الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: نادي منتجي الغاز غير قادر على التحكم في الأسعار

محللون: نادي منتجي الغاز غير قادر على التحكم في الأسعار
23 أكتوبر 2008 23:31
قال محللون ومسؤولون تنفيذيون في قطاع صناعة الغاز إن نادي منتجي الغاز الذي تشكل الأسبوع الماضي من ثلاث دول تجلس على أكثر من نصف احتياطيات العالم من الغاز لن يكون قادراً على التحكم في الأسعار بل أنه قد يحسن من أمن الإمدادات· واتفقت روسيا وايران وقطر يوم الثلاثاء الماضي على الاجتماع بشكل منتظم لمناقشة كيفية استغلال الاحتياطات الهائلة التي تملكها مما أحيا المخاوف من أن القوى الكبرى في قطاع الغاز ربما تحاول السيطرة على الإمدادات· لكن محللين يقولون: إنه من المستبعد أن يؤدي تكوين ''المجموعة الثلاثية للغاز'' الى السيطرة على الإمدادات حتى مع انضمام مزيد من المنتجين اذ أن لهم جميعا أهدافا متباينة كما أن تحويل الغاز الى سلعة أصعب من النفط· وقال صمويل سيزوك المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة جلوبال انسايت في لندن: ''من الصعوبة الشديدة بمكان أن يتمخض هذا عن أي شيء ملموس؛ الأطراف المعنية لها مصالح مختلفة للغاية بحيث لا يمكن الوصول الى أي شيء في الوقت الحالي''· وأضاف: ''طرحت روسيا رؤيتها والجزائريون طرحوا رؤية قوية خاصة بهم وبالطبع الإيرانيون لهم جدول الأعمال الخاص بهم· وقطر لا تتفق مع أي من هذه فيما يبدو''· وبدت الاختلافات بين أصحاب أكبر ثلاث احتياطيات من الغاز على مستوى العالم واضحة يوم الثلاثاء الماضي حيث استخدم وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري تعبير ''أوبك الغاز'' الذي يخيف الدول المستهلكة فيما قالت شركة جازبروم التي تحتكر صادرات الغاز الروسية إنها تهدف الى ضمان إمدادات يمكن الاعتماد عليها للجميع· واجتمع كبار مصدري الغاز بشكل غير رسمي لعدة سنوات في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وهو تجمع يضم الجزائر ثاني أكبر مورد للغاز لأوروبا فضلا عن فنزويلا ونيجيريا ومصر واندونيسيا وليبيا· وضغطت إيران لتحويله الى كيان يشبه ''أوبك'' البالغ عدد أعضائها 13 دولة والتي تتمتع بعضويتها وتتحكم في الإنتاج لمحاولة التأثير على أسعار النفط؛ لكن روسيا إحدى كبريات الدول المصدرة للنفط التي يقول محللون: إنها تجنبت الانضمام الى منظمة أوبك الحقيقية لأنها تريد التحرك بمفردها كانت قد أعلنت فيما سبق أن إنشاء منظمة للغاز على غرار هذه المنظمة غير قابل للتحقيق· من ناحية أخرى فإن قطر التي هي من صغار منتجي النفط لكنها ثاني أكبر دولة مصدرة للغاز في العالم تريد زيادة حصتها من السوق من خلال فك الصلة بين الغاز والنفط الخام· وتصدر إيران كماً ضئيلاً للغاية من الغاز نتيجة لعقود من نقص الاستثمارات بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على الأنشطة النووية لطهران مما زاد من بطء معدلات التنمية في الأعوام القليلة الماضية وبالتالي فإن قدرتها على التأثير على الأسعار على المدى القريب محدودة· وصادرات ايران الضئيلة من الغاز حتى الآن جزء من مشكلة أوسع نطاقاً لنقص الاستثمارات في قطاع الغاز على مستوى العالم، وأكثر ما يثير قلق الدول المستهلكة هو نقص الاستثمارات في حقول جديدة ومنشآت التصدير· وقال ايان كرونشو رئيس قسم تنوع الطاقة بوكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورات لثمانٍ وعشرين دولة صناعية: ''يساورنا القلق من كم الاستثمارات التي توجه للمصدرين المحتملين للغاز·· هذه القضايا ستظل قائمة سواء كانت هناك مجموعة لمصدري الغاز أم لا''، وأضاف: ''اذا سرعت من وتيرة الاستثمار فمن الواضح أننا سنكون سعداء لأن همنا الأكبر هو أن عمليات التنقيب والبنية التحتية للإمدادات بوجه عام لا تتطور بالسرعة الكافية''· وعلى الرغم من أن تفاصيل ما تعتزم الدول الثلاث القيام به ما زالت غير واضحة قال اليكسي ميلر الرئيس التنفيذي لشركة جازبروم: إنها ستعمل على مشاريع مشتركة فضلاً عن التعاون لزيادة أمن الإمدادات· وقال مسؤولون بارزون من أكبر شركتين لتوزيع الغاز في أوروبا وهما جي·دي·اف سويز وإي·اون رورجاز: إن مزيداً من التعاون الوثيق بين المنتجين يمكن أن يكون مفيداً لكن سيزوك من مؤسسة جلوبال انسايت أشار الى أنه من الصعوبة بمكان العثور على محرك مشترك للدول الثلاث للعمل على أي مشاريع ملموسة· والعزلة السياسية لإيران تجعل من الصعب على جازبروم الاستثمار هناك كما أنه من المرجح أن يردع إزعاج موسكو للمستثمرين الأجانب قطر· وقال سيزوك: ''قطر لا تحتاج فعلاً الى تمويل·· إنهم يجنون الكثير من الأموال وهم قادرون تماماً على إقامة مشروعات خاصة بهم''، وتابع قائلاً: ''ربما تكون روسيا (في حاجة للتمويل) ومن المؤكد أن ايران في حاجة لذلك لكن هل ستذهب قطر وتستثمر في روسيا أو إيران''· وخلافاً للنفط الذي يجري تداوله في سوق عالمية راسخة تضم آلاف البائعين والمشترين الذين يتنافسون على شحنات من النفط الخام فإن معظم غاز روسيا يتم تصديره إلى أوروبا من خلال خطوط أنابيب يستغرق بناؤها سنوات· وتوصله خطوط الأنابيب هذه لزبائن على بعد آلاف الأميال عند الطرف الآخر ويوقعون عقوداً ملزمة قانوناً تستمر لعقود وتساعد في سداد نفقات مد خطوط الأنابيب التي تصل الى عدة مليارات من الدولارات من حقول الإنتاج النائية إلى مناطق ذات كثافة سكانية عالية في أوروبا· ويقول مانوشهر تاكين المحلل بمركز دراسات جلوبال اينرجي في لندن: ''يجب أن تكون منظمتا الغاز والنفط مختلفتين تماماً عن بعضهما البعض وفقاً لطبيعة هذين (المنتجين)''· وأضاف ''مع الغاز يجب أن تكون العلاقة بين المستهلك والمنتج اكثر تكريساً حين يتم إنشاء خط للأنابيب لتصديره''، ويرى تاكين أنه على الرغم من أنه لم يتضح بعد كيف ستتطور مجموعة الغاز يبدو من المرجح أنها ستركز على تبادل المعلومات والأبحاث في الوقت الحالي، وأضاف: ''أما فيما يتعلق بما ستكون عليه المجموعة والخوف من كارتل يتحكم في الأسعار فأنا أشك في هذا''
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©