الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا: وجود «المراقبين»... يشجع المحتجين

2 يناير 2012
أليس فولدهام بيروت تدفق عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع في مختلف أنحاء سوريا يوم الجمعة الماضي متحدين الهجمات التي شنتها القوات الحكومية عليهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، والقنابل المسمارية ونيران المدافع التي يقول الناشطون إنها قتلت 16 شخصاً على الأقل. وكانت هذه الاحتجاجات في جوهرها، وكما يرى المحللون السياسيون، عرضاً للنشاط المتجدد لمعارضي نظام الأسد الذين يريدون إثبات عدالة قضيتهم أمام وفد المراقبين التابع لجامعة الدول العربية الموجود في سوريا في الوقت الراهن. وقد تجمع المتظاهرون وهم يرقصون ويغنون في أجزاء من ضواحي العاصمة دمشق وفي مدن حمص وحماة التي كان يزورها المراقبون في محاولة واضحة لجذب الاهتمام العالمي إلى وحشية الحملة الأمنية التي يشنها نظام الأسد عليهم. ويقول الناشطون إن وجود المراقبين قد أعاد تنشيط حركة الاحتجاج التي كان زخمها قد بدأ في التراخي بعض الشيء في الآونة الأخيرة. وأحد هؤلاء الناشطين هو "رامي عبدالرحمن" من المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، الذي يقول مشيراً إلى المشاركين في الاحتجاجات: "عندما رأوا مراقبي جامعة الدول العربية شعروا بالثقة"، مضيفاً: "وقد حدث هذا على رغم أن المراقبين الذين يبلغ عددهم 60 مراقباً لم يتمكنوا من إنجاز مهمتهم المحددة، وهي الإشراف على التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه انسحاب قوات الجيش السوري من الشوارع وإنهاء استخدام القوة ضد المحتجين المسالمين والإفراج عن السجناء السياسيين". يشار إلى أن العديد من السوريين قد أعربوا عن خيبة أملهم من الدور الذي لعبه المراقبون التابعون لجامعة الدول العربية، ولكنهم استمروا مع ذلك في التظاهر في مناطق يمكن لهؤلاء المراقبين رؤيتهم فيها. ويقول أحد الناشطين من حي "دوما" وهو من ضواحي العاصمة دمشق إن المراقبين قد وقفوا على درجات المسجد خلال التظاهرة التي جرت هناك وتحدثوا مع المتظاهرين حول الوفيات والانتهاك أثناء الحجز وتفتيش المنازل وقطع التيار الكهربائي عمداً وغير ذلك من أمور، ولكنه يقول إنه ما زال متشككاً في طبيعة الدور الذي يقومون به واحتمالات نجاحه على كل حال. ويستطرد هذا الناشط قائلاً: "كانت المهمة من أجل شيء واحد هو جعل النظام يتوقف عن قتلنا... وحتى الآن لم يتمكنوا من ذلك وهو ما يجعلني غير متفائل بشكل عام من احتمالات نجاح مهمتهم". أما "وسام طارف" وهو ناشط حقوق إنسان يعمل مع منظمة "آفاز"، فيقول: "إن التظاهرات قد ازدادت حدة منذ أن وصل المراقبون، ليس لأن المتظاهرين يشعرون بأنهم قد باتوا أكثر أماناً في الطريق، وإنما لأنهم يريدون أن يكونوا مرئيين من قبل هؤلاء المراقبين". ويوضح "طارف" ما يعنيه بقوله: "إن الناس يتجشمون المخاطرة لأنهم يريدون أن ُيشعروا الجامعة العربية بما يحدث في سوريا". وأضاف أن العديد من الناشطين قد أعلموا باحثي "آفاز" بأنه قد تم القبض على ثلاثة أشخاص في حمص بعد أن شوهدوا من قبل الأمن وهم يتحدثون مع المراقبين في وقت سابق من هذا الأسبوع، وكانت من ضمنهم امرأة تم الزج بها في السجن هي الأخرى. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحملة الأمنية التي تشنها القوات السورية على حركة الاحتجاج المتفرقة قد أدت إلى مصرع ما يزيد عن 5000 شخص حتى الآن، وهو ما دفع حركة الاحتجاج للتحول تدريجياً إلى الطابع العسكري. وقد استمرت حصيلة الضحايا في الزيادة حتى بعد وصول وفد المراقبين العرب منذ أكثر من أسبوع حيث لقى 150 شخصاً مصرعهم منهم 34 ماتوا أو عثر عليهم ميتين يوم الجمعة بحسب عبدالرحمن، الناشط من لندن. وكانت حصيلة الضحايا يوم الجمعة عموماً في مختلف أنحاء البلاد قد وصلت إلى 27 مدنيّاً واثنين من الجنود المنشقين وخمسة من أعضاء قوات الأمن - بحسب قوله. وتفيد الأنباء أن الدبابات والمدفعية الثقيلة قد انسحبت جزئيّاً من المدن على رغم أن بعض المحتجين يؤكدون أنها كانت مختبئة في بعض الأماكن في مختلف أنحاء البلاد بما في ذلك المناطق الجبلية الواقعة في شمال غرب محافظة إدلب بدلاً من العودة لقواعدها العسكرية. وقال ناشط في دمشق إنه منذ حادث تفجير السيارات المزدوج الذي نتج عنه مصرع 40 شخصاً الأسبوع الماضي، باتت العاصمة ممتلئة بنقاط التفتيش والقناصة المتمركزين فوق أسطح البنايات. وفي الوقت نفسه يبدو أن عمليات المعارضة العسكرية ما زالت مستمرة. ففي شريط فيديو تم تحميله على الإنترنت يوم الأربعاء الماضي يظهر منشقون مسلحون وهم يهاجمون مركبة عسكرية تحمل رجال الأمن في درعا، المدينة الواقعة في جنوب سوريا التي انطلقت منها الانتفاضة الحالية. ويقول عبدالرحمن إن رجال الأمن الخمسة الذين لقوا مصرعهم يوم الجمعة قد قد قضوا في كمين نصبه رجال المعارضة المسلحة. ومن المعروف أن السلطات السورية تفرض قيوداً مشددة على دخول الصحفيين الأجانب للبلاد مما يجعل من الصعوبة بمكان التحقق من صحة هذه المعلومات. ويقول العقيد مالك كردي من "الجيش السوري الحر" المنشق إن الجيش قد قرر إيقاف عملياته كي يتيح الفرصة للمراقبين التابعين لجامعة الدول العربية للعمل من أجل إنجاز مهتمهم، مضيفاً أنه يأمل أن يقوم الوفد بتسجيل حقائق الوضع في سوريا، داعيّاً إلى التدخل من قبل مجلس الأمن الدولي لإنهاء الأزمة المزمنة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©