في الوقت الذي يبتعد فيه الناس يوماً بعد يوم عن اللحوم الحمراء بسبب سمعتها السيئة ويلجؤون بدلاً منها إلى الأسماك وصدور الدجاج، يتمسك العداؤون والرياضيون المحترفون بالمواظبة على إدخال قليل من اللحوم الحمراء في جل وجباتهم الرئيسة بإرشاد ومتابعة من مدربيهم وأطبائهم الرياضيين. ولا يخلو عدد من مجلات اللياقة وكمال الأجسام من مواد تدعو الرياضيين والنشيطين طالبي اللياقة إلى عدم الاستغناء عن اللحوم الحمراء.
وفي أحد الاقتباسات الواردة في العدد الأخير من إحدى مجلات اللياقة، تقول جيسيكا جيردوين، اختصاصية حمية وتغذية رياضية “إن اللحوم الحمراء تزود العدائين بالمغذيات التي يحتاجونها مثل الحديد، فتساعدهم على الاحتفاظ بمستويات الطاقة اللازمة. كما أنها تزودهم بالبروتينات والأحماض الأمينية اللازمة لترميم التمزقات العضلية الصغيرة التي يتعرضون لها في أثناء التداريب”. وتضيف “إن قطعة لحم بقر منزوعة الشحم مثل لحم أعلى الخصر أو لحم ما بين أضلاع القفص الصدري وأعلى الخصر تُعد مصدراً غنياً بالزنك والحديد، وأيضاً بفيتامينات “بي” التي تساعد على تحويل السكريات (الكربوهيدرات) إلى الوقود الذي يمنح للجسم الطاقة اللازمة للقيام بالتداريب والتمارين الرياضية”.
وتقترح جيسيكا التنويع في النظام الغذائي وتجريب بدائل أخرى تحوي مغذيات مماثلة كصدر الدجاج، مشيرةً إلى أن كل 100 جرام من لحم الدجاج داكن اللون أو الحمَل أو لحم الديك الرومي المجفف أو لحم البقر تحتوي على فوائد صحية هامة لجسم الأفراد النشيطين. فلحم الدجاج داكن اللون غني بالحديد والزنك. ولحم الحمَل يُعد مصدراً غنياً بأحماض أوميجا 3 المفيدة جداً لصحة القلب. ويمتاز لحم الديك الرومي المجفف والمملح بغناه بالكهارل (أيونات حرة تشكل وسطاً ناقلاً للكهرباء). وقد يبدو اللحم المجفف خياراً غير صحي نظراً لغناه بأملاح الصوديوم، لكن جيسيكا تقول إن كثرة نشاط الرياضيين والعدائين تجعلهم يفقدون الكثير من الأملاح والصوديوم عبر التعرق، ولذلك فإن ما يتناولونه من صوديوم زائد بالكاد يعوض ما يفقدونه عند التعرق.
وخلافاً لما يُنصح به الناس العاديين المتبعين لنمط حياة ساكن، تنصح جيسيكا الرياضيين والعدائين خصوصاً بتناول الأغذية المحتوية على البروتينات في كل وجبة من وجبات اليوم، مؤكدةً أن ذلك مفيد جداً لصحة العظام والكتلة العضلية والشعور بالامتلاء.
عن “واشنطن بوست”
عدد اليوم
