السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة البلوشي: «رمضان لوّل» كان بسيطاً وجميلاً

فاطمة البلوشي: «رمضان لوّل» كان بسيطاً وجميلاً
9 يونيو 2018 22:31
لكبيرة التونسي (أبوظبي) مازالت رائحة البحر تداعب مشاعرها كلما مرت بجواره، أمواجه الخفيفة تستدعي ذكريات رمضان، إلى قلب وعقل الشيف فاطمة عبد الله البلوشي من دائرة الثقافة والسياحة التي دأبت على المشاركة في المعارض الوطنية للتعريف بالموروث الثقافي والشعبي، مشيرة إلى أن رمضان في السابق كان له نكهة وطعم خاصين في أبوظبي، حيث كان بسيطاً وجميلاً. فاطمة البلوشي عندما تشارك في المعارض والمهرجانات الوطنية، عبر ورشات الطبخ تحيط بها نكهة التوابل في تمازج بديع لتقدم تجربة فريدة للمطبخ الإماراتي الغني بالنكهات والذي ارتبط بفن حياة المرأة، التي أوجدت العديد من الوصفات الصحية والتراثية والعلاجية لها ولأسرتها من خلال ابتكار وصفات غذائية للتداوي، وذلك من خلال ورش طبخ يومية تفاعلية بالمهرجانات الوطنية، حيث تسهر الطاهية على تقديم أشهر أنواع مأكولات الموروث الشعبي، من هريس، خبيصة، ثريد، مرقوقة، ممروسة، بلاليط، ساقو، خنفروش، وغيرها من الأكلات الأصيلة. عائلة كبيرة وعن ذكريات رمضان، تقول فاطمة البلوشي، إن هذه الذكريات ارتبطت في وجدانها برائحة البحر والحطب، موضحة أنها كانت تسكن بجوار قصر الحصن في أبوظبي، حيث كان المد الأزرق يخترق فضاءات الجوار دون أن ترسم له حواجز إسمنتية، ويخاطب الأطفال وسكان البيوت الشعبية المجاورة الذين كانوا يذهبون له كل مساء قبل مغيب الشمس للسير على الرمل المبلل وغطس أرجلهم في الماء أو السباحة فيه لتبريد أجسامهم من قيض الحر في الصيف، بينما يلجأ إليه الصائم خلال أيام البحر للمشي واللعب وملاقاة الأصدقاء.. هكذا سكننا البحر، ونحن أطفالا كنا نبني القصور والقلاع ونطارد الطيور، كانت الأجواء تملأ أنفسنا بالسعادة، وتشعرنا الطبيعة والفضاءات الواسعة بالإيجابية.. كانت البيوت متقاربة ولم يكن هناك فرق بين البنت والولد، كنا نلعب مع بعض في أمان وحب، حيث يشكل أهل الفريج عائلة كبيرة للجميع، كل الآباء والأمهات يعتبرون الأطفال أولادهم يخافون عليهم وينصحونهم ويوجهونهم، لا فرق بين الأبناء، مما جعلنا أسرة واحدة مترابطين متحابين آمنين، ليلهو الجميع بكل حرية على شاطئ البحر، وفي الفريج. تبادل الأطباق وأشارت فاطمة البلوشي، إلى أنه عندما اشتد عودها بدأت تساعد والدتها في المطبخ خلال رمضان، كانت مهمتها في البداية تقتصر على جلب الماء والحطب بينما والدتها تعد بعض الأكلات الشعبية التي تفوح رائحتها على مسافة بعيدة، حيث يزيدها الحطب طعما ومذاقاً خاصاً. وأضافت: كنا نتحلق حول والدتي، رحمها الله، وهي تعد الطعام، من خبز الرقاق أو أي نوع من المخبوزات، كما كنا نلح على والدتنا حتى توقظنا لتناول السحور الذي كان في الغالب يتكون من أشياء بسيطة مثل الرقاق المرشوش باللبن، أو الأرز السيلاني واللبن والتمر، ومن تلك الطقوس الجميلة التي مازالت عالقة في ذهني تبادل الأطباق مع الجيران، حيث كنا نحمل أكل بيتنا ونتبادله مع جيراننا، ونتباهى بما طبخته والدتنا، ومازالت هذه العادة إلى اليوم نمارسها ونحييها، لكن مع اختلافات كبيرة كنوعية الأطباق وكثرتها، وهناك أيضاً عادات اختلفت عن السابق، فقد كنا نطبخ القليل ونتذوقه ونسعد جداً بطعمه، أما اليوم فأصناف الطعام والمأكولات كثيرة، لكنها لم تعد تسبب لنا تلك السعادة التي كنا نشعر بها في السابق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©