البورصات العالمية تواصل تراجعها تحت ضغط مخاوف انكماش الاقتصاد

تراجعت البورصات العالمية والخليجية مجدداً أمس متأثرة بالنتائج المخيبة للآمال التي اصدرتها شركات كبرى وبسبب القلق من الانكماش الكبير الذي بدأ في بعض الدول الصناعية· وتراجع مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية 2,5 بالمئة أمس، وجرت أسهم هوندا موتور كورب وغيرها من أسهم المصدرين السوق نزولاً مع ارتفاع الين بشدة أمام الدولار واليورو وسط تنامي المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي كما هبطت أيضاً أسهم البنوك· وفقد مؤشر نيكي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى 213,71 نقطة ليغلق على 8460,98 نقطة بعد أن هبط في وقت سابق أكثر من سبعة بالمئة ليصل الى 8016,61 نقطة مسجلاً أدنى مستوى منذ مايو ،2003 وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً اثنين بالمئة الى 871,70 نقطة بعد أن هبط في وقت سابق اليوم اكثر من ستة بالمئة· وتتبع المستثمرون اليابانيون حركة وول ستريت التي اغلقت أمس الأول على تراجع نسبته 5,69% الى جانب مخاوفهم من تأثير الأزمة المالية على صادرات البلاد التي تشكل إحدى أهم المحركات الاقتصادية للبلاد· وانخفض الفائض التجاري الياباني 94% في سبتمبر الماضي بالمقارنة مع سبتمبر 2007 بسبب تراجع واضح في الطلب في أميركا الشمالية واوروبا الغربية، كما أعلنت مجموعة ''سوني'' عن انخفاض أرباحها الصافية في الفصل الثاني بنسبة 72% على أساس سنوي· وعلى صعيد المصارف، استأنف بنك اليابان تدخلاته العاجلة في السوق النقدية في الامد القصير أمس بضخ 600 مليار ين (4,8 مليار يورو) في القطاع المصرفي لمساعدة المؤسسات المالية على مواجهة حاجاتها من السيولة· والى جانب طوكيو، بدت أسواق آسيا ضعيفة أمس اذ اغلقت بورصتا سيؤول الكورية وسيدني الاسترالية على انخفاض بلغت نسبته 7,5% و4,4% على التوالي· وحوالى الساعة السابعة بتوقيت جرينتش، انخفضت بورصات وسنغافورة 2,35% وشنغهاي 1,07% وبومباي 3,13%· وانخفضت أسهم هونج كونج خسائرها السابقة ولكنها مازالت منخفضة حيث خسرت 506,11 نقطة أو3,55 في المئة لتصل إلى 13760,49 مع تجدد المخاوف إزاء تفاقم مخاوف الكساد العالمي· وقال مدير قسم استراتيجية السوق في مجموعة ''دي ايه دافيدسون'' في نيويورك مساء أمس الأول: إن ''المستثمرين يراجعون تقديراتهم لخطورة الانكماش ومدته معترفين بذلك بأن أزمة الرهن العقاري لم تؤد إلى تباطؤ اقتصادي فقط بل إلى أمر أخطر من ذلك بكثير''· وقال وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون: ''بصراحة سنشهد بضعة أشهر صعبة على صعيد الاقتصاد الواقعي''، وتراجعت أغلب البورصات العالمية أمس الأول حيث أغلق مؤشر الأسهم الأوروبية الرئيسي منخفضاً 5,4%· كما تم تعليق التداول في بورصة ساو باولو البرازيلية مجدداً أمس الأول للمرة السادسة في ثلاثة أسابيع بعد انخفاض مؤشرها الرئيسي ''بوفيسبا'' أكثر من نسبة 10%· وبدأ تعليق التداول لمدة نصف ساعة قبل موعد الإغلاق بأقل من 45 دقيقة، وكان المؤشر فقد وقتها 03ر10% من قيمته· وتأثر السوق