نصر النيادي أول عربي يقفز من فوق ايفرست

''أعشق التحدي منذ صغري، علاقتي مع المغامرات والمواقف الصعبة بدأت منذ الطفولة''، بهذه الكلمات يبدأ الكابتن نصر حمودة النيادي حديثه عن آخر مغامراته وربما أهمها وأخطرها· نصر، الذي قاده حب المغامرة وتميزه في مواجهة المواقف الصعبة الى موقع رئيس قسم الباورباراشوت في جمعية الإمارات للطيران، هو أول إماراتي يحترف رياضة القفز الحر والتصوير في الهواء، وأول عربي يرتدي بدلة الرجل الطائر bird maَ عند القفز بالباراشوت، ومؤخرا أيضا أول أسيوي يقفز من على قمة ''ايفريست''· يقول نصر حمودة النيادي: لأني أحب الطيران منذ صغري، أحببت دوما أن أتميز فيه، فاخترت أن أبدع في رياضات القفز والسباحة في الجو والتصوير الجوي أيضا، الامر الذي دفعني لدراسة هذا المجال في نادي فيرونا بإيطاليا، ثم انتقلت لعدة أندية أوروبية وأميركية لأصقل مهارات القفز وحصلت على عدة شهادات في هذه الرياضة· دعوة ودعم وعن رحلته إلى قمة العالم او قمة جبل إيفرست يقول نصر: تلقيت دعوة من بعض الأصدقاء الأجانب المهتمين بهذه الرياضة لزيارة قمة ايفرست، وكنت مترددا في قبولها لارتفاع تكاليف الرحلة، لكن الدعم اللامحدود الذي قدمه لي سمو الشـــيخ حمـدان بن محمد بن راشــد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ساعدني على المضي في التجربة، خاصة بعد أن تكفل سموه بمصاريف الرحلة كاملة· ويتابع نصر: بعد أن أنجزت الاجراءات دخلت في مرحلة الاعداد البدني للرحلة، فهي كما علمت ستكون تحت ظروف مناخية صعبة، وسأقطع خلالها مسافات طويلة سيرا على الأقدام في أماكن وعرة وطرق غير ممهدة، فبدأت بممارسة رياضة الجري يوميا و لعب كرة القدم لأن الجري في ملعب كرة القدم يساوي الجري لمسافة 10 كيلومترات من حيث الإجهاد· الانطلاق الوصول إلى كتماندو عاصمة النيبال كان الرحلة الأولى في الرحلة إلى إيفريست، يتابع نصر: وصلنا كتماندو، وهناك اختبرنا جاهزية المعدات التي نستخدمها في الرحلة، ثم انتقلنا بالطيران الداخلي إلى مطار (لوكلا) في بداية جبال الهملايا، لكن لسوء الظروف الجوية لم نستطيع الهبوط في المطار وعدنا إلى كتماندو لنرجع في اليوم الثاني مرة أخرى إلى لوكلا ونهبط معلنين بدء الرحلة الأهم· ويواصل النيادي: استغرقت رحلة الوصول إلى المكان المنشود أربعة أيام مشيا على الأقدام كنا فيها نمشي فيها لمدة ست ساعات متواصلة ثم نقف لنتناول وجبة ونرتاح لأن الطريق وعر جدا ولا يمكن أن تمشي فيه السيارات، وبعد أربعة أيام وصلنا إلى ارتفاع 12500 قدم ثم بدأنا البحث عن مكان يناسب هبوط الطائرة الصغيرة التي ستتبعنا وتقلنا إلى محاذاة قمة ايفريست ونقفز منها ثانية إلى نفس المكان الذي كنا فيه، واستغرقنا 12 يوما لتجهيز المهبط المنشود بمساحة 400 قدم، بعدها وصلت الطائرة الصغيرة للمدرج الذي أعددناه وارتفعنا بها إلى ارتفاع 29500 قدم، وهناك كانت الحرارة 30 درجة تحت الصفر وعند هذه النقطة قفزت إلى المدرج الذي أعددناه سابقا· موقف صعب ويحكي نصر عن تجربة القفز قائلا: لحسن حظي أن الجو كان صحوا وخالياً من الغيوم حين قفزت، لأن ساعة الارتفاع ( الألتي ميتر) الخاصة بقياس الارتفاعات عند القفز تعطلت قبيل قفزتي، وهو موقف صعب اضطرني إلى الاعتماد على الحدس الشخصي في تحديد الارتفاع والقرب من اليابسة، لأن المتمرس في هذه الهواية يستطيع الشعور بالارتفاعات واختلافها بناء على سرعة الهبوط ودرجة حرارة الجو· استغرقت القفزة من على أعلى قمم العالم حوالي 60 ثانية، لكن نصر أحسن استغلال الثواني بحمله لكاميرة تصوير فيديو الخاصة بالمظليين، ويقول: التصوير في الهواء إثبات لمهارة القافز ولإتقانه السباحة الهوائية، ولكم أن تتخيلوا صعوبة التصوير الفني على الأرض حيث يملك المصور وقتا ليضبط الزوم والعدسة واتجاه اللقطة بينما في الهواء لا يملك المصور أي لحظة لتضيع ولا يستطيع التحكم بسهولة بالكاميرا، هذا ما يجعل من التصوير الجوي بحد ذاته مغامرة خاصة غير مغامرة القفز· ونصر حمودة النيادي هو أول اماراتي وعربي وآسيوي يقفز من أعلى قمة جبل ايفرست في تجربة هي الثانية عالميا بعد فريق القفز الذي ضم النيوزيلندية ويندي سميث والبريطانية هولي بادج والكندي البريطاني نايل جونز