الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دمج ذوي الإعاقة بمدارس الأصحاء يغير حياتهم للأفضل

دمج ذوي الإعاقة بمدارس الأصحاء يغير حياتهم للأفضل
8 مايو 2011 21:35
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مؤسسة تربوية وتعليمية تعني بتقديم الخدمات الشاملة لذوي الإعاقة، من خلال توفير سبل الراحة والأمان لهم ودمجهم في المجتمع مع تقديم خدمات خاصة بهم لمساندتهم وتشجيعهم في مخالطة أفراد المجتمع والسعي للحد من أسباب الإعاقة بالتدخل المبكر والتأهيل المجتمعي. وقد اهتمت حكومة إمارة الشارقة بالمعاقين من خلال توسعها بفروع مدينة الخدمات الإنسانية في مختلف المناطق التابع للإمارة ومن هذه الفروع فرع كلباء. قال مدير فرع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالإنابة بكلباء فايز حمد عيد جابر: يعد فرع كلباء أحد فروع المدينة الأم وقد افتتح لتلبية حاجة أهالي كلباء إلى الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة، حيث باشر الفرع عمله خلال شهر أكتوبرلعام 2004 وضم من 7 إلى 8 حالات دمج كلي من المراحل الابتدائية منهم انهي مرحلة الثانوية العامة ومنهم من يدرس في جامعة الشارقة. يقدم فرع كلباء خدماته للأطفال ذوي الإعاقة في مجال العلاج الطبيعي وخدمات علاج النطق واللغة، وخدمات الإرشاد الأسري للأطفال من داخل الفرع ولبعض الأطفال من خارج الفرع وفقا لجدول الزمني معد لهذه الغاية. يتابع فايز جابر: يسعى الفرع لتحقيق الأهداف وهي تمكين الطلبة المنتسبين للفرع من خلال تقديم الخدمات العلاجية والتربوية والتعليمية والتأهيلية إضافة إلى تشغيلهم، حيث خدم الفرع نحو (46) طالباً وطالبة والعمل على الحد من الإعاقة بالكشف والتدخل المبكر من خلال( الإرشاد الأسري، العلاج الطبيعي، علاج النطق واللغة ) لحماية الأطفال من أخطار الإعاقة وقدمت هذه الخدمات لنحو( 18) طفلاً وطفلة من خارج الفرع و نحو (32 )طالباً و طالبة من داخل الفرع و العديد من الأمهات. وتقديم خدمات التوعية و التثقيف عبر وسائل الإعلام من إعداد مطبوعات والمنشورات المختلفة و المعارض والمناسبات و الإذاعة والتلفاز والصحف المحلية. كما تقدم خدمات اجتماعية عبر تواصل الفرع مع قطاعات المجتمع المحلي كالدوائر المحلية والشركات والمستشفيات في المنطقة الشرقية. خدمات للمعاقين يتابع فايز: يتلقى الطلبة الدارسون في فرع كلباء خدمات إرشادية وأسرية وعلاج طبيعي، كغيرهم من طلبة مدينة الشارقة للخدمات الانسانية، وقد لاحظنا تعاون الأسر وتفاعلها وتواصلها الدائم معنا، ولكننا للأسف نصطدم أحيانا بمن لا يتقبل حقيقة إعاقة ابنه، ويبتعد عن متابعته مع إدارة الفرع. يدرس في فرع كلباء عدد من طلاب الإعاقة العقلية يعانون من صعوبة التعامل مع الألوان والأرقام، وهم 42 طالباً بالاضافة إلى طالب واحد فقط في فئة الصم. الرسالة وقال “نحن في فرع المدينة نعمل معاً للحد من أسباب الإعاقة بالتدخل المبكر والتأهيل المجتمعي، ونعمل على تمكين ذوي الإعاقة والمحافظة على حقوقهم الأساسية في المجتمع بالتعليم والتأهيل والتشغيل ليكونوا أكثر اندماجاً في مجتمعهم مشاركين مستقلين معتمدين على أنفسهم في إدارة شؤونهم”. وينقسم المركز إلي عدة وحدات وأقسام فرع المدينة كلباء منها مدرسة الوفاء