الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد بن ركاض: «الشارقة القرائي» يسعى لتعزيز وتنمية وعي الطفل الثقافي

أحمد بن ركاض: «الشارقة القرائي» يسعى لتعزيز وتنمية وعي الطفل الثقافي
4 مايو 2013 23:27
إبراهيم الملا (الشارقة) - قدّم مهرجان الشارقة القرائي في دورته الخامسة التي اختتمت فعالياته أمس السبت العديد من العوائد الفكرية والفنية للأطفال الذين شاركوا وتفاعلوا مع برامجه وأنشطته المختلفة، والموزعة على مجالات وحقول تجمع بين المرئي والمسموع والمقروء، خصوصاً تلك المتعلقة بفنون الرسم والمسرح والاشتغال التطبيقي في ورش الكتابة والتأليف، حيث يمتزج في هذه الورش الجانب الذهني والخيالي مع الجانب البصري والحسي، اعتمادا على آلية التحفيز واستثارة طاقة الإبداع لدى الطفل ودفعها باتجاه التوليف بين القصة والرسم، وبين الشفاهي والمدوّن، وبين الكلمة واللون، وهو خيار يستفيد من النظريات السيكولوجية الحديثة في عالم الطفل، ولجأ إليه القائمون على المهرجان منذ انطلاقته وحتى دورته الأخيرة، على اعتبار أن استجابة الطفل لما هو مرئي ومتحرك في أفقه التركيبي واللّوني، تكون استجابة أقوى وأكثر تفاعلاً مقارنة بالنص المحايد والخالي من الرسوم والتصاوير المرافقة والمترجمة لشحناته البصرية المضمرة في ثنايا السرد بمستوياته وطبقاته المتعددة. واستفاد المهرجان من الخبرات المتراكمة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، فأقام برنامجا تخصصيا أطلق عليه «المقهى الثقافي» شارك فيه كوكبة من المتخصصين في ثقافة الطفل وتم فيها تداول كثير من المواضيع والمحاور المتعلقة بحاجات الطفل المعرفية وطرق تنميتها وتطويرها، مثل الخروج من أسر الكتاب المدرسي، والتواصل مع كتب وقراءات أخرى تعزز المخزون اللغوي للطفل، وتمكّنه من التزوّد بمهارات جديدة في التأليف والتذوق والتعرف على الفنون والثقافات العالمية، وناقشت الجلسات التخصصية في المهرجان التغيرات والتطورات الحديثة التي لامست ثقافة الطفل على اعتبار أن التقنيات الحديثة خلقت ثورة ملحوظة في وسائل التعليم والتثقيف والترفيه أيضا، ووضعت وسائل التعليم التقليدية في حيز محرج إزاء هذه الوسائل المعاصرة والمتطورة، وتطرقت جلسات المقهى الثقافي أيضا إلى مواضيع ملحة تتعلق بالثقافة الموجهة للطفل من خلال الوسائل الإعلامية، وكيف أن هذه الوسائل وتحت ضغط المتغيرات الجديدة باتت ملزمة بكسر الإطار النمطي والقديم عند تواصلها مع الطفل من خلال الوسائط السمعية والبصرية التي تملكها. الذائقة الفنية وبمناسبة اختتام المهرجان التقت «الاتحاد» أحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب والمنسق العام لمهرجان الشارقة القرائي، والذي أشار إلى أن الدورة الخامسة للمهرجان ترجمت توجيهات ومرئيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمعنية بضرورة الاهتمام بالنشء وتنمية الذائقة الفنية والفكرية لدى الأطفال من خلال ترغيبهم في القراءة وممارستهم لفنون تنمي وتعزز لديهم ملكة الخيال والبحث والفضول المعرفي. وحول أهم النشاطات والبرامج التي استضافها المهرجان في دورته الحالية، أوضح العامري أن معرض «رسوم كتب الطفل» كان من أهم البرامج التي احتضنها المهرجان حيث ضم أعمالا فنية مدهشة، ساهم في تنفيذها أكثر من مئة فنان ينتمون لست وثلاثين دولة، ما شكل ــ كما قال العامري ــ حوارا فنيا وجماليا ثريا بين ثقافات وقصص ومرويات شعبية لحضارات وأمم عريقة وخلقت مجالا خصبا للتواصل المعرفي بين الطفل وبين العوالم التشكيلية والسردية الأخّاذة والمجسدة في لوحات المعرض. وأضاف العامري بأن هذا المعرض يعد ثاني أهم معرض في العالم من حيث اهتمامه بجانب تخصصي يجمع بين الكتابة والرسم ومعني بتطوير الثقافة المعرفية والبصرية للطفل. دور النشر وعن مشاركات دور النشر في المهرجان، أوضح العامري بأن أكثر من ثمانين دار نشر شاركت في المهرجان من أصل 250 دارا تقدمت للمشاركة، منها ستون دار نشر عربية، وقال إن الدور المشاركة قدمت كتبا تخصصية وأخرى شاملة ومتنوعة تشمل الجوانب التعليمية والترفيهية والثقافية التي تخاطب وعي الطفل مثل القصص والروايات المبسطة والتي لا تخلو من إشارات ودلالات معرفية متقدمة. واستطرد العامري قائلاً إن المهرجان اشتمل على 450 فعالية ثقافية متنوعة استفادت منها فئات وشرائح مجتمعية مختلفة كالآباء والأمهات والمدرسين والتربويين بحيث يكون تواصلهم مع الطفل قائما على أسس علمية ونفسية وسلوكية متوازنة وقارئة للتطورات الحديثة في كيفية التعاطي مع عالم الأطفال، وتلبية حاجاتهم العاطفية وتطلعاتهم الثقافية. الاحتياجات الخاصة وعن البرامج التي خصصها المهرجان للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، أكد العامري أن المهرجان ركز عند وضعه لخارطة برامجه وفعالياته على هذه الفئة بشكل خاص، لأنها فئة تشكل نسيجا مكملا لمجتمع الأطفال ويجب دمجها وبشكل كامل ــ كما أشار ــ في هذا المجتمع بحيث تشعر بقيمتها وأهميتها في التواصل والمشاركة مع الآخرين وعدم تهميشهم واعتبارهم طاقات معطلة وغير منتجة، وفي هذا السياق ــ كما أضاف العامري ــ خصص المهرجان في دورته الحالية ورش تخصصية لهذه الفئة من أجل اكتشاف مواهبها وتطوير ملكاتها الإبداعية خصوصا في الرسم والفنون التجسيدية كالدمى والعرائس بالإضافة إلى تطوير مهارات القراءة والكتابة لديهم. ونوه العامري في نهاية حديثه إلى أن زخم المشاركة الذي شهده المهرجان وخصوصا من طلبة وطالبات المدارس الذين تجاوز عددهم الألفين ومائة طالب، خلق مناخا تفاعليا مبهجا بين الحضور وبين الأطفال كل حسب ذائقته ومرجعيته الموزعة على الفنون البصرية والوسائط الإلكترونية والمسرح والتشكيل وحقول الأدب والقراءة النوعية، وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©