت (شروق) قد أعلنت عن بدء الأعمال في تطوير المشروع منتصف عام 2010، بهدف استحداث وجهة سياحية ترفيهية وفق أعلى معايير المواصفات العالمية، بالتعاون مع مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية بالشارقة ونخبة من الشركات العالمية، على مساحة تبلغ مائتين وواحد وثلاثين ألف قدم مربع وبتكلفة مائة وعشرين مليون درهم. مرافق ترفيهية تضم واجهة المجاز المائية العديد من المرافق الترفيهية المميزة تتمثل في نافورة الشارقة الموسيقية، عشرة مطاعم ومقاه راقية، ومضمار مخصص لرياضة المشي والجري، ومسجد بطراز معماري عربي إسلامي مميز، وحديقة مرايا للفنون، وحديقة ألعاب مائية (سبلاش بارك) للأطفال، وألف موقف للسيارات، ومناطق مغطاة للفعاليات الترفيهية والثقافية، ومناطق مفتوحة ومغطاة للأطفال، وأماكن مخصصة لركوب الدراجات، وملعب مصغر للجولف، بالإضافة إلى أكشاك للوجبات الخفيفة والمشروبات، وممرات للمشاة ومساحات خضراء للتنزه ومراكز للرعاية ومرافق عامة.