البرازيلي بالهبوط الذي منيت به أسواق الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، كما شهدت بورصة بوينس آيرس في الأرجنتين بدورها اضطرابات على خلفية قرار الحكومة بالسعي نحو توحيد نظام المعاشات لجعله نظاماً عاماً بعد 14 عاماً من قدرة العاملين على الاختيار بين برنامج المعاشات العام أو الخاص، وفقد المؤشر الرئيسي في البورصة الأرجنتينية ''ميرفال'' 11ر10 % من قيمته رغم بلوغ التراجع 17% في بعض فترات التداول أمس الأول· وفي الخليج، بدأت أسواق المال تداولاتها أمس على تراجع متأثرة بنتائج البورصات العالمية التي تخشى التوجه نحو انكماش اقتصادي، وبدأت سوق الكويت، ثاني أكبر البورصات العربية لجهة القيمة السوقية، تداولاتها على انخفاض بلغت نسبته 2,6% تحت تأثير تراجع قطاعي الاستثمار والمصارف اللذين خسرا على التوالي 2,9% و2,2%· ونظم نحو 50 متعاملاً ومستثمراً تظاهرة احتجاج خارج مقر البورصة الكويتية أمس وانتقدوا الحكومة لترك صغار المستثمرين يعانون مع هبوط البورصة ثاني أكبر البورصات العربية· وتجمع المحتجون أمام مبنى البورصة في الحي التجاري بمدينة الكويت ووزع سماسرة منشورات تتهم الحكومة بحماية كبار المستثمرين وترك صغار المستثمرين نهباً للمعاناة· وقالت المنشورات إن المليارات ذهبت لبعض الأطراف من ذوي النفوذ لانقاذ استثماراتهم في الخارج بدعوى دعم السوق مما ترك أغلبية المتعاملين يواجهون مصيرهم· وطالب مستثمرون آخرون هيئة الاستثمار الكويتية التي قالت: إنها ستستثمر في البورصة لوقف انخفاضها بأن تبذل جهداً أكبر في الداخل· وقال متحدث باسم البورصة الكويتية: إن التداول مستمر رغم أن العديد من مكاتب التداول كانت خالية خلال الاحتجاج· وانخفضت الأسهم الأوروبية بشدة صباح أمس بعد أن طغت الأجواء الاقتصادية القاتمة على بعض النتائج القوية بشكل مفاجئ لشركات كبرى· وبحلول الساعة 35:09 بتوقيت جرينتش هبط مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا 2,9 بالمئة الى 848,51 نقطة، وفقد المؤشر 42 بالمئة من قيمته هذا العام بعد أن جاءت المخاوف المتزايدة من كساد اقتصادي لتضيف إلى الأزمة الاقصادية· وهبط سهم بنك كريدي سويس السويسري 6,7 بالمئة بعد أن أكد خسائره في الربع الثالث البالغة 1,3 مليار فرنك سويسري والتي أعلنها الأسبوع الماضي· وهبط سهم مجموعة ايه·بي·بي الهندسية 13 بالمئة بعد أن أعلنت المجموعة ارتفاع صافي أرباح الربع الثالث 26 بالمئة يدعمه الطلب من الأسواق الناشئة، حيث جاءت النتائج دون توقعات المحللين· وتراجعت أسهم معظم شركات التعدين مع هبوط أسعار المعادن حيث انخفض سهم انجلو اميركان اثنين بالمئة بعد أن أعلنت الشركة هبوطاً في انتاجها من النحاس في الربع الثالث، وقالت انجلو اميركان إنها ستعيد النظر في خطط الانفاق الرأسمالي بسبب عدم وضوح الرؤية في الأسواق· وارتفع سهم نستله أكبر مجموعة غذائية في العالم أربعة بالمئة بعد أن أعلنت ارتفاعاً تجاوز توقعات المحللين في مبيعات تسعة أشهر، وصعد سهم مجموعة سينجنتا للكيماويات الزراعية والبذور 4,9 بالمئة بعد أن أعلنت زيادة قوية في مبيعات الربع الثالث