لتنمية القدرات وقسم التأهيل المهني( فرعان أحدهما للذكور وآخر للاناث) ووحدة العلاج الطبيعي وحدة الإرشاد الأسري ووحدة الخدمات الاجتماعية والنفسية. وكذلك وحدة الحاسوب وحدة علاج النطق واللغة التي يديرها أخصائي منتدب من فرع خورفكان ليوم واحد أسبوعياً، ووحدة الأنشطة ( التربية الرياضية، التربية الفنية ) بالاضافة إلى وحدات وحدة الخدمات التي توفر مرافقات للحافلات و حراسة و سائقين. خدمات الفرع عن خدمات التمكين والتأهيل والتعليم للأشخاص ذوي الإعاقة التي يقدمها فرع كلباء، يقول فايز جابر: يستفيد من هذه الخدمات جميع الأطفال والطلبة في المنطقة الشرقية ( كلباء / الفجيرة / المناطق المحيطة بهما) نقدم عبرها الخدمات التعليمية والتدريبية والتأهيلية، وخدمات التوعية والتثقيف عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والخدمات الاجتماعية المختلفة مثل التواصل مع قطاعات المجتمع المحلي كالدوائر المحلية والجمعيات الأهلية والمدارس والمستشفيات وغيرها. وكذلك خدمات الإرشاد الأسري والتثقيف بقضايا الإعاقة من خلال الندوات والمحاضرات، بالاضافة إلى خدمات التشغيل والتدريب المهني للمعاقين داخل المؤسسات والمجتمع المحلي. ويتابع جابر: يقوم الفرع بالعديد من الأنشطة من خلال استخدام كافة الوسائل التعليمية والاجتماعية والثقافية ومن خلال فريق عمل متفاني من إداريين ومعلمين وأخصائيين، بالإضافة إلى البرنامج اليومي فإن الفرع ينظم مجموعة متنوعة من الأنشطة الاجتماعية والترفيهية مثل الرحلات و تبادل الزيارات، والنوادي والمخيمات لمختلف الأعمار، والإعاقات على مدار العام. تسهيلات للطلبة المدمجين مدرسة الفرقان هي إحدى المدارس التي تضم طلبة معاقين “دمجوا” في مدارس الأصحاء، تقول مديرتها هند علاي “ الطالب ذو الإعاقة هو الذي لا يستطيع استغلال مهاراته الجسدية والحسية بشكل فعال، ومن أجل الحفاظ على صحته النفسية لابد دمجه في المجتمع الخارجي والداخلي (الأسرة،المدارس،المجتمع ) ومعاملته كفرد من أفراد المجتمع واعطاءة حقوقه كاملة. تتابع هند: يدرس في مدرسة الفرقان 8 طلاب من ذوي الإعاقة، جهزت لهم خدمات خاصة مثل منحدرات تسهل حركتهم من الصف إلى باقي مرافق المدرسة، وعدلت من أجلهم السلالم، كما جهزت لهم مرافق مهمة في المدرسة. تتابع هند علاي: استحدثت إدارة المدرسة برنامج “اليد المساعدة” وهم مجموعة من الطلاب دورهم مساعدة الطالب داخل وخارج الصف و توفير الحافلة الخاصة بطلاب الدمج الى جانب الموقف الخاص بهم، لتعزيز دمج الطلاب المعاقين مع إخوتهم الأصحاء، كما يتم إشراكهم في جميع فعاليات المدرسة كعيد الاتحاد وأسبوع المرور. وأكدت هند على أهمية دور الأهل وتواصلهم مع إدارة المدرسة والمعلمات من أجل تشجيع الطالب على الرغبة في التعليم والتطوير الذاتي. أهمية الدمج وتؤكدالمنسقة التربوية عائشة محمد علوان بمركز رعاية وتأهيل المعاقين بالفجيرة على تعاون الجميع مع المعاق في المجتمع، وتقول: يدرك الناس أن للمعاقين الحق الكامل في الدمج والمشاركة الفاعلة في الحياة، بغض النظر عن جنسه وعمره وقدراته، ولمساعدتهم على تحقيق هذا الهدف لا بد من دمجهم في المجتمع مع الأفراد العاديين، لأن ذلك يعمل على تنمية مداركهم، وعلى توفير بيئة تربوية ومعيشية أقرب ما تكون إلى البيئة الطبيعية وبالتالي ينعكس ذلك على زيادة الثقة بأنفسهم. وتتابع: يتيح الدمج للأشخاص ذوي الإعاقات أن يكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم، إذ إنه يساعدهم على تكوين صداقات، وسيزيد إحساسهم بالانتماء إلى المجتمع، الأمر الذي سيؤدي إلى تحفيزهم، وتنمية قدراتهم من ناحية، وسيغير من ناحية أخرى، نظرة الأفراد غير المعاقين إلى الإعاقة، حتى تترسخ قناعات جديدة بأن المعاقين أيضًا يمتلكون القدرات التي تؤهلهم للاعتماد على أنفسهم.والدمج هو عملية تهدف إلى تحقيق الدمج من جميع النواحي (الاجتماعي،التعليمي...) مما يوفر لهم بيئة تربوية ومعيشية أقرب ما تكون إلى البيئة الطبيعية. مميزات الدمج وتتابع عائشة علوان: تتمثل أهمية الدمج للأطفال المعاقين في مساعدة المعاقين على تنمية مداركهم عن العالم المحيط بهم. ومساعدة المعاقين على تكوين صداقات ومنحهم الإحساس بالانتماء إلى جماعة. وتعليم المعاقين الأنشطة التي تساعدهم على القيام بدورهم في الأسرة والمجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين. وتنمية ما لدى المعاقين من قدرات وإمكانات ومواهب، ومساعدتهم على تعويض العجز. وتعليم المعاقين الالتزام بقواعد النظام وتحمل المسؤولية. وتعليم الأطفال كيفية التعامل والانسجام مع الآخرين, من مميزات فكرة الدمج أيضاـ بحسب علوان- إعداد الأطفال لأن يكونوا قادرين على كسب رزقهم، وعلى أن يصبحوا أشخاصًا مستقلين. وإلغاء فكرة العزل والإقصاء المتبعة تقليديًا ضد فئات المعاقين، وتغيير نظرة المجتمع السلبية تجاه الإعاقة. ومساعدة الأفراد غير المعاقين على إدراك ما يستطيع المعاق القيام به مع إعاقته، وحثهم على الاختلاط به وكيفية التعايش معه. وحول آلية الدمج المجتمعي قالت علوان “ هناك بعض الخطوات التي تساعد على إنجاح عملية الدمج المجتمعي للمعاق وأن يعلم الجميع وتذكرهم أن الطفل المعاق طفل أولاً ثم معاق ثانياً و عليه فيجب أن نتقبل المعاق كما هو وليس كما نحب أن يكون. أخطاء التعامل مع المعاق تتحدث علوان عن خطأ شائع في التعامل مع المعاق فتقول: نتوقع دائماً أن المعاق تصرفاته عاديه مثل الأطفال العاديين و لا نتوقع أن تكون تصرفاته سيئة حتى لا يتولد لدينا انطباع سيئ عنه والتكلم مع المعاق حتى و لم يكن يتكلم و الاهتمام به حتى و لو لم يكن يهتم وإعطاء المعاق فرصة للتعبير عن احتياجاته حتى و لو نعلم ما يريد والتعامل مع المعاق مثل باقي إخوانه و لا تكون إعاقته سبب للتساهل معه. وتنصح علوان بالتركيز على نقاط القوة لدى المعاق و البدء منها لتحسين نقاط الضعف وعدم الحديث مع المعاق بلغته حتى لا يتمادى فيها والمعاق سريع النسيان فيجب عمل تغذية راجعة للمعلومات التي يدركها و تدرب عليها. وعدم مقارنة المعاق بإخوانه الأسوياء من ناحية القدرات وإعطاء المعاق الثقة لتعزيز ثقته بنفسه. واختصار التعليمات الموجه للمعاق بكلمة أو كلمتين بشرط أن يكون واضحين. وعدم إعطاء المعاق تعليمات بصيغة النفي بل بصيغة الإيجاب. ويجب تعليم إخوة المعاق كيفية التعامل معه دون خجل. وإشراكه مع أسرته بالزيارات والرحلات حتى يكتسب سلوكيات اجتماعية صحيحة و يجب استغلال أكثر من حاسة عند توجيه أو تعليم المعاق.
المصدر: كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©