الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نصوري: الصورة الجيدة فكرة ورسالة

نصوري: الصورة الجيدة فكرة ورسالة
4 مايو 2012
(أبوظبي) - المصور الإماراتي سعيد نصوري تخطى حدود المحلية ليلمع عالميا، فمن خلال لقطاته استطاع أن يرصد تناقضات الحياة وتجليات الوجود، ليشكل صورا بديعة تتصف بالجمال، استطاع من خلالها أن يحصل على لقب الفيدرالية الدولية لفن التصوير مرتين متتاليتين، فضلاً عن فوزه بالمركز الثاني في مسابقة “فضاءات من نور”. دفعة قوية يقول نصوري “شاركت في العديد من مسابقات التصوير الدولية، وأنا فخور بأن أكون أول إماراتي من أبوظبي يحصل على لقب الفيدرالية الدولية لفن التصوير مرتين متتاليتين عامي 2010 و2011. إلى جانب فوزي بالمركز الثاني في مسابقة “فضاءات من نور” للتصوير الفوتوغرافي للدورة الثانية في فئة “الصورة المقربة”، التي نظمت مؤخرا وكان من أهم أهداف المسابقة الحرص على إبراز جماليات الجامع والتناسق ما بين الأشكال والكتل والألوان الموجودة فيه، وإبراز مبنى الجامع بزخارفه الهندسية المتنوعة، من خلال توظيف الطاقة البصرية والذاكرة لصناعة صورة فوتوغرافية تتوافق مع هيبة هذا الصرح الديني الثقافي الكبير”. ويتابع “أنا مسرور جداً بهذه الجائزة التي أعطتني دفعة قوية لمواصلة مسيرة الإبداع والتقاط صور لأبعاد جمالية، كما تراها عيناي اللتان ترصدان كل ما يغريك بتصويره عبر الكاميرا”. وتميز نصوري بالتصوير الفوتوغرافي، واستطاع أن يحاكي الواقع من خلال عدسة الكاميرا ويوظفها لينتج صورا قمة في الإبداع. من خلال هوايته تمكن من الحصول على العديد من الجوائز المحلية والعالمية. إلى ذلك، قال “أحيانا تأسرني اللقطة التي أريد أن أصورها فتتحول إلى هاجسي الأوحد، وما أن ينتهى العمل بضغطة زر على الكاميرا لالتقاط الصورة حتى أجد نفسى قد بدأت الإعلان عن بداية صورة قادمة تحمل جمالاً وإبداعاً مختلفاً”. يسترجع نصوري بداياته في عالم التصوير، قائلا “عملي في شركة أبوظبي للبترول “أدنوك” كمهندس أنظمة وتحكم في قطاع الطاقة. لم يشغلني عن هوايتي المفضلة فهي شغفي وحبي القديم والجديد”. ويضيف “لتطوير هوايتي اشتريت أول كاميرا تصوير “كانون إي إف” قبل نحو 35 عاما، وعندما كنت أدرس في بريطانيا لأحصل على شهادتي في الهندسة كنت التقط كل ما تراه عيناي من صور للبورتريه والفعاليات والأنشطة التي كنت أحضرها أيام الدراسة الجامعية، وتواصل ذلك حتى التحقت بعملي حيث كنت أغتنم أي وقت فراغ لأتعلم مهارات جديدة في التصوير لصقل هوايتي. وقد دفعني الشغف بالتصوير إلى زيارة أماكن ما كنت لأزورها لولا حبي لهذا المجال”. في السياق ذاته، يقول “في عام 1995 قررت أن أدرس التصوير وأكتسب شهادات مهنية معتمدة، فالتحقت بمعهد نيويورك للتصوير وقضيت به سنة كاملة. وخلال عملي بشركة أدنوك، وبصفتي عضواً في أحد نوادي الشركة، بدأت أُدرس الموظفين الراغبين في تعلم التصوير تقنياته، ثم توسع هذا النشاط لاحقاً وأصبح له ناد خاص وقائم بذاته ضمن نواد أخرى بالشركة. وما زلت إلى الآن أغتنم كل وقت فراغ أجده خارج أوقات الدوام لتصوير ما يروقني ويُلفت انتباهي، أو تعلم مهارات جديدة، أو تدريس ما أعرفه للآخرين”. زاوية الالتقاط ولم تقف طموحات نصوري عند هذا الحد حيث قدم بصفته عضوا في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، العديد من الحصص في تقنيات التصوير، وأتيحت له الفرصة للعمل مع كبار المصورين الفوتوغرافيين مثل ستيف ماكوري، وبراين بيترسون، وجو ماكنالي وآخرين من محترفي التصوير الذين زاروا أبوظبي. يقول نصوري “التصوير الفوتوغرافي من وجهة نظري أحد الفنون الرائعة التي تنقل ما نراه في الطبيعة. وهنا يأتي دور المصور المبدع الذي يختار زاوية الالتقاط ويتحكم في مصدر الضوء وما يحتويه داخل الإطار من ألوان وكتل متوازية ومتساوية”. ويضيف “الموهبة لغة لا تلقن ولا تعلم، لكن الدراسة تهذب وتثقف الفنان ليطلع معرفياً، كما أن العمل والممارسة من شأنهما تعزيز حرفية الفنان، وتطور وعيه لالتقاط أفضل الصور”. وحول مميزات الصورة الجيدة، يقول نصوري إنها “هي التي تجعل الشخص يستمتع بتأملها، فهي تتحدث لتعبر عن نفسها فتنقلك إلى أجواء أخرى، وتنقل لك فكرة لا تحتاج إلى شرح وتأخذك إلى عوالم خاصة، وتفتح أمامك آفاقا أوسع فهي تحمل رسالة يسهل انتشارها، لأنها تتحدث بلغة عالمية واحدة وسهلة الفهم وهي لغة الجمال”. ويضيف “يظل التصوير الفوتوغرافي مجالا يتميز عن كل الفنون التشكيلية فقد نشأت تلك وبقيت أدواتها نفسها على مر العصور، ولكن أدوات التصوير الفوتوغرافي متغيرة لإنها مبنية على الآلة الميكانيكية، فالآلات تتغير، ولا أعتقد أن التطور التقني يدمر الفوتوغرافي، حيث اختصر عامل الزمن وتقليل استخدام المواد، والحصول على أفضل النتائج”. ويقول “تبقى نظرة الفنان وإبداعه هما الأهم، فكاميرا متطورة بيد من لا يحسن استخدامها لا تساوي شيئاً، وكاميرا بسيطة بيد فنان تنتج الآف اللوحات الجميلة”. ويؤكد “تمكنت من خلال حبي وشغفي بالتصوير من أن أنشئ صداقات مع أشخاص يشاطرونني الاهتمام نفسه، وهذا ساعدني على توسيع شبكة علاقاتي الاجتماعية وجعلني أستمتع بالمحيط الذي أعيش فيه داخل العمل وخارجه في حياتي اليومية العامة